المهندسين : وضع دراسة متكاملة حول واقع الطاقة فى مصر وسبل إنقاذها من أزمتها الحالية

كلف الدكتور مهندس عابد خطاب، وكيل أول نقابة المهندسين، لجنة الطاقة بالنقابة العامة بوضع دراسة متكاملة حول واقع الطاقة فى مصر وسبل إنقاذها من أزمتها الحالية، لتقديمها للحكومة للاسترشاد بها فى مواجهة أزمة الطاقة، مشيرًا إلى أن ذلك يأتى انطلاقًا من أن نقابة المهندسين هى المستشار الهندسى الأول للدولة.
وأعلن المهندس فاروق الحكيم رئيس شعبة الهندسة الكهربية ورئيس لجنة الطاقة بالنقابة العامة، خلال بيان أصدرته النقابة، أن لجنة الطاقة ستدعو كبار خبراء الطاقة فى مصر للمشاركة فى ورش عمل بالنقابة العامة للمساهمة فى وضع الدراسة لتكون شاملة ومكتملة، مشيرًا إلى أن لجنة الطاقة ستدعو المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء للمشاركة فى ورشة العمل النهائية التى ستعقدها اللجنة.
وأشار الدكتور مهندس صلاح نصير رئيس الفريق العربى للبحوث والتطوير، إلى أن بعد الحرب العالمية الثانية رصدت أغلب دول العالم المتقدم مبالغ تتراوح بين 2.5 و4.5 مليار دولار لإقامة بنية أساسية لمراكز الفكر الإبداعى، وتوجهت المراكز الأمريكية إلى البحث فى الهيمنة العالمية وصناعة السلاح، بينما توجهت مراكز الاتحاد السوفيتى إلى أبحاث الفضاء وصناعة السلاح فى حين أن مراكز الصين اقتصر نشاطها على الجانب الاقتصادى، بينما لا نزال فى مصر غائبين تمامًا عن التفكير الإبداعى فى مواجهة أزماتنا.
واستعرض الدكتور سامح نعمان خبير الطاقة، عددًا من مشروعات الطاقة التى ستوفر على الدولة مئات الملايين من الدولارات يوميًا، قائلاً: "تمكنت مجموعة من العلماء المصريين بمعاونة علماء من روسيا من التوصل إلى أجهزة قادرة على إنتاج طاقة شمسية توفر لمصر 40 مليون دولار يوميًا دون أن تتحمل الدولة مليمًا واحدًا".
وأضاف: "مشروعات الطاقة التى تم التوصل إليها ستوفر 15 مليون لتر سولار يوميًا وتتيح إقامة مشروعات استزراع سمكى فى الصحارى واستزراع زراعى عبر الصوب الزراعية فى الصحراء، بالإضافة إلى أجهزة تحمى الزراعات من الحشرات والآفات دون حاجة إلى استخدام مبيدات، فضلاً عن مشروعات تحلية مياه البحر ومشروعات تفريخ دواجن".
وواصل: "مصانع الطوب داخل مصر تصل إلى قرابة 4 آلاف مصنع، يستهلك الواحد منها 500 كيلووات فى الساعة، وهو ما يعنى أنها تستهلك يوميًا 2 جيجاوات وهو ما يعادل إنتاج السد العالى من الكهرباء أما مصانع الأسمنت فتستهلك حوالى 30 ميجاوات فى الساعة تقريبًا، ويجب أن تتحول كل تلك المصانع وغيرها إلى الطاقة الشمسية وهو ما سيخفض الضغط على إنتاج مصر من الكهرباء".
فيما أشار الدكتور رمضان طمان، العالم المصري في مجال الطاقة، أن محطة رياح الزعفرانة لا تنتج من إجمالى قدراتها سوى 1%، مشيرًا إلى أنه تم إعداد برنامج لزيادة قدرات هذه المحطة لتصل إلى حوالى 8 جيجا وات خلال 3 سنوات، مشيرًا إلى وجود مشروع بشمال غرب خليج السويس يستهدف توليد 150 ميجاوات، من طاقة الرياح بجانب إمكانية زراعة المنطقة.
وأضاف: "أن مصر تمتلك ثروة مهملة وهى القمامة، فكل 2 طن من القمامة يمكن تحويلها إلى طن بترول خام وهو ما يعنى إمكانية تدوير 18 مليون طن قمامة يخلفها المصريون يوميًا لإنتاج 9 آلاف طن بترول يوميًا".
ومن جانبه، أكد الدكتور خالد زكريا خبير الطاقة، أن مصر تمتلك الخبرات الكافية والكوادر البشرية فى المجال النووى، لافتًا إلى أن البرنامج النووى بالضبعة يستهدف توليد قرابة 8 آلاف ميجاوات، مشيرًا إلى أن احتياطى اليورانيوم فى العالم يكفى لقرابة 150 عامًا. وقال الخبير الاقتصادى صلاح جودة: إن مصر من أغنى 3 دول فى العالم فى الثروة المحجرية وهى ميزة غير مستغلة حتى الآن، حيث مازلنا نصدر طن الرمال البيضاء ب 12 دولارًا وتقوم تركيا بغسل هذا الطن فى مياه البحر المتوسط وتعيد مصر استيراده مقابل 2300 دولار.
ومن جانبه، قال اللواء مهندس السيد محمد اللقه وكيل أول وزارة الإنتاج الحربى إن الهيئة القومية للإنتاج الحربى اقتحمت مجال الطاقة البديلة منذ سنوات طويلة، قائلاً: "يعمل بالهيئة حوالى 30 ألف مهندس وفنى، وجميعهم مدربون على أعلى مستوى وينتجون أفضل السلع فى المجالات المختلفة، ولكن المشكلة أن الوزارات والهيئات الحكومية لا تقبل على شراء منتجات الهيئة رغم جودتها العالية ورغم وجود قرار رئاسى بشراء منتجات المنتج المحلى".
وأكد المهندس عادل ربوح نقيب مهندسى الوادى الجديد إلى وجود مليار طن من الرمال البيضاء فى الوادى الجديد لم يتم استغلالها ومتروكة لكى تتطاير فى الهواء، مشيرًا إلى أن محافظ الوادى الجديد تعهد بمنح أراضٍ مجانية لكل صاحب مشروع لتوليد الطاقة الشمسية فى المحافظة.