"رجعت حليمة لعادتها القديمة"، هكذا كان أصل المثل قديمًا، وليس كما نسمعه في وقتنا الحالي بإستبدال "حليمة" ب"ريما"، لأن الأصل يرجع إلى سيدة حازت على شهرة واسعة جدًا في العصور القديمة، أسمعت بقصتها أرجاء المدن المجاورة لها، حتي وصل صدي حكايتها إلينا في وقتنا الحالي. وترصد "صوت الأمة" جميع القصص وراء هذه الأمثال الشعبية، وفي السطور التالية نتناول قصة إحداهما الذى حاز على شهرة واسعة، وهو" رجعت حليمة لعادتها القديمة" والذي تردد على ألسنة الكثيرون خلال أحاديثهم، ولكن قليلون من يعلم في أى مناسبة خلق هذا المثل. تعود هذا القصة إلى العصور القديمة حيث كانت هناك سيدة تدعي"حليمة"، كان أيضًا زوجها مشهور على نطاق واسع بكرمه الذي كان يغدقه على الجميع، وهو "حاتم الطائي" الذي لم يمر احد مرور الكرام أمام مواقفه التى كانت دائمًا توصف ب"الكرم". وكانت حليمة زوجة حاتم الطائي على النقيض تماما منه، حيث كانت سيدة تعرف دائمًا ب"البخل"، بل كانت "شحيحة" وهي درجة أشد من البخل، فكانت إذا أرادت أن تضع سمنًا في الطبخ ارتجفت المعلقة في يدها، وإذا جاءها بعض الضيوف كانت لا تقدم لهم الضافة في بعض الأحيان وأحيانًا أخري كانت تضع كوبًا واحد أو إثنين أيًا كان عدد الزائرين، ما كانت تقوم به من هذه المواقف عانى منه أهل بيتها قبل الغرباء. وضع "حليمة" بالنسبة لزوجها "حاتم الطائي"، كان مأساوي ولا يحتمل مثقال ذرة، فهو شخصية تتحالف جميع القري بسخائه، فأراد أن يعلمها الكرم فقال لها إن الأناس القدماء، قالوا عن المرأة أنها كلما وضعت معلقة من السمن في الطبخ زاد عمرها يومًا. ومنذ أن سمعت "حليمة" هذه العبارة، وأخذت تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى أصبح طعامها طيبا، ومحاولة بعد اخرى تعودت يدها على السخاء، ولكن في يوم من الأيام توفي ابنها الوحيد فجأة، فساءت حالتها بشدة وتمنت الموت، ثم بعد ذلك بدأت تقلل من وضع السمن في الطبخ لكي ينقص عمرها وتموت، فقال الناس عنها "رجعت حليمة لعادتها القديمة".
