كيف واكبت الاستخبارات الأمريكية التطور الرقمي واستخدمت «انستجرام» لتجنيد عملاء جدد؟

يبدو أن التطور التكنولوجي والرقمي الذي يلاحق المؤسسات الدولية، أغرى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ، التي تشتهر بالسرية وتكتيكات التجسس الغامضة، مما دعاها إلى إطلاق أول حساب لها على موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام» وعرفت نفسها بطريقتها الجادة المعهودة بها، الذي جاء فيه: «نحن خط الدفاع الأول للأمة»، إلا أن أول صورة نشرتها الوكالة عبر موقع التواصل، ابتعدت تماما عن الجدية المعروفة بها الوكالة، حيث تضمن صورة لمكتب بعثرت عليه بعض الأغراض الشخصية من بينها «باروكة شعر»، وعين الشرير وعملات أجنبية.
ظهر في الصورة التي نشرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية، عبر موقع الانستجرام، والتي التقطت من مقر الوكالة، في ضاحية لانجلي بولاية فيرجينيا، وكتب عليها تعليق غامض، يقول: «أنا أتجسس بعيني الصغيرة»، وهو تحدي وضعته CIA لمعرفة وتفسير الأشياء الموجودة في الصورة، حتى أن المتحدث باسم الوكالة حاول مساعدة رواد موقع التواصل في حل اللغز، وقال في تصريحات لقناة «سي بي إس» الأمريكية، إن أغلب تلك الأشياء التي تظهر بالصورة ترجع إلى موظفين حاليين في الوكالة.
لا يخفى عن وكالة الأستخبارات الأمريكية، أن أغلب مستخدمي انستجرام تقل أعمارهم عن 30 عاما، ما يفسر استراتيجية الوكالة لتوظيف جيل أصغر من العملاء والمحللين، وهو ما أكده المتحدث باسم الوكالة، قائلا: «الانضمام إلى انستجرام هو طريقة أخرى، ننشر بها حكايات عن الوكالة ونجنّد بها الأمريكيين الموهوبين، للعمل معنا من خلال الحساب، وسنلقي نظرة سريعة على الحياة داخل الوكالة، لكن لا يمكننا أن نعد بأي صور سيلفي، من مواقع سرية».
من جانبها أكدت جينا هاسبل مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، صحة حساب الوكالة على موقع التواصل الاجتماعي انستجرام، كما أوضحت أن الحساب مثال حي على كيفية سعي الCIA لتطوير نفسها ومواكبة العصر الرقمي. الذي يجتاح العالم، مشيرة إلى أن هناك بالفعل حسابات أخرى على موقعي «فيسبوك، وتويتر»، كانت انشأتها الوكالة عام 2014.

تحدي لغز الاستخبارات الأمريكية

ما هو حل لغز صورة الاستخبارات المركزية الأمريكية؟
الأشياء التي يرجع بعضها إلى موظفين حاليين بالوكالة، وتبدو مرئية في الصورة، ليست مرهقة إطلاقا:
«مزهرية نباتات»، هي إشارة ساخرة تشير إلى «جواسيس» الاستخبارات الخارجية في الوكالة.

«ساعة مكتب» وتشير عقاربها إلى الساعة 8:46 صباحا، وهو نفس التوقيت الذي اصطدمت فيه طائرة بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في هجمات سبتمبر 2011.«خريطة الصين» وتشير إلى أحد المنافسين الرئيسيين لأمريكا في قارة آسيا.

تمثال ذهبي ل «بومة» وهي تشير إلى «إله الحكمة» عند اليونانيين القدماء، كما أنها تعود إلى مدير العمليات في وكالة الاستخبارات المركزية أندي ماكريديس.

تميمة تبدو أنها «العين الشريرة»، ربما تشير إلى المخاطر التي يواجهها عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية في الخارج.

لوحة فنية تجسد صورة «توني منديز» ضابط الاستخبارات الأمريكية الذي قام بدور «مخرج سينمائي» لإنقاذ 6 رهائن أمريكيين اختطفوا في أيران عام 1980.

علبة بها زوج «أزرار أكمام»، يقال إنها تستخدم من قِبل عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية، لتسهيل مهمة تعرفهم على بعضهم البعض.

«باروكة» رمادي اللون، تشير إلى عمليات تنكر العملاء السريين وضباط الوكاله.

«بطاقة» تعريف شخصية بها صورة مديرة وكالة الاستخبارات الأمريكية «جينا هاسبيل».

«حقيبة أوراق» كٌتب عليها «سري للغاية»، وهي على الأغلب تستخدم من قِبل العملاء كأداة لإتلاف أي أدلة.