جاءت قمة العشرين، لتزيح الغبار عن الأزمة الأوكرانية، وتخفف من حدة الصراع بين روسياوأوكرانيا، حيث اتفق زعماء قادة القمة علي ضرورة وقف النار جنوبأوكرانيا، بتدخل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك علي هامش اجتماع بينهم لتفعيل اتفاقات مينسك، وتبني جميع الإجراءات ذات الشأن لتحريك التسوية في جنوب شرق أوكرانيا. وبدأت بوادر الأزمة بسبب عدم إعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد في دونباس جنوب شرق أوكرانيا، وتتفاوض روسيا مع ألمانيا وفرنسا لفض النزاع في أوكرانيا عبر مفاوضات مينسك للتسوية التي تضم روسيا وفرنسا وألمانياوأوكرانيا، ومن خلال مشاورات رباعية نورماندي التي تعقد على مستوى وزراء خارجية بلدان مجموعة مينسك الأربعة. واندلع