* نريد سوريا ديمقراطية تعترف بحقوق جميع شعوبها .. وجنبنا منطقتنا ويلات الحرب والدمار * تركيا تدعم التنظيمات الإسلامية المتطرفة .. وتساعد داعش "من تحت لتحت" * مصر دولة عريقة وتحركها يؤثر على الوطن العربي والمنطقة .. ونتمنى تطوير علاقتها معنا * نظام الادارة الذاتية في "روج آفا" الشعب يدير نفسه بنفسه ولا مجال لظهور الديكتاتور أكد القيادي البارز في منظومة المجتمع الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا "آلدار خليل" ، أنهم لايريدون الانفصال عن الدولة السورية ، وإنما فقط يريدون أن تعيشون ضمن سوريا الديمقراطية ، وأنهم لايفكرون في تحقيق حلم الدولة الكردية . موضحاً في حواره ل"صوت الأمة" أن نظام الادارة الذاتية الديمقراطية الذي طبقوه في "روج آفا" كردستان سوريا هو أن يدير الشعب نفسه بنفسه ، وأن تشارك جميع الديانات والقوميات والفئات في الادارة ، بعيداً عن النظام التقليدي للحكم . مشدداً على أن حزبه جنب المنطقة وسكانها ويلات الحرب والدمار ، نافياً تهمة التعاون مع النظام السوري ، وإن لم يستبعد أي علاقة بينهما ما دامت في صالح الشعب وبعد اعترافه بنظام الادارة الذاتية وحقوق الشعب الكردي. واتهم "خليل" تركيا بدعم ومساندة التنظيمات الإسلامية المتطرفة في المنطقة ، مؤكداً أنها فشلت في تحقيق أهدافها بفشل من اعتمدت عليهم ، وأنها تساعد داعش "من تحت لتحت"، ولم تتعاون في التحالف الدولي ضد الإرهاب. وقال :"مصر دولة عريقة وذات تأثير كبير، لو تحركت تؤثر على جميع الوطن العربي والمنطقة" ، ودعاها إلى توثيق العلاقات مع حزبه ، وتبادل الآراء والتجارب في القضايا المشتركة . . ماهو نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي طبقتوه في المناطق الكردية من سوريا ؟ الادارة الذاتية ، مشروع يعتمد على أن المجتمع يدير نفسه بنفسه ، وهذا يحتاج إلى ثقافة ، الديمقراطية هي الثقافة وليست القوانين ، نحن نحاول وطبعاً راح نوصل إن شاء الله لمرحلة أن نستغني تقريباً عن أغلب القوانين ، ونجعلها تسير ضمن المجتمع بشكل اعتيادي وطبيعي ، ليس لأن القانون يفرض عليك ألا تسرق مثلاً ، يصير الأمر شئ أخلاقي ، كثير من الأمور لا نريدها أن تسير وفق القانون وإنما ضمن الثقافة التي ستنتشر بين الناس في المجتمع ، والثقافة الديمقراطية نفس الشئ ، بالقوانين الديمقراطية أنا لا أصير ديمقراطياً ، الخطأ الذي يرتكبه أغلب الأنظمة والمؤسسات والإدارات في العالم تقريباً ، أنهم يفكرون إذا جاءت حكومة ديمقراطية على السلطة تصدر قوانين ديمقراطية ، وهم هنا لايعطون أي أولوية للثقافة الديمقراطية . فالإدارة الذاتية الديمقراطية تعتمد على هذا المبدأ ،وهي تساعد على إيجاد حل لسوريا بشكل عام لتصير سوريا ديمقراطية. والإدارة الذاتية تعتمد على ، أولاً ألا تكون السلطة في يد فئة أو قومية أو ديانة معينة، وأن يشترك فيها جميع المكونات الموجودة والشباب والنساء . نعم منطقتنا وصلت لما هي فيه بجهود كردية ، لا أحد يختلف على ذلك أو ينكره ، لكن هذا ليس معناه أن أنكر حق أخي العربي أو السورياني أو الأشوري أو