عندما بدأت هوجة التوريث منذ فترة، وركبها الأوغاد، وأولاد اللئام، وراحوا يبرطعون في الشوارع برطعة الموكوسين، وهم يهتفون يا :خفي الألطاف نجنا مما نخاف، مع أن الحكاية لا فيها توريث ولا نيلة، الراجل هايرشح نفسه طبقاً للدستور. وحا يكسب من غير مقاطعة بإذن الله، غصب عن الأوباش والقرداتية، ومع ذلك خرج جمال مبارك علي صفحات الجرائد، وأعلن بالنص أنه لا يرغب ولا يريد الترشيح للرئاسة، عنها.. وقامت الصحف الحكومية، لشن تجريدة واسعة النطاق علي المعارضة ولا تجريدة المخبرين علي الحشاشين والأفيونجية، وجرسوهم ولا الحمير الجربانة في سوق الجمعة، وهم يهتفون: الله حي.. جمال مش جي. وقد كتبت وقتها أن جمال مبارك يرغب ويريد، بس بيتقل علينا شوية، عشان يشوف معزته عندنا، وقد سبق وأعلن السيد الرئيس الأب، أنه لن يظل في الحكم غير فترة واحدة، ومازال يحكمنا منذ ثلاثين عاماً، نزولاً علي إرادة الشعب، الذي غني لسيادته: ده احنا من غيرك ولا حاجة، وخليك هنا خليك بلاش تفارق، وطبعاً.. من شابه أباه فما ظلم، ولجنة السياسات التي خربت البلد وقعدت علي تلها ترغب وتريد هي الأخري، لأن القعدة في طره، بتجيب عرق النسا والكساح، وربنا ما يوريها لحد، وكل الأتباع والموالي بتوع والنبي لنكيد العزال ونقولك أحكم يا جمال، يرغبون ويريدون، حتي يحصلوا علي تذكرة مجانية لركوب الوطن رايح جاي، وكتبت أيضاً.. أننا نرغب ونريد لأنه من ريحة السيد الرئيس، ويكفي أن الأغاني موجودة وجاهزة، يعني مش هانغرم حاجة، عندك.. يا جمال يا حبيب الملايين، ولقيت وأوطاني حكمها في أيدي.. وجمال قدامي بينادي علي، لعبدالحليم حافظ، ويا جمال يا مثال الوطنية لأم كلثوم، وجميل جمال لفريد الأطرش، وهاتبقي المرة الأولي في التاريخ اللي يغني فيها الأموات للسيد الرئيس. ورغم أن البعض اتهمني وقتها بوساخة المخ، إلا أنه بعد فترة بدأ السيد جمال مبارك، الذي لم يكن يرغب ولا يريد، يرغب ويريد فعلاً، لذلك خايف من القر الدكر بتاع الشعب الصايع، اللي ما يحبش الخير لحد، لذلك بدأ بعمل بروفة في السر علي جلباية مصر يا أمة يا بهية، ثم بدأ الترزية يقيفونها علي مقاسه، مع عمل فتحات جانبية للتهوية، وإذا كان الرئيس الأب قد جلس يشرب الشاي مع فلاح أثناء الانتخابات الرئاسية، فإن السيد الرئيس الابن، قعد مع كل الفلاحين والغلابة في مصر كلها، والنسوان قعدت تزغرد وتدعيله، وطبعاً احتلت هذه الزيارات الدعائية صفحات كاملة في الجرائد الحكومية، ثم بدأت الخطوة الأخيرة، أو ما قبل الأخيرة، وهي نشر صور سيادته بالحجم الطبيعي علي أغلفة المجلات والجرائد، مثلما حدث في المصور، فهل يتمسك سيادته بكلمته أنه لا يرغب ولا يريد، أما أنه نزولاً علي إرادة الشعب، أصبح يرغب ويريد؟! محمد الرفاعي