ولكن كم في الحياة من عجائب ومفاجآت.. بعد ذلك وفي ليلة سوداء من حياتهما لم تجد الحبيب بجوارها.. قامت تبحث عنه.. وجدته يناجي الأخري في التليفون.. ويقول لها كلاما شبه الكلام.. يعني فيه حب شبه الحب.. وآهات شبه الآهات.. ويا حسرة وهول ما سمعت.. وقبل أن تسأل قال.. مراتي اتجوزتها وعرفتها من ست سنوات ياه أي قوة وأي قسوة؟ وأين كنت أنا؟ قال لقد حرصت ألا تعرفين.. حتي المأذون استطعت أن أجعله لا يخطرك وكل ذلك لأنني أحبك وأريد أن أحتفظ بك. فتداعت أسئلة كثيرة بعد ذلك.. لماذا؟ هل أنا قصرت؟ أنك فوق السبعين وهي في الثلاثين هل هذا تكافؤ؟ ماذا ستقول لأولادك وأحفادك وأزواج بناتك؟ كيف سنواجه الناس؟ قال إنها زيجة سرية ولن أعلنها. وفي ثورة السيدة المطعونة طلقت منه.. ولم يستطيعا البعد عن بعضهما.. فعادا بعد اسبوع هنا ثارت الزوجة الصغيرة.. هكذا؟ تتركها تسرق زوجي مني؟ وتحملت المطعونة أكثر من طاقتها لدرجة العمليات الجراحية الخطرة والصغيرة تسعي بكل ما أوتيت من حذق وفن وقوة في الإعلان عن نفسها وعن زواجها.. لدرجة النشر علي موقعها الالكتروني بالكلمات وبالصور.. والرجل الحبيب.. صامت لا يعترض.. ويصمت دهرا وينطق كفراً.. فيقول حقها.. وكما تلقنه يقول.. الشرع كده.. ومع الوقت بدأ الناس يتهامسون ويتساءلون.. عن هذا الحب الذي كان؟.. وعن هذا الحبيب الذي أصبح في دنيا الحب بلا عنوان.. ولا شطآن؟ والتي سيبحث عنها يوماً ليرسو عليها.. بعد أن تكون الدنيا كلها ومعها الحبيبة المخدوعة قد رحلوا بعيداً عن وهم كبير اسمه الحب في عنوان جديد؟ فلا يجد. ملحوظة: هذه ليست بكائية عن تجربة حب مات.. ولكن لأنها حدوتة مكرره وموجودة بكثرة.. لزم التنويه فقط لا غير. جميعاً نعرفه جيداً محمود سعد فقد كان صحفياً يعمل في مجال الصحافة الفنية في دار الهلال وعلي وجه التحديد في مجلة الكواكب إلي جانب المشاركة في إعداد بعض البرامج وعلي وجه التحديد في الفضائية. الرجل ملامحه المهنية عادية لم نسمع عنه آراء ملفتة ولا اعتناقاً لأيدلوجيات لافتة.. الحكاية عادية وفجأة بدأت موضوعات دخول التليفزيون المصري في الانتاج البرامجي عن طريق الشركات الخاصة وكانت تلك فاتحة الخير علي السيد محمود سعد ظهر في برامج البدايات ومعه مذيعة جديدة ثم شاركه الأمر مذيعون آخرون ومذيعات أخريات؟. ولأن الغربال الجديد له شدة.. وشركات الدعاية والإعلان لعبت هنا علي هذا المثل.. مع تسريب أخبار عن أرقام بالملايين كمرتبات ومكافآت للسادة المذيعين وخاصة السيد/محمود سعد الذي أصبح نجماً والذي جاء نجمه راكباً علي نجم داعية إسلامي اشتهر بكثرة الأحداث المثيرة وغرابتها فكانت الحادثة تلو الحادثة والناس تندهش وتحكي.. والصحافة تزيد الأمر اشتعالاً.. وصديقنا مستمر مع الرجل في برنامجه والناس يلفتها ويثيرها كل غريب.. وهات يا إثارة ونجم الرجل واسمه يعلو وأصبح يعرف بمذيع الملايين الذي يتمسك بأصله وبمنطق المنيرة التي يجد نفسه فيها.. ولا يغادرها والناس تزداد به تعلقاً.. ماشي.. وحد يكره؟ ونحن هنا لسنا في معرض عمل سيرة ذاتية لأحد.. ولكن الكلام يأتي طوعاً. وقامت الثورة «ثورة 25 يناير».. وكان الإعلام أحد الملامح التي أخذت رياح التغيير غير المدروس تجتاحها وبدأ بعض الناس يلون نفسه بألوان جيدة وبأداء جيد وأسلوب جديد غريب ومرفوض. ولا أنسي أن وزير الإعلام الأسبق «أنس الفقي» قد فاض به الكيل فقام بمداخلة مع محمود سعد ودخلا في تراشق بالكلمات ذكره فيها الرجل بما كان قد نسيه من آراء سابقة في موضوع التوريث.. وبالملايين ال15 التي يحصل عليها ومع ذلك يتكلم عن البؤساء والفقراء. رد محمود سعد يقول وحايزيدوا كمان يا سيادة الوزير ملاييني هاتزيد.. هكذا! المهم فجأة بدأت شخصية الرجل تتغير بعد أن ترك التليفزيون المصري، حيث بدأ الأخير في تخفيض الملايين التي يحصل عليها بعد هياج الناس فيما يستمعون.. وذهب لقناة خاصة باسلوب جديد وشكل جديد.. شكل ثائر راكباً فرس الثوار.. له أجندته الخاصة.. يرفض هذا ويقيم ذاك ويحرض هذا ويثير الناس مع أن هذا.. ليس من حقه.. فالإعلامي الحق.. هو من يعلم أن الحياد هو أول صفة من صفات الإعلامي الجيد.. ولكن الرجل يقول.. أنا أري كذا.. وفلان ليس من حقه أن يكون رئيساً؟ وكيف أجيب إذا سئلت يوم القيامة عن سكوتي كيف سكت عن هذا؟ ما هذا يا سيد..؟ ولكن الحق ليس عليك الحق علي من سمح لك بذلك وسمح أن يركب خيل الإعلام من ليس من أهله ولا تربي في مدرسته ولا علي أيدي أساتذته ولا درس ميثاقهم.. فكيف له أن يكون لأصوله فاهماً ومتواصلاً؟. نشر بتاريخ 6/11/2012