التركماني ، لابد للجميع أن يشارك ويتخذ القرارات ويدير الأمور ، فهذا النظام لايعطي لأحد المجال ليكون ديكتاتوراً ، ويجوز أن يكون عربي أفضل من الكوردي في الإدارة ، ليس هناك مشكلة في ذلك . والإدارة الذاتية تعتمد في مفهومها أنها لا تنفصل عن الوطن الأم ، أنا لا أريد أن أنفصل ، لأنني أريد أن أكون شريكاً في الشام أيضاً ، وأكون موجوداً في البرلمان أيضاً ،وأن يكون لي وزراء في الحكومة المركزية وحصة في الميزانية العامة للدولة . فنحن لا نحبذ الانفصال ونريد نشارك في سوريا المستقبل. * وما ردك على اتهامكم حتى من بعض الأطراف الكردية، بأن لديكم علاقة مع النظام السوري ؟ والله أقول لك بصراحة ، لو النظام الآن يصرح ويقول أنني أعترف بالوجود الكردي في سوريا ، وبالإدارة الذاتية الديمقراطية ، سآخذك معي وأروح عند النظام . أنا ما عندي هذا المفهوم المتزمت ،أنا أبحث عن حقي ، أنا لا أريد أن أقتل الناطور ، أنا أريد العنب . لكن حالياً ما صار شئ وياريت يصير ، ياريت هم يفتحون لنا هيك مجال ، أنا لا يهمني مين هو ، ما يهمني أن أحصل على حقوقي . مثلاً في كردستان العراق صدام حسين عمل أنفال ومذابح وكذا وكذا . وهناك بعض الناس يريدون التغطية على خيبتهم ، ويرددون بأننا رفقاء النظام ! لكن حقيقة الأمر أننا تصرفنا بروية ويجوز بنوع من السياسة وحاولنا قدر الإمكان ألا نقع في مواجهة مباشرة مع النظام السوري ، ومع ذلك كثير من الأحيان وقعنا في مواجهات ، في حلب لنا شهداء ، وهنا في قامشلي ، نحن لسنا كالمجموعات الأخرى مثل الجيش الحر أروح أهاجم النظام ، هذه ليست استراتيجيتنا ، ونتعرض لضغوط لتغييرها ، يومياً يقولون "أنتم مع النظام" ، طيب يعني نغير استراتيجيتنا ، يعني تريدون منا أن نعمل شئ لنثبت أننا لسنا مع النظام ، لا . خليهم يحكوا ويقولوا كما يريدون . والآن هم في قرارة أنفسهم مقتنعين أن هذا الشئ ليس صحيحاً ولكن لضرورات الترويج الإعلامي يقولون ما يقولون . معلش . . وما موقف النظام السوري من الإدارة الذاتية ؟ وهل هو ينتظر الفرصة المناسبة لينقض عليها ؟ والله هو لا يتقبل هذا الأمر ويحاول أن يظهر نفسه كأنه مازال يحكم سوريا ، لكن ما باليد حيلة على مايبدو . ونحن عندنا قوة أثبتت جسارتها وجدارتها ، داعش تكتسح كتائب وألوية وأفواج كاملة ، ولكنها فشلت في كوباني وتلقت هزيمة منكرة فيها ، صار لنا أكثر من عامين نعيش في معارك ، وهم يعلمون هذا ، طيب لو جيشهم جاء وهاجم مناطقنا ، أين هو هذا الجيش ؟ خليه يأتي ويجرب .النظام لايريد أن يفضح حاله "نفسه" ، ويكتفي بالتظاهر وكأنه يقول "خليها للمستقبل " . . وماذا عن الموقف الدولي منكم . والقوى الإقليمية وفي مقدمتها تركيا ؟ المواقف ليست ثابتة ،مثلاً في بداية الثورة والأحداث كنا نجد تدخلات مباشرة تسعى لإحباط تجربتنا ، وكثير من الدول عبر أحزاب وتنظيمات ووسائل الإعلام والضغط الدبلوماسي وحتى الاقتصادي عبر الحصار ، يحاولون الضغط علينا من أجل على الأقل نتراجع عن مواقفنا ، لكننا لم نتراجع ، وخصوصا بعد موضوع المقاومة التي ظهرت للعالم كله ، وصلوا لقناعة أن الذي يستطيع أن يمثل سوريا المستقبل وينجح فيها هم نحن . ولهذا بصراحة في الفترة الأخيرة نلاحظ أن هناك علاقات تطورت ، هناك دول في السابق كانت تشوفنا في السر يقولون لنا نرجوكم ألا يعرف أحد ، نفس الدول حالياً هي التي تعلن وتقول أن لها علاقات معنا. لماذا ؟