ظهرت في 2006 وتبناها أردوغان.. عقيدة «الوطن الأزرق» التركية التي حذرت منها أمريكا

يبدو أن التحذير الأخير من الولايات المتحدة الأمريكية لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، سيعقبه تحركات أمريكية أخرى لمواجهة عقيدة "الوطن الأزرق التركية"، بعد أن تمادى رجب طيب أردوغان في استفزاز قبرص واليونان بالإصرار على التنقيب في شرق المتوسط في مناطق اختصاص الدولتين.
وتسبب الأمر في زيادة التوتر بالمنطقة بالشكل الذي دفع الخارجية الأمريكية إلي إصدار تحذير أخير لأردغان على لسان فيليب ريكر، القائم بأعمال مساعد وزير الشؤون الأوروبية والأوراسية في وزارة الخارجية الأمريكية، والذي قال إن أمريكا تشعر بقلق عميق حيال خطط تركيا المعلنة لإجراء مسح للموارد الطبيعية في المناطق التي تؤكد اليونان وقبرص أنها من اختصاصها في شرق البحر الأبيض المتوسط".
كما عبر وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، عن غضبه من تصرفات تركيا واصفا تنقيب تركيا في مياه قبرص بأنه "غير مقبول".
ويرجع أصل عقيدة "الوطن الأزرق" التركية التي حذرت منها أمريكا إلى خطة وضعها الأدميرال التركى جيم جوردنيز في عام 2006، وهي تحدد هدفا طموحا للقيام من خلال الدبلوماسية والوسائل العسكرية القوية، بتحديد وتوسيع نطاق نفوذ تركيا في البحر المتوسط، وبحر إيجه، والبحر الأسود، للوصول إلى مصادر الطاقة، وهي العقيدة التي تبناها الديكتاتور العثماني في عام 2015 واعتبارها جزء من استراتيجية وطنية " للدفاع المتقدم" في سياق محاولته المستمرة التي يقوم بها لتأكيد الاستقلال التركي في جميع أوجه السياسة الخارجية.
ظهر إصرار أردوغان علي هذه العقيدة أثناء "مناورة الوطن الأزرق" في فبراير عام 2019، والتي كانت أكبر مناورة قتالية منذ تأسيس البحرية التركية، حيث مناورة ضخمة في بحر إيجه، والبحر الأسود وشرق البحر المتوسط في وقت واحد، حتي أن وسائل الإعلام التركية وصفت المناورة بأنها "بروفة حرب".
بلطجة أدروغان في المتوسط لم تستفز الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، بل أنه أثارت استفزاز الاتحاد الأوربي الذي عقد في 13 يوليو اجتماعا لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وطلبوا فيه من أنقرة تقديم" إيضاحات" بشأن تصرفاتها في شرق البحر المتوسط، وليبيا، وسورية وطلبوا من بوريل تقديم خيارات لتعزيز العقوبات المفروضة على تركيا بسبب أنشطتها الخاصة بالتنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقبرص.