أحمد البحقيرى.. محام يتحدى القانون باستخدام البلطجية جهات التحقيق تستجوب المحامى فى واقعة فيديو البلطجة وتهديد شخصيات عامة بالقتل وتطلب التحريات الأمنية محامون يطالبون نقابتهم بشطب «البحقيرى» لإساءته للمهنة.. وطلبات للمجلس للأعلى للقضاء لكشف حقيقة حمله لقب «مستشار»
تحقيق فى فيديو البلطجة.. نقابة الإعلاميين توقفه عن الظهور التليفزيونى.. مطالبات لنقابة المحامين بشطب عضويته.. كانت تلك محصلة أسبوع بطل أحداثه هو المحامى أحمد حمزه البحقيرى، الذى فوجئ الجميع بفيديوهين له منتشرين على مواقع التواصل الاجتماعى، كشفا الكثير من خبايا المحامى.
كانت البداية بفيديو ظهر خلاله المحامى أحمد البحقيرى، وهو يقول لأحد الحاضرين معه «البلد كلها فى إيدى، لو عايزين صبرى نخنوخ نفسه هجيبه، أنا كنت قاعد معاه امبارح، كل المسائل هتخلص»، وبعدها بأيام قليلة ظهر فيديو آخر للبحقيرى أيضا مدته تجاوزت ال 6 دقائق، يوجه خلاله جمل سب وقذف ضد إحدى الشخصيات العامة ويهدد بقتله، مؤكدا أنه يحمل سلاحا أبيض وخرطوشا بكل أنواعه ولا يخشى أحدا، وظهر البحقيرى فى الفيديو قائلا: «أنا مش بيه، أنا بمشى بمطواة أصلا، ومعايا بندقية خرطوش خمسات فى العربية، أنا مش بيه إنت فاهم غلط، فى إيه يا وائل؟ عليا الحرام من دينى، ده على رقبته، والمصحف ده على تليفون مابهزرش، أنا مش بيه خالص أنا مضطر ألبس كده.. أنا أصلا جنائى بتاع مخدرات وسلاح.. أنا كل اللى باتعامل معاهم بيقولوا سعر الحشيش هيتباع بكام فى السوق، يقول لك أنا رايح أقتل والحقنى بكره فى المحكمة، دى النوعية اللى باتعامل معاهم، عندى منهم المحبوسين والمطاردين ممكن نروح نقعد معاهم».
بعد انتشار الفيديوهين على وسائل التواصل الاجتماعى، فتحت أبواب النيران على المحامى أحمد البحقيرى، فتقدم عدد من الشخصيات العامة التى نالها من البحقيرى التهديد بالقتل ببلاغ رسمى، وبناء عليه استدعت جهات التحقيق الأسبوع الماضى البحقيرى، الذى خضع للتحقيق عدة ساعات فى عدة تهم التهديد بالقتل واستعمال البلطجة، وبعدها قررت جهات التحقيق صرفه مؤقتا لحين ورود التحريات الأمنية حول التهم الموجهة له، كما طلبت التحريات حول الفيديوهات التى ظهر فيها البحقيرى سواء مهددا بقتل إحدى الشخصيات العامة، أو استعمال البلطجة، أو التفاخر بامتلاكه علاقات قوية مع بلطجية وتجار مخدرات.
وقررت جهات التحقيق أيضا فحص فيديوهات البحقيرى، للوقوف على ما جاء بها، على أن تحدد خلال الأيام المقبلة جلسة تحقيق جديدة مع المحامى ومواجهته بما ورد بها من تهديد بالقتل وعلاقته أيضا بتجار مخدرات وبلطجية.
وبعيدا عن التحقيقات التى ما زال يخضع لها المحامى أحمد حمزة البحقيرى، كان ل«صوت الأمة» واقعة لا تختلف كثيرا عما ورد فى الفيديوهات المنتشرة للمحامى الذى استعمل مع «صوت الأمة» نفس الأسلوب الذى استعمله مع الشخصيات العامة، فبدلا من الرد على ما ورد فى التحقيقات التى أجريت معه بشأن التهم الموجهه أليه، وما جاء فى فيديو البلطجة، هدد البحقيرى «صوت الأمة» لأنها نشرت تقارير عن خضوعه للتحقيق أمام جهات التحقيق الرسمية، متناسيا أيضا ما جاء فى الفيديو الذى تحفظت «صوت الأمة» على نشره احتراما للقانون، وظهر فيه مهددا شخصيات عامة باستخدام بلطجية وسلاح فى محاولة للابتزاز والضغط لصالح أطراف فى قضية معينة.
وأرسل المحامى أحمد البحقيرى رسالة إلى «صوت الأمة» محاولا من خلالها التنصل من تفاصيل ما ورد فى الفيديو، كما ادعى البحقيرى عدم صحته ونفى استدعاءه من أجهزة التحقيق للمساءلة وارتكاب مخالفات وأساليب يعاقب عليها القانون، وقال إن تلك الادعاءات هدفها الضغط عليه لإرغامه على التنازل عن إحدى قضايا الميراث الخاصة بشخصية عامة- ذاته الذى هدده البحقيرى بالقتل فى الفيديو المتداول له-، ولم يستطع البحقيرى فى رده غسل يده من الفيديو الذى يكشف فيه علاقته بالبلطجية وتجار الكيف وسوابق الاتجار بالمخدرات، فى إشارة إلى أنهم ورقة فى يديه يستخدمها عندما يشاء.