لأنهم اقتنعوا ببعض الأمور . حتى بعضهم صار يبحث عن حل لسوريا قريب من الحل الذي نطرحه، فنحن صرنا مركز الحدث . وتركيا ؟ هي حاولت تشغيل التنظيمات الإسلامية المتشددة وخصوصاً في البداية دخلت بشكل مباشر ، وأرسلت مجموعات لرأس العين "سري كانيه"،وحاولوا يضربونا ، لكن ما نجحوا ، بعدها حاولت عن طريق بعض المجموعات الصغيرة ضمن المناطق ولم تنجح ، وحاولت دبلوماسياً وفلشت ، وهي أيضاً فشلت في المناطق السورية الأخرى بفشل الذين اعتمدت عليهم ، وبالنهاية اضطرت تركيا إلى اللجوء لداعش ، فتركيا حالياً موقفها أنها تنتظر النتائج التي ستحققها داعش ، وتقريبا تقف مراقبة ، لكن لا تساهم بمحاربة داعش ، ولا تدعم التحالف ، ولا تستطيع أن تقف ضده ، لأنها عضو في الناتو . وهي تساعد داعش كما يقول المصريون "من تحت لتحت" . أما الدول الأوربية فرغم أن تاريخها القديم دائما كانت تتقرب منا بازدواجية في المعايير ، لكنها في الفترة الأخيرة على مايبدو أنها شعرت بخطر عودة الداعشيين إليها ، ولذلك تسعى إلى تحسين موقفها ليس محبة فينا بالطبع ، ولكن لكي تسد الطريق أمام عودة أعضاء داعش إليها ، لأنهم إذا رجعوا إلى أوروبا سيشكلون خطراً كبيراً عليها . . ما تصوركم لحل الأزمة في سوريا ؟ أولاً .يجب أن نتخلص من موضوع المركزية . ثانياً . يجب أن يكون الأساس في سوريا ليس أساس قومي ، لا نقول سوريا عربية ،وإنما سوريا ديمقراطية ، جمهورية لجميع الشعوب والمكونات التي تعيش فيها ، ولذلك لابد من تنظيم جميع المناطق السورية بحيث نفتح المجال للمجتمع ليدير نفسه ، ولابد من وجود حكومة تكون مشرفة على هذه المناطق ، لكن هذه المناطق تكون إدارتها بيدها . ثالثاً . أن الحل العسكري نحن لانحبذه ، وحتى حالياً اضطرارنا لحمل السلاح ليس لكي نهاجم وإنما من أجل الدفاع عن أنفسنا . . كيف تنظرون إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب وتوقعاتكم لنجاحه ؟ والله هي ستطول كثيراً ، ليست عملية وحملة وستنتهي ، وإنما هي تحتاج ليس فقط الجهود العسكرية ، فلابد من العمل بشكل متزامن مع هذه الحملة في اطار سياسي ، والبحث عن حل سياسي ، فإذا لم يبحثوا عن حل للقضية العراقية والسورية وعموم المنطقة يصعب الوصول إلى نتيجة حاسمة في موضوع داعش . . هل لديهم الرغبة في سرعة القضاء على داعش وحل الأزمة ؟ أم يريدون إطالة أمد المعركة لاستنزافكم أنتم وداعش؟ حالياً لا أستطيع أجزم بهذا ، لكن هناك حقيقة أخرى قد تكون مؤثرة في الأمر ، وهي أن داعش لها أرضية جماهيرية ضمن المكون العربي، ولذلك فإن داعش ليست حكومة أو قوة عسكرية في مكان معين تقصفه وتنتهي الأزمة . فهناك الكثير من الناس مؤهلين ليصحبوا داعش ، ولذلك أعتقد أنهم أيضاً يعرفون هذه القضية ، ولذلك قد تطول الأمور . . تقييمكم لمواقف الدول العربية من نظام الإدارة الذاتية ومن القضية الكردية ؟ نرى الدول العربية بشكل عام مقصرة ، والتقصير يأتي من أن كل دولة مكتفية بذاتها ومنشغلة بأمورها الداخلية ، ولا نجد دولة منها تعطي لنفسها الحق في التحرك خارج حدودها ، مع العلم أن دول أوربا وأمريكا تبعد آلاف الكيلو مترات عنا ، ترى أنه من حقها أن تشارك في التغييرات الحاصلة في المنطقة ، لكن الدول العربية وكأنها مش موجودة ، وطبعاً هذا خطأ ، وقد يلقي بظلاله السلبية عليها في المستقبل، لابد لهم أن يدعموا التجربة الديمقراطية ، ونتمنى أن يعلموا أن نجاح تجربة الادارة الذاتية الديمقراطية سيصبح ضماناً لهم أيضاً لكي يعيشوا بسلام ، لأنه إذا تجربة الادارة الذاتية الديمقراطية لم تنجح ، هذا يعني أن داعش ومثيلاتها سينجحون ، وهذا يعني أن الدول العربية كلها ستتعرض لذلك الخطر . . رسالتكم للدولة المصرية بشأن التعاون معكم في الحرب ضد الإرهاب وبشأن رؤية واضحة لحقيقة القضية الكردية ؟ الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية الحالية ، نراها إيجابية وجيدة طبعاً في الشأن الداخلي وخصوصاً موضوع الارهاب والمجموعات المسلحة ، والبحث عن بديل للمد الإخواني الذي كان مسيطراً ومهيمناً على كثير من المؤسسات ، هذا إيجابي للنظام المصري الحالي ، ونتمنى أنه أيضاً يفتح المجال لكي نكون على تواصل لنتبادل الآراء والاستفادة من تجارب بعضنا البعض . والمواقف التي ذكرتها تواً تشجعنا أن نطلب إن أمكن نعقد اتصالات مباشرة معها، ونتمنى أن تتطور العلاقات مع مصر . . ما رؤيتكم لقدرة مصر على لعب دور في حل الأزمة السورية ؟ مصر دولة عريقة وذات تأثير كبير ، مصر لو تحركت تؤثر على جميع الوطن العربي والمنطقة ، مصر ليست كأي دولة أخرى . وما نعتب عليها فيه أنها رغم كل هذه المقومات تبدو بدون دور ، يجوز السبب هو الأحداث الداخلية ، ورأيي أنها لا يجب أن تنتظر حتى تنتهي تلك الأحداث لتتحرك ، فتحركها سينعكس إيجاباً على الوضع الداخلي فيها أيضاً . . هل اقترب حلم الدولة الكردية من التحقق ؟ بصراحة نحن لا نبحث عن الدولة الكوردية ، فنحن عندما نبحث عن حل لا نأخذ الحيز السياسي فقط ، فالحيز الفكري والذهني نعتمد عليه قبل السياسي ، ولذلك لا نؤمن بموضوع سلطة الدولة ، نحن نريد كشعب كوردي أن نعيش بحرية وفي أمان واستقرار ، نمارس جميع معتقداتنا وثقافتنا ولغتنا بحرية ، أحرار في جميع تحركاتنا ، وهناك اعتراف بوجودنا القومي ، ولا نريد أن نكون تكرار لنموذج مؤسسة الدولة التقليدية والقومية . وإذا الاخوة في إقليم كردستان العراق شافوا هذه الدولة القومية مناسبة لهم ، فهذا أمر يعود لهم ، فأنا لا أريد أتدخل في شئ يتعلق بالإقليم ، لأنه يجوز شعبهم باعتبار ما في أرضية كثقافة مثل التي نحن اشتغلنا عليها في "روج آفا" يجوز هم لو طرحوا نموذج الإدارة الديمقراطية الشعب لا يقبل بها ، لأن ليس عندهم ماضي نضالي في هذا الخصوص ، يجوز يكون عندهم نموذج الانفصال عن العراق مقبول أكثر ، فهذا يعود لهم وليجروا استفتاء شعبي . لكن عندنا كنموذج لو تم تخييرنا ما نريد هذا النموذج .