«حينما يتحول الأبيض إلى رمادي، ويتحول الرمادي إلى أسود، ويتحول الأسود إلى عدوان، فتش عن الإعلام».. ربما كانت تلك هي أشهر المقدمات التي ألقاه يسري فودة عبر تاريخ، ورغم أن كلماته رنانة، وكانت تحمل بريقا آنذاك إلا أن محاولاته اليائسة لبث الأكاذيب وتضليل العقول مستغلا منصات إعلامية هدامة، بدأت بالجزيرة وانتهت ب«دويتشه فيله»، جعلته انتهى إكلينيكيا منذ فترة لا تقل عن عامين من الآن. يسري فودة الذي انتهى إكلينيكيا منذ فترة طويلة، حاولت «دويتشه فيله»، أنت تنقذها من الموت بأجهزتها البراقة، ورغم وضعه على أجهز بث الحياة، إلا أنه لم يتمكن من العودة من جديد خاصة وأنها تلون خلال الفترة الماضية كثيرا، وهو ما جعله يفقد سحره على الطبقة التي كانت تنتظر حلقاته بشغف.
خلال الفترة الماضية ترددت أسئلة كثير وسط الجالية المصرية التي تعيش في ألمانا، والتي كانت تسأل عن أسباب طرد يسري فودة- المنتهي إكلينيكيا- من «دويتشه فيله»، وتمحورت الأسئلة في التالي: «هل طُرد يسري فودة فقط بسبب حالات التحرش الجنسي مثلما يتردد؟.. هل تم تهدد المحطة الألمانية بالفعل في حالتي التحرش الأخيرة «اليمنية.. و اللبناني»؟.. أم طُرد مثلما يُقال بسبب النصب على المحطة وتحصيل أموال أكثر من مرة لفريق الإعداد في حين كان فريق الإعداد كله خارج ألمانيا.. مرة في المغرب ومرة في موسكو.
كما رددت الجالية المصرية التي تعيش في ألمانا، أسئلة أخرى تمحورت في: «هل طُرد بسبب لقاء تم رصده قبل حلقة المغرب مع سفير دولة معادية للمغرب وقبل حينها إن اللقاء تم بترتيب قطري؟.. أم طرد بسبب ما يتردد عن علاقات مع (MI6) وأن محاولات تمت لكسب صحفي ألماني للتعاون مع الجهاز البريطاني.. وهذا ما أزعج الألمان؟.. أم طُرد بسبب كل ذلك؟».
جميع ما سبق من أسئلة تدور في أذهان الجالية المصرية في ألمانا، ليس غريبا على أي شخص فضل سفينة الأخوان، عن بلاده.. والتي كانت قد بدأت مع أيمن نورا، وقام بفضحه الإخوان، بأنه سرق أموالهم وتعاون مع جهات خارجية، وتحرش بالنساء، كما استأجر بعضهم أيضا.
كانت الجالية أعلنت أن الفترة المقبلة، سوف تنظم حملة تفضح من خلالها ممارسات الإعلامي المنتهي إكلينيكيا- يسري فودة، وهو ما يؤكد ما نشره سابقا الرائد خالد أبو بكر، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»، حين قال: «كنت حابب أطلب من الأستاذ (Yosri Fouda) طلب صغير ويرد عليه زي ما نشر الفيديو بتاعنا بتاع تبعية قناة (DW) للموساد بباب خلفي واللي أنطرد منها واحتمال قريبا أنشر السبب الحقيقي لطرده».
وتابع: «السؤال لا يتعلق بعمله السابق في قناة الجزيرة ولا قطر ولا علاقاته بالجماعات الإرهابية اللي أوعده إني هنشر الإيميلات والمحادثات الهاتفية اللي بينهم سواء تنظيم القاعدة أو داعش أو جند الإسلام التابعة لحازم صلاح أبو إسماعيل، ولا حتى بإنفراداته النارية في التصوير مع القاعدة، طلبي الوحيد انه يرد عليا ويفهمني ليه في كل كتب فن التجنيد للجهاد العالمي قيادات الدواعش بتطلب من الدارسين وخصوصا المنتمين لطبقة علمية واجتماعيه معينة إنها تتابع (الأخ المجاهد يسري فوده) متابعه دقيقه خصوصا فيما يتعلق بالوثائق وحلقات عمليات سبتمبر؟ أتمني يرد الأخ يسري على ذلك.. ولقائنا قريبا يا أخ في تسريب المكالمات».
الفترة الماضية، أثبتت أن يسري فودة لا يحتاج مقدمات أكثر من ذلك لإثبات أن الرجل سقط إعلاميا، لا تأثير يذكر من كافة الجوانب، حضور غائب لا مشاهدات فيه لصاحب «مقدمات السم في العسل».. هل سمع أحد منذ سنتين أي تأثير يذكر عن برنامج «فودة» في القناة الألمانية سوى فريق عمله على مواقع التواصل الاجتماعي؟.
ولكن الفترة المقبلة، من الواضح أنها ستشهد فضائح كثير للإعلامي المتلون، الذي حاول أن يستغل قدرته في التلاعب بالكلمات لبث السموم والأكاذيب، عن طريق منصات إعلامية، كان هدفها الأول والأخير نصرة ودعم الإرهاب، قبل أن تنكشف الحقائق وتنسحب تلك المنصات حتى لا يفتضح أمرها.