أعلن ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني اليوم الخميس عن استعداد وترحيب بلاده باستضافة المؤتمر الدولي الأول حول "دور الشباب في صناعة السلام المستدام " وذلك بالشراكة مع الأممالمتحدة خلال أغسطس المقبل؛ لتعزيز قدرات "الشباب صناع السلام" في مواجهة التطرف والإرهاب. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها ولي العهد الأردني خلال ترؤسه اليوم لجلسة مجلس الأمن النقاشية حول "صون السلام والأمن الدوليين.. دور الشباب في مكافحة التطرف العنيف وتعزيز السلام "، والتي وزعها الديوان الملكي الهاشمي على وسائل الإعلام في عمان. وأكد الأمير الحسين، أن الإرهاب والتطرف هو التحدي الأعظم أمام الأمن والسلام الدوليين والشباب هم أولى ضحاياه.. لافتا إلى أن الأحداث والنزاعات وتبعاتها التي شهدها العالم في العقود القليلة الماضية جعلت أعدادا متزايدة من الشباب عرضة للوقوع في ظلمات التطرف وشراك المضللين. وقال، "إننا نواجه اليوم آفة تهدد العالم أجمع وما من دولة مستثناة من خطر الإرهاب، فعدوه الإنسان والإنسانية بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو العمر أو الجنسية، فالكل معني بالحرب على الإرهاب". وأضاف، "إن الشباب هم الأكثر استهدافا بالتجنيد الطوعي وغير الطوعي من قبل الجيوش والجماعات المتطرفة والإرهابية".. مطالبا في هذا الصدد بضرورة اتخاذ التدابير السريعة لوقف تغذية نيران الإرهاب بدماء وأرواح الشباب. وأفاد بأن أكثر من نصف سكان العالم هم دون سن الثلاثين وغالبيتهم العظمى في الدول النامية، لافتا إلى أن الدراسات تشير إلى أن الفقر والبطالة والجهل وضعف العلاقات العائلية توفر بيئة جاذبة للفكر المتطرف والأفكار الظلامية. وقال "إذا ما نظرنا إلى البيانات، نجد أن وضع الشباب على المحك ، ففي العالم ما يقرب من ثلاثة وسبعين مليون شاب عاطل عن العمل وأكثر من أربعة عشر مليون شاب نازح أو لاجئ، كما أن غالبية ضحايا النزاعات المسلحة هم من فئة الشباب". وأضاف، "إن الشباب هم الأكثر تأثيرا على واقع الأمور وعلى مستقبلها والأكثر تأثرا بالحاضر وظروفه وقد تجلى ذلك واضحا خلال الأحداث الأخيرة في منطقتي العربية، وأنا شاب ضمن تلك الفئة العمرية ، وأشارك في حوارات عن جيلي وعن التحديات التي تواجهه ووجوب تمكينه". وتابع، "إننا في سباق للاستثمار في عقول الشباب وطاقاتهم ويمكن للفكر الظلامي أن يصل إلى حيث لا يمكن للجيوش الوصول، فقد أعطت وسائل الاتصال الحديث كل من له صوت فرصة للوصول إلى كل أذن صاغية". وقال، "إن الشباب هم الشريحة الأكثر تواجدا على الإنترنت والجماعات المتطرفة تبث سمومها عبر وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي لاستمالة الضحايا لدخول عالمهم المظلم، مدعين مخاطبتهم بالدين والثواب من خلال أفلام مسجلة بتقنيات جذابة، فينظر الشباب إلى تلك الفئات بانبهار وبأن جرائمهم إنجازات عظيمة، علينا أن نواجه هذا الخطر الذي يستغل طاقات الشباب لبناء عالم خال من الإنسانية". ودعا ولي العهد الأردني إلى ضرورة تمكين الشباب من خوض معركة المستقبل بأنفسهم بإعطائهم الأدوات ليخاطبوا جيلهم من خلال منصات التواصل الإلكتروني ليشكلوا شبكات فكرية وتحالفات عملية تصل هذا الجيل، وتقود الرأي الشبابي والفكر المبني على التعايش واحترام التنوع ونبذ العنف.