شدد الزعيم الكردي السوري المعارض صالح مسلم، على أن إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي إقامة إدارة مدنية انتقالية في المناطق الكردية بشمال شرق سوريا إجراء مؤقت. وقال مسلم "إن إقامة إدارة مدنية جاءت نتيجة اجتماع موسّع لكافة المكونات العرقية فيها بعد أن بدأنا بتحرير مناطقنا منذ يوليو من العام الماضي بهدف تمكين سكانها من كرد ومكونات أخرى من إدارة هذه المناطق بأنفسهم وعلى غرار مناطق أخرى". وأضاف "رأينا أن من الأسلم أن يقوم سكان المناطق الكردية بإنشاء إدارة مدنية بصورة ديمقراطية مرحلية إلى أن يتم التوصل إلى حل للأزمة أسوة بالمناطق الأخرى داخل سوريا، لكننا جوبهنا بانتقادات حادة واتهامات من أطراف في المعارضة السورية". وقال "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أنشأت إمارة إسلامية في بعض مناطق محافظة حلب، كما تم تشكيل إدارة في مدينة حلب من قبل تنظيم آخر وإمارة إسلامية في الرقة، لكن أحداً من الأطراف التي هاجمتنا لم يعترض". وتابع قائلا "كل ما فعلناه هو أننا شكلنا إدارة مدنية ديمقراطية في مناطقنا وفي إجراء مؤقت وبعد اجتماعات عقدها 82 ممثلاً عن كافة المكونات، أي 35 تنظيماً تمثل الأكراد والعرب والسريان والتركمان وغيرهم، وتم خلالها الاتفاق على العقد الاجتماعي بين جميع هذه المكونات وتكليف قوات الحماية الشعبية بحماية هذه المناطق بعيداً عن التدخلات الخارجية". وشدد مسلم على أن حزب الاتحاد الديمقراطي "لم يتلق أي دعم من قوى إقليمية في هذا التوجه"، قائلاً "نحن لم نتلق إلى الآن أي دعم ولو بسيط من أي طرف آخر خارج المجتمع الكردي والمكونات السورية الموجودة، لكننا نحصل على مساعدات من أكراد تركياوالعراق وإيران". وحول اتهام الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لحزب الاتحاد الديمقراطي بأنه "عدو الثورة وعميل للنظام السوري"، قال مسلم "نحن نعتبر أن الائتلاف هو عدو الثورة الديمقراطية، والتي كانت بعيدة عن التسليح وقام بتسليحها ودعا للتدخل العسكري الخارجي، وهو الذي خرّب الثورة على الشعب السوري بأكمله وجلب الجماعات السلفية". ولم يستبعد مسلم إمكانية انعقاد مؤتمر (جنيف 2) الشهر المقبل، معربا عن أمله في "أن ينعقد بأي وقت ويصبح خطوة أولى نحو وقف نزيف الدم في سوريا"، رغم اعترافه بأن هذا الأمل ضعيف. وقال إن المباحثات التي أجراها مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في جنيف بوقت سابق هذا الشهر "تناولت القضية الكردية وضرورة إيجاد حل لها إذا كان الروس راغبون بإحلال الديمقراطية في سوريا، وأبلغه أنه لن تكون هناك ديقراطية في سوريا من دون ايجاد حل لها، وأبدى بوغدانوف تأييده لهذا الجانب". كما سُئل ما إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي سيشارك في المفاوضات التمهيدية التي دعت إليها روسيا بين الحكومة السورية والمعارضة، فأجاب "نحن جزء من المعارضة السورية وسنشارك في أي جهد تبذله، وما زلنا أعضاء في هيئة التنسيق الوطنية وفي الهيئة الكردية العليا، وسنكون جزءا من أي جهد تشارك فيه". وشدد مسلم على أن النجاحات التي حققها حزب الاتحاد الديمقراطي في إبعاد الجماعات الجهادية عن المناطق الكردية في شمال شرق سوريا لم تأت نتيجة حصوله على دعم من قوى إقليمية. وقال "نحن لم نحصل على أي دعم كان منذ بداية الأزمة وحتى الآن، ونتلقى مساعدات إنسانية من الأكراد ومن المكونات الموجودة داخل غرب كردستان ومن الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان الشمالية والجنوبية والشرقية، وما زالت لهذه الجماعات بعض الجيوب ونعمل على إخراجها منها، ويتعين إبعادها ليس من المناطق الكردية فقط، بل من كل الكرة الأرضية". وقال مسلم "نرفض أن نكون جزءا من القتال الأعمى ونرى أن الحل في سوريا سياسي وليس عسكرياً، ونريد أن تكون سوريا المستقبل ديمقراطية تعددية يشعر فيها الكردي بعزة النفس وبكرامته ويملك جميع حقوقه المشروعة من لغة وثقافة وسياسة واقتصاد ضمن مفهوم إطار سوريا واحدة".