قال صالح مسلم، القيادي الكردي السوري رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إن 80% من عناصر الجيش الحر المعارض للنظام السوري، هم من "المتشددين الإسلاميين والمتطرفين"، مشددًا على أنه "لا يوجد بينهم من لا يتحدث ويدعو لضرورة إحياء الخلافة الإسلامية". وقال مسلم في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن " عناصر الجيش الحر العلمانيين الذين يؤمنون بالتعددية والديمقراطية ويتحدثون مع المعارضة السورية الممثلة في الائتلاف الوطني السوري لا يمثلون إلا 20% من العناصر المحاربة على الأرض". ورأى مسلم أنه "لا يوجد فارق كبير بين تلك التنظيمات المتشددة الموالية للقاعدة وبين جماعة الإخوان المسلمين"، لافتًا إلى أن الطرفين "يدعوان لفكرة الخلافة الإسلامية وإن كان الفارق أن الإخوان يسعون إلى تنفيذ فكرتهم بسبل يمكن أن تكون أقل دموية". وأوضح أن المعارك بين الأكراد في سورية وبين تلك التنظيمات المتشددة وفي مقدمتها "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" ومن يواليهما من كتائب وألوية بدأ عندما استطاع الأكراد السيطرة على مناطق يرتكزون بها وتحديدًا بحلب بعد صراع شرس مع قوات النظام السوري منتصف يوليو من العام الماضي ونجاح الأكراد في تشكيل ما يشبه الإدارة الذاتية بتلك المناطق. وأوضح :"فوجئنا بالهجمات المتواصلة من هؤلاء المتشددين علينا وكأنهم يقومون بإكمال مهمة النظام في الحرب ضدنا، والنفط لم يكن السبب الرئيسي، فهناك مناطق كردية فقيرة لا يتوفر بها النفط وتم حصارها ومهاجمتها من قبلهم". وأرجع مسلم السبب الرئيسي لما وصفه بأنه "حرب متواصلة ضد الأكراد" في سوريا لعامل الطائفية، موضحًا أن هناك بعض الأطراف الداخلية والخارجية التي ترفض وجود المكون الكردي بالمجتمع. ويمثل الأكراد أكبر أقلية عرقية في سورية ويتركزون بشكل كبير في الشمال الشرقي من البلاد قرب الحدود مع تركيا. واتهم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي "كلا من تركيا وجماعة الإخوان وتيارات عربية وبعثية بالوقوف وراء هجمات جبهة النصرة ومثيلاتها على المناطق الكردية". ونفى مسلم ما يتردد عن دعم النظام السوري للأكراد وتسليمه المناطق الكردية وعدد من المعابر المهمة على الحدود مع تركيا والعراق لهم بكل سهولة، وقال: "هذا ليس صحيحا، فالنظام لم يسلمنا شيئا، والمعابر التي يتحدثون عنها واقعة بالأساس تحت سيطرة جبهة النصرة.. والمناطق الكردية كلها محاصرة إما من تركيا أو من النظام أو من هؤلاء المتشددين السلفيين". وتابع :"نحن لسنا عملاء للنظام.. لقد خضنا صراعا طويلا مع النظام السوري ربما منذ عشر سنوات قبل اندلاع الثورة، وكنا في أقبية سجونه.. ودعمنا الثورة من البداية ولم ندافع عن النظام ولن نفعل ذلك =، فهو نظام مجرم سواء ارتكب مجزرة الغوطة أم لا". وحول رأيه في التدخل العسكري الخارجي في الأزمة السورية، قال :"لا نرحب بالتدخل العسكري الخارجي في سورية، لأننا نرى أن الأخير لن يحل مشاكل سوريا حتى لو أسقط النظام .. كما أن من شأن هذا التدخل أن يعمق الخلافات الموجودة بالمجتمع السوري على غرار ما فعله التدخل بالعراق". وفي شأن التوازن في الأسلحة بين الأكراد وبين الجهات المحاربة لهم ، قال :"حتى الآن ، نحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا ومواجهة المتشددين ، ولكن المشكلة هو أن هناك تدفقا كبيرا للسلاح عليهم". وعن إمكانية طلب الأكراد لدعم عسكري خارجي من كيانات كردية خارج سورية وتحديدا من إقليم كردستان بالعراق، قال: "لا نرحب بأي تدخل وحتى الآن نحن قادرون على الدفاع ، لكن إذا عجزنا عن ذلك قد نستنجد بالآخرين سواء بإخوتنا بالعراق أو بغيرهم.. ولكل حادث حديث". واستدرك :"لكننا نطمح أن يساعدنا الأخوة بكردستان بالمساعدات الإنسانية وفتح طرق للتجارة لكسر الحصار وعدم توافر الغذاء الذي تعاني منه المناطق الكردية دون أن يشعر أحد بها". ونفى مسلم ما تردد عن تحين الأكراد للفرصة للانفصال عن سوريا، وقال :"سنظل ندافع عن وحدة سورية ونتمسك بها.. نحن نسعى فقط للحصول على حقوقنا الديمقراطية كمكون من مكونات المجتمع السوري في إطار دولة ديمقراطية متعددة". وتابع: "نريد شكلا من الإدارة الذاتية لمناطقنا والحصول على بعض المزايا كاختيار من يدير تلك المناطق وتدريس لغتنا بالمدراس والجامعات إلى جانب اللغة العربية والمساواة في الحقوق والمزايا القومية التي يحصل عليها الأكراد بدول أخرى". وأضاف: "بالطبع نحن نطمح بدولة كردية كبرى ، ولكن ليس بالطرق القديمة دولة بحدود على الأرض وموقع على الخريطة وعلم.. نحن نمح لتكوين فيدرالية بين دول الشرق الأوسط تتحقق فيها وحدة الشعوب على غرار الاتحاد الأوروبي، وحينها يتمتع الكردي في دمشق أو تركيا أو بالعراق بنفس المزايا والحقوق القومية دون أن يعني هذا أبدا انفصالا عن الدول التي نعيش فيها". واستبعد مسلم فكرة وصول الإخوان لحكم سوريا بالمستقبل حتى لو حصلوا على دعم دولي، موضحا أن "هناك ما يقرب من 40% من السوريين إما غير مسلمين أو رافضين بشدة لحكم الإخوان، وبالتالي لا أتوقع وصولهم للحكم أو قبول الشعب بهم، حتى وإن كان الإخوان يمثلون الثقل الأكبر في الائتلاف الوطني الذي يرفض حتى الآن، التعامل مع الهيئة العليا للأكراد الممثلة لنا". وعما إذا كان يرى أن هناك علاقة بين تركيا والمقاتلين المتشددين، قال :"هم ينكرون بالتصريحات، ولكن على أرض الواقع نحن نعرف أنهم يدعمونهم ولكنهم لا يستطيعون إعلان ذلك، خاصة بعد إدراج الغرب "النصرة" كمنظمة إرهابية". وقال: "تركيا كغيرها من الدول، تحاول تحقيق أطماعها من خلال أزمات الربيع العربي ورئيس الوزراء التركي أردوغان، يريد إحياء الإمبراطورية العثمانية".