رغم أن اللجنة العليا للانتخابات وضعت 10 ملايين جنيه كحد اقصي للدعاية الانتخابية إلا أن الخمسة المرشحين الاوائل وهم ابوالفتوح وحمدين صباحي تجاوزوا بمراحل تكاليف سقف الحد الاقصي لمصاريف الدعاية الانتخابية بل إن هناك بعض المرشحين وصل حجم الانفاق علي دعايتهم أكثر من 100 مليون جنيه ورغم أن جميع المرشحين دون استثناء قاموا بفتح حساب في البنوك إلا أن الجميع لم يتلق أي تبرعات تساهم في حجم الانفاق المهول علي الدعاية الانتخابية التي وصلت إلي إعلانات الطرق والإعلانات التليفزيونية وإعلانات الصحف فضلا عن إقامة السرادقات وتأجير اتوبيسات ملصق عليها صورة واسم المرشح وكانت أكثر الدعاية التي شهدت حالة من الجدل في الشارع هي اعلانات حملة أنا الرئيس وهي عبارة عن حملة إعلانات كبيرة غطت معظم ارجاء القاهرة الكبري والطرق الرئيسية الامر الذي دعا عدد من اعضاء مجلس الشعب لتقديم طلبات احاطة لكشف غموض اعلانات حملة انا الرئيس والتي انتهت بانها خاصة بالفريق أحمد شفيق والتي قدر عدد من الخبراء تكلفتها ب« العشرين مليون جنيه «إلا أن مسئول الدعاية بهذه الحملة وليد الكعكي خرج في تصريحات صحفية وتليفزيونية يقول إن هذه الحملة كانت عبارة عن مزاد بين السادة المرشحين وأنه فاز بها الفريق أحمد شفيق بمبلغ سبعة ملايين جنيه ويعد الفريق احمد شفيق من أكثر المرشحين انفاقا علي الحملة الدعائية من حيث كثافة إعلانات الطرق ومن حيث الاعلانات التليفزيونية والتي تعتمد بشكل اساسي علي الافلام الكرتونية وهي مكلفة للغاية مصحوبة باغنية شعبية لعصام شعبان عبدالرحيم فضلا عن مجموعة اعلانات أخري كما أن احمد شفيق يعتمد علي اقامة مؤتمراته في مناطق شعبية بفراشة فاخرة ويحرص علي الاجتماع بمؤيديه في فنادق الخمس نجوم حيث اقام حفلا خاصا لكبار الصحفيين من أجل شرح برنامجه الانتخابي. أما محمد مرسي المرشح الاحتياطي لجماعة الإخوان المسلمين والذي يعد من أكثر المرشحين انفاقا علي الدعاية الانتخابية والتي تشرف عليها شركة دعاية خاصة بالاخوان ويعتمد مرسي علي اعلانات الطرق والإعلانات التليفزيونية فضلا عن أن مرسي من أكثر المرشحين استهلاكا للفراشة في مؤتمراته وقد اعتمد ايضا علي الإعلانات التليفزيونيه المكلف حيث حرص علي مخاطبة التيار الإسلامي والظهور بأنه مرشح اسلامي من خلال ظهور الفتيات المحجبات وظهر مرسي في أكثر من إعلان مختلف فضلا عن كثافة عرضها في العديد من القنوات التليفزيونية الخاصة وهو ما يؤكد أن حجم الانفاق لمحمد مرسي يتخطي المائة مليون جنيه وليس عشرة ملايين جنيه فقط. اما عمرو موسي فقد اعتمد في اسلوب الدعاية علي شركة لبنانية ورغم أن عمرو يعد من اقدم المرشحين في الدعاية الانتخابية حيث بدأ حملته الانتخابية مبكرا فإنه يعتمد بشكل اساسي علي الاعلانات التليفزيونية وقد حرص علي أن يقوم بتصوير إعلانه بطريقة توحي أنه معبر عن الشعب. وكأن عمرو موسي يقول إن السقف الذي وضعته اللجنة العليا للانتخابات والذي يقدر ب 10 ملايين جنيه يعد ضعيفا إذا ما قورن بحجم الانفاق المطلوب للدعاية والذي يمثل ايضا عبئا ماديا لجميع المرشحين. أما عبدالمنعم