من المقرر أن يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى رواندا، اليوم الثلاثاء، وبالتحديد إلى كيجالي عاصمة رواندا، محطته الثانية في جولته الإفريقية. وكان الرئيس، بدأ أمس الإثنين، جولته الإفريقية بزيارة تنزانيا، حيث عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنزاني «جون ماجوفولي»، بدار السلام اليوم الثلاثاء، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، حيث تشمل جولة الرئيس الإفريقية أيضا الجابون، وتشاد.
وأقام الرئيس التنزاني جون ماجوفولى حفل عشاء رسمى مساء أمس الإثنين، على شرف الرئيس عبد الفتاح السيسي. وفي هذا الصدد تكشف «صوت الأمة»، تفاصيل زيارة الرئيس، من خلال حوار جرى مع سفيرة مصر بكيجالي نميرة نجم. بداية كيف ترى أهمية زيارة الرئيس السيسي ل«رواندا» في هذا التوقيت؟ أهمية الزيارة في هذا التوقيت إنها في إطار الحراك الذي تقوم به مصر حيال افريقيا، حيث يبذل الرئيس عبد الفتاح السيسي مجهود كبيرًا جدًا، بجانب وزير الخارجية سامح شكري لتنفيذ هذه السياسة. وهذه الجولة هي ضمن سلسلة من الجوالات التي بدأها الرئيس ، وبيتم استكمالها من ضمنها دول من حوض النيل وأخرى تشمل الدول الأفريقية الأخرى. وما الرسالة التي يريد الرئيس السيسي توجيهها خلال هذه الجولة الإفريقية وخاصة رواندا؟ الرسالة هي للتأكيد على عودة مصر لإفريقيا، وأن مصر جزء من القارة الأفريقية وأنها ليست بعيدة عن أشقائها الأفارقة، وأنها تعود بقوة وعلى مستوى أعلى بكثير من السابق. كيف تقيّم رواندا الدور الذي تلعبه مصر في المنطقة والقارة الإفريقية؟ رواندا ترى ان مصر دولة كبيرة جدًا في القارة ولاعب أساسي في مجالات كثيرة، بالإضافة إلى إنها دولة متقدمة جدًا في القارة ولها كثير من الخبرات والطاقات التي من الممكن أن تقدمها للدول النامية الصاعدة خاصة دول جنوب الصحراء ورواندا فبالتالي الزيارة جزء منها بالنسبة للجانب الرواندي هام للغاية لأنه هيتطرق لي لموضوعات كثيرة في التعاون الثنائي، كما انها تأتي قادمة من واحدة من أكبر الدول في القارة، الأمر الذي لا يغيب على الجانب الرواندي. ما أهم الملفات التي سيتم التطرق إليها خلال زيارة الرئيس لرواندا؟ وفيما يتعلق بالملفات التي سيتطرق لها الرئيس، فهي في مقدمتها الخاصة بالتعاون الثنائي، الخاص بكافة المجالات السياسية والاقتصادية بما فيها الاستثمارية، التعاون في مجال الصناعة، وهناك موضوعات ستكون ضمن المباحثات التعاون بين حوض النيل وكيفية تخطى العقبات الراهنة، في العلاقات الخاصة بإدارة ملف النيل، من جانب أخر سيكون هناك مباحثات خاصة بالاستثمارات المصرية وكيفية زيادتها في رواندا، بالاضافة إلى بحث التعاون بين البلدين في فيما يتعلق بمكافجة الإرهاب والفساد. وكيف ستؤثر هذه الزيارة على مستقبل العلاقات بين البلدين؟ بما لا شك فيه تأثير الزيارة الراهنة لرواندا ستعطي منحًا آخر للعلاقات بين الدولتين، فالترحيب من الجانب الرواندي شديد للغاية بهذه الزيارة وهناك تقدير من القيادة الرواندية للرئيس السيسي. فكرة أن رئيس جمهورية مصر العربية يأتي لرواندا لأول مرة في زيارة رسمية ثنائية سيكون لها بالغ الأثر على الجانب الرواندي، وللتأكيد على أهمية أن مصر مهتمة للعودة بأفريقيا ودعم الدول الصاعدة لتحقيق تنمية على غرار ما حققته مصر. الرئيس السيسي منذ توليه السلطة أعطى أهمية خاصة بإفريقيا، كيف ترى هذا التوجه ؟ وفيما يتعلق باهتمام الرئيس السيسي بافريقيا منذ توليه السلطة هذا توجه أكثر من محمود لعدة جوانب، فبالإضافة أن مصر جزء من القارة الافريقية، ومهم جدًا البعد الاستراتيجي في علاقتنا حيث تدخل هذه العلاقة في إطار الأمن القومي المصري، بالإضافة أن مصر لها مصالح مشتركة كثيرة بخلاف حوض النيل تتعلق بالجانب السياسي والجانب الأمني، كما في الجانب الاقتصادي مصر من الدول الرائدة في دعم فكرة التعاون جنوب جنوب، وهذا الأمر مهم جدًا لأن هناك دول لديها خبرات وأخرى لديها انتاج وموارد طبيعية فالتعاون بين الدول جنوب جنوب يؤدي إلى تكامل جيد جدًا في اضلاع القارة الافريقية ، ومصر ضلع مهم جدًا يمكنها أن تقدم الكثير منها للدول الافريقية. وهذا الاتجاه المصري المحمود في إفريقيا نرى نتائجه الآن من علاقات متوازنة ومهمة مع دول القارة . هذه الزيارة لها أهمية خاصة بتعزيز العلاقات بدول حوض النيل، خاصة وأن الجولة تشمل تنزانيا ورواندا؟ كيف تستفاد مصر من فرص الاستثمار الواعدة في تلك الدول الافريقية كرواندا؟ فرص الاستثمار في دول حوض النيل وخاصة رواندا واسعة جدًا، تشمل جميع المجالات فهناك حاجة ماسة وسريعة للمنسوجات والمنتجات الجلدية والمصانع التي تنتج الملابس نظرًا لأن الحكومة الرواندية وحكومات تجمع شرق افريقيا بشكل عام اتخذوا قرار بأنهم سوف ينهوا حالة استيراد الملابس المستعملة ، فهذا سوق هائل فيما يتعلق بالتجارة والاستثمار، هناك أيضًا كل ما يتعلق بالنية الأساسية، وهذا مجال كبير جدًا يدخل فيه الجانب الرواندي في مشروعات تعان بين القطاع الخاص والعام لتحقيق منفعة، نظرًا لمحدودية الموارد لدى الحكومة الرواندية. وهناك مجالات عدة أخرى كالصحة والتعليم، حيث هناك كم هائل من المجالات المفتوحة التي يمكن أن يأتي لراواندا عبرها مستثمرين جادين لجلب الاستثمارات المصرية لرواندا. كان الكثير تحدث عن توسعات وإطماع لدول إقليمية مثل تركيا وإيران وإسرائيل في القارة الإفريقية ، السؤال هل القاهرة لديها ما يكفي لموازنة هذه التحركات؟ القاهرة لديها أكثر مما تتخيل عن ما يقدمه كثيرون للقارة، حيث لديها خبرات واستثمارات ولديها طاقات بشيرة يمكن أن تفيد بها كل دول القارة خاصة الاقل نموًا عن مصر، فعدد كبير من دول القارة كان لديها نزاعات وتبدأ في بناء نفسها ، فلدى مصر خبرات كثيرة في البنية الأساسية وتطويرها، ولدينا خدمات في كل المجالات الطب والهندسة في كل ما يتعلق بتقنيات الأمن ومكافحة الفساد، فلدينا طاقات هائلة ممكن أن نحركها اتجاه القارة الإفريقية ونحل محل بلدان كثيرة مما ذكرتها.