وهدد البحقيرى «صوت الأمة» باتخاذ ما هو قانونى «غير قانونى» ضدها، لأنها نشرت تقارير خضوعه للتحقيق، وقال «البحقيرى» إن مكتبه بصدد إقامة دعاوى قضائية ضد تلك الكائنات الطفيلية والدخيلة على الوسط الصحفى والإعلامى- على حد تعبيره- بتهم التشهير والسب والقذف ونشر أخبار كاذبة، فضلا عن احتفاظه بكافة الحقوق القانونية تجاه من ارتكب تلك الوقائع، ولم يرد البحقيرى عن السؤال الأهم، هل الفيديو المنتشر له أم لا؟ بالطبع لم يرد البحقيرى لأن الإجابة معلومة للجميع، ولا تنتظر إقرارا من المحامى.
هذه الفيديوهات التى حاول البحقيرى التهرب منها، كانت سببا أيضا فى عدد من الطلبات التى تم إرسالها إلى نقابة المحامين، للمطالبة بالتحقيق مع المحامى أحمد البحقيرى فيما هو منسوب له، وشطبه من جداول النقابة، لأنه أساء إلى مهنة المحاماة، وقال عدد من مقدمى هذه الشكاوى للنقابة إنه فور مشاهدة الفيديو المنتشر للبحقيرى، أو سماع تهديده بالتقل لإحدى الشخصيات العامة، ستتبادر إلى ذهن كل إنسان الأسئلة التالية، من هذا الشخص؟ وإلى أى مدى وصلت يده فى دولة يحميها القانون؟ ومن يسند هذه الشخصية ليهدد الناس بالبلطجة والتزوير والتشهير؟ وهل البحقيرى فوق القانون ليتلاعب بمقدرات الناس بهذا الشكل؟ وهل كان حتى تهديده فى الفيديو المنشور مجرد كلام للحصول على المال من موكليه؟.. ولماذا تصمت نقابة المحامين على شخص يتمتع بعضويتها؟.
وقال محامون فى طلباتهم المقدمة للنقابة إن ما يحدث من البحقيرى يسىء إلى مهنة المحاماة، مطالبين النقابة والنقيب سامح عاشور بفتح تحقيق عاجل مع البحقيرى، ومواجهته بفيديوهات البلطجة التى ظهر فيها، وإحالته للجنة التأديب تمهيدا لشطب عضويته من جداول النقابة حفاظا على كرامة المهنة. وفى الوقت ذاته وجه عدد من الشخصيات العامة التى وردت أسماؤها فى التهديدات التى أطلقها «أحمد البحقيرى» بالفيديو المنتشر له، رسالة إلى المجلس الأعلى للقضاء للاستفسار حول صحة حمل البحقيرى لقب «مستشار»، والتحقق من كونه سبق والتحق بإحدى الهيئات القضائية من عدمه، حتى تتسنى لهم مقاضاته، خاصة أن البحقيرى دائما ما يظهر مقرنا أسمه بلقب «مستشار»، وهو ما يخالف وضعه كمحام، لم يسبق له أن التحق بأى من الهيئات القضائية.
ولم تكن واقعة الفيديو الوحيدة التى جعلت «البحقيرى» فى وجه النيران لمخالفاته القانونية، بعدما قررت نقابة الإعلاميين، وقف مسلسل تجاوزات البحقيرى، وإيقافه عن تقديم أحد البرامج على فضائية، بعد ادعائه أنه إعلامى، لذلك قررت النقابة وقفه عن ممارسة النشاط الإعلامى لحين توفيق أوضاعه، وفقا لنص المادة (2/ 19) من قانون نقابة الإعلاميين، وقالت النقابة فى بيان إنها مستمرة فى ضبط المشهد الإعلامى والقضاء على الفوضى الإعلامية عن طريقين، الأول هو تقنين أوضاع العاملين بالوسائل الإعلامية فى الشعب الخمسة «الإعداد- التقديم- التحرير- المراسلة- الإخراج».
المتاجرة بقضية مريم
ويمتلئ سجل المحامى أحمد البحقيرى بالكثير من التجاوزات التى جعلت اسمه يتردد فى أروقة المحامين سيئ السمعة، فبخلاف فيديوهات البلطجة، واعترافه العلنى باستغلاله تجار مخدرات وبلطجية لتحقيق أغراض خاصة به، كانت للبحقيرى واقعة أخرى كاشفة، ففى فيديو قديم للسيدة نسرين، والدة الطالبة المصرية مريم التى قُتلت فى إيطاليا، عبرت عن استنكارها لمتاجرة «البحقيرى» بحق ابنتها مريم، وإصراره على الحديث فى القضية، مدعيا أنه محامى الأسرة، وقالت، خلال مداخلة هاتفية فى برنامج «على مسئوليتى» مع الإعلامى أحمد موسى، على قناة «صدى البلد»: «حسبى الله ونعم الوكيل فيه، هو لا يمت لنا بصلة، وهو مُصرِ يعمل مداخلات يتاجر فيها بمريم، ويتكلم بغير حق، ويإذى مريم فى قضيتها».
وتابعت: «أحمد حمزة أو البحقيرى طلع على قناة العربى الإخوانية الداعمة للإرهاب، اللى احنا رفضنا نجرى معها حديث، وأنا قلتله أنا هأقاضيك، لأنك كذاب، وتقول كلام ليس له علاقة بالحقيقة، وأنا مش هاسكت عليه، وهاشتكيه لنقابة المحامين، لأن كل معلوماته غلط ومضللة».
ظهوره على قناة إرهابية
ما قالته والدة الفتاة المصرية مريم التى قتلت فى إيطاليا قبل عام، كشف أيضا عن علاقة البحقيرى بقنوات جماعة الإخوان الإرهابية، التى ظهر على واحدة منها وهى قناة «العربى الجديد» التى يديرها عزمى بشارة، عضو الكنيست الإسرائيلى السابق، والمستشار الخاص لأمير قطر، والمسئول عن إدارة المنظومة الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية فى تركيا وبريطانيا.