( ا.ش.ا) اصدر حديثا عن مكتبة الإسكندرية كتاب "الثورة والدولة والديمقراطية" الذي حرره الباحث محمد العربي، وجمع به مجموعة مختارة من محاضرات التثقيف السياسي التي أقامتها المكتبة العام الماضي، وحاضر فيها عدد من الباحثين وأساتذة العلوم السياسية. ويُقسّم الكتاب إلى 3 أجزاء، كما يضمّ ملحقين بالمفاهيم السياسية التي حوتها المحاضرات التي أقامتها المكتبة، وقائمة مختارة من القراءات الأخرى التي تغذّي موضوعات هذه المحاضرات. ويضم الجزء الأول من الكتاب 3 محاضرات للدكتور محمد صفار -أستاذ النظرية السياسية بجامعة القاهرة- والتي يتناول فيها الحديث عن دور السلطة والعنف في بنية المجتمع والدولة في مصر، ويوضح فيها بنية هذه العلاقات وكيفية تحولها تاريخيا إلى منطق راسخ في ممارسات الدولة وعلاقاتها بالمواطنين وكذلك بنية العنف والقهر التي تعبّر عن جزء أصيل من الثقافة العامة في مصر، فعنف المجتمع يقع في علاقات جدلية مع عنف الدولة فيغذي كل منهما الآخر. كما يتناول فيها الحديث عن مخرج من بنية السلطة القاهرة وثقافة العنف، وتطرح حلا للتحرر منها، وهو إشاعة الروح الثورية التي تولدت في ميدان التحرير، وقدمت نموذجا لإعادة تشكيل الدولة وعلاقات السلطة بين المواطنين المشاركين في الاعتصام والممارسات القهرية التي كان يقوم بها جهاز أمن الدولة السابق. ويضمّ الجزء الثاني من الكتاب محاضرتين للدكتورة هبة رءوف عزت -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- والتي تتحدث فيهما عن الالتزامات المفقودة في العلاقة بين الدولة والمجتمع، والتي كانت الثورة بمثابة معالجة لها، وتناولت الجدل الذي ثار بين القوى السياسية بين الدولة الدينية والدولة المدنية. أما الجزء الثالث من الكتاب فيضم محاضرة للدكتور عبد الفتاح ماضي -أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية- وتتضمن شرحا للمعوقات التي تقف أمام بناء نموذج ديمقراطي مصري بعد ثورة يناير، وهي في أغلبها معوقات وتحديات خلقها النظام السابق، وشكّلت الأساس الذي قامت الثورة لتغييره، وعلى رأسها تسييس الأجهزة الأمنية، وتشتت القوى الثورية، وتصارع القوى السياسية، وابتعاد جميع الأطراف عن خلق حالة توافق وطني. ويضمّ الكتاب شرحا للمفاهيم السياسية والاجتماعية الواردة لنشر الوعي السياسي اللازم ومن ضمن هذه المفاهيم: الأناركية، رأس المال الاجتماعي، اليوتوبيا، المجال العام وغيرها.