تتمدد الولاياتالمتحدة في قارة آسيا، وتتجه صوب حدود روسيا في ظل عدم توافق وصراع بين الدولتين العظمتين، حيث تستعد واشنطن بصدد البدء في تجهيز قاعدة عسكرية في أوكرانيا بحيث تكون تابعة للقوات البحرية، بعد الانتهاء من بنائها إبريل الماضي. وأعلنت البحرية الأمريكية، أن القاعدة العسكرية الأمريكية ستبنى فى منطقة أوشاكوف فى أوكرانيا، وستضم مركزًا للعمليات والاتصال بين القوات الأمريكية، بالإضافة إلى كتيبة عسكرية خاصة ومركز تدريب عسكرى متخصص، ومن المتوقع أن تلعب هذه القاعدة الأمريكية الجديدة فى أوكرانيا دورًا هامًا فى تدريب القوات العسكرية الأوكرانية.
وأضاف الموقع الالكتروني للبحرية الأمريكية، أن الكتيبة التى ستصل للقاعدة ستنحصر مهامها في القضايا اللوجستية المتعلقة بالهندسة والتنمية العسكرية، ولم تتطرف الجهات الرسيمة في روسيا للتطرق أو التعليق على خطوة الولاياتالمتحدة الأخيرة والتى تشكل خطرا على أمنها القومي.
وقال الدكتور سيد أبو فرحة، أستاذ العلوم السياسية بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بنى سويف، إن هناك مناطق كبرى بها تنافس بين أمريكاوروسيا هما القرم وأوكرانياوسوريا، مؤكدا أن لكل منهما لها مصالح كبرى داخل هذه الدول.
وأوضح أبو فرحة، أن القاعدة الأمريكية الجديدة بأوكرانيا تعزز محاصرة أمريكالروسيا والتي تسعى إليها الولاياتالمتحدة منذ التسعينات بالإضافة للقواعد العسكرية الأمريكية بجورجيا، وقد تمثل القاعدة الضغط الدبلوماسي على روسيا بتخفيف تواجدها فى منطقة الشرق الأوسط خاصة في سوريا.
ويحمل الخبر العديد من الرسائل التي تشير إلى عدم الاستقرار الدولي في المرحلة المقبلة لأن وجود قاعدة عسكرية أمريكية في أوكرانيا ، له العديد من الأهداف أهمها، إضفاء الشرعية على نشر أسلحة هجومية تستهدف روسيا، ونقل أجهزة تجسس وتدريب مجموعات تخريبية أوكرانية، بالإضافة إلى محاولة لنشر أسلحة هجومية، و نشر محطات للرصد هناك، والقيام بالتقاط المحادثات الرسمية للجانب الروسي، والذى سيستوجب رد فعل روسي ربما يكون بتنسيق مع الصين ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وتتفاقم الأزمة بين روسياوالولاياتالمتحدة، بعد قيام الأخيرة بتوريد أسلحة فتاكة إلي العاصمة الأوكرانية كييف، مما ستؤثر على استقرار جنوب شرق أوكرانيا، وأعتبرت روسيا ان واشنطن تنجرف في التيار الخاطي، تجاه تسليم هذه النوعيات من الأسلحة، مما يشكل تطورًا خطيرًا للغاية في المنطقة، جاء ذلك على لسان سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، الاثنين الماضي.
واندلع النزاع بين الجيش الأوكراني والجماعات الانفصالية الموالية لروسيا قرب حدود أوكرانيا مع روسيا قبل ثلاثة أعوام عندما أطاحت أوكرانيا برئيسها الموالي لروسيا وسط احتجاجات حاشدة تدعو إلى علاقات أكثر قربا مع الغرب، وقتل نحو 10 آلاف شخص في ذلك النزاع، وفقا لتقييمات الأممالمتحدة، بحسب «موقع فرانس 24».