ابوالفتوح والذي أكد أن حجم انفاق الدعاية الخاص به يصل إلي سبعة ملايين جنيه فقط وأنه قام بسداد ثلاثة ملايين جنيه ومتبق عليه اربعة ملايين جنيه ديون فقد أعتمد بشكل اساسي علي إعلانات الطرق والإعلانات التليفزيونية وقد أعتمد ابوالفتوح علي اوبريت الليلة الكبيرة حتي لا يخسر دعم التيار الإسلامي ولا يخسر دعم التيار الليبرالي الذي يدعمه بقوة كما أن ابوالفتوح واحد من المرشحين الذين قاموا بحملة دعايتهم الانتخابية قبل الموعد الرسمي للانتخابات الرئاسية كما أن ابوالفتوح أعتمد في دعايته الانتخابية علي الاتوبيس الانتخابي الذي يقوم بالتنقل بين المحافظات الكبري الذي يحمل صورة بحجم الاتوبيس لابوالفتوح وهو اسلوب اوروبي ابتكرته شركة الدعاية التي يعتمد عليها. اما المرشح حمدين صباحي والذي يعتمد بشكل اساسي علي المطبوعات وإعلان تليفزيوني بسيط مدته قصيرة عبارة عن نسر وهو الشعار الانتخابي لصباحي قادم من البحر ثم عبارات وجمل توضح أن حمدين مرشح شعبي. وتوقع طارق نور رئيس وكالة نور للإعلان أن يتراوح الحد الادني لمستوي انفاق المرشحين في المرحلة الثانية وبعد إعلان القائمة النهائية للمرشحين بين 50 و60 مليون جنيه وهو ما يفوق النسبة التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسة بكثير. وأكد أن المرحلة الحالية ستشهد منافسة قوية بين المرشحين وتكثيف الحملات الانتخابية للوصول إلي أكبر شريحة من الناخبين مشيرا إلي أن المنافسة تنحصر بين 5 مرشحين حاليا هم محمد مرسي مرشح «الحرية والعدالة» وعبدالمنعم ابوالفتوح وحمدين صباحي واحمد شفيق وعمرو موسي متوقعا أن يكون هؤلاء المرشحين الاكثر انفاقا خلال المرحلة الحالية. وفي الدراسة التي أجرها الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية انتهت إلي أن بعض المرشحين حصلوا علي تمويلات خارجية لاسيما من دول خليجية رغم أن معظمهم يؤكدون أن تمويل حملتهم الانتخابية من جيبهم الخاص وتبرعات محبيهم معتبرة أن هذا الكلام امتداد للحملة الدعائية للمرشح الذي يلح عليه الناخبين في كل لقاء أو مؤتمر شعبي ليعرف مصدر تمويل حملته الانتخابية. وقدرت تكلفة الدعاية للمرشح الواحد ما بين 120 و150 مليون جنيه وأوضحت أن مرشحين استعانوا بخبراء في الدعاية والإعلان وفن الاتيكيت وخبراء في الملابس من لبنان لتدريبهم علي التعامل مع الجماهير والضيوف الأجانب. ولفتت الدراسة إلي أن معركة الرئاسة تحتاج إلي جهد شاق وملايين من الجنيهات للإنفاق علي الدعاية والتنقلات والتربيطات والتبرعات والمساهمات وهي وسائل لابد وأن يمر بها كل مرشح مهما كانت إمكانياته وشعبيته. وقدرت الدراسة أن تصل التكلفة الإجمالية لدعاية الانتخابات الرئاسية إلي 10 مليارات جنيه مشيرة إلي أن متوسط قيمة الحملة الواحدة لكل مرشح يتراوح بين 120 و150 مليون جينه علي اقل تقدير رغم انا اللجنه العليا لالنتخابات قررت ان يكون سقف الدعايه 10 ملايين جينه فقط و نبهت الي ان الحكومه لن تسطتيع السيطره بشكل كامل علي حجم التمويل المسموح لكل مرشح فهناك اساليب كثيره للاتفاف علي القانون نشر بالعدد 597- تاريخ 19/5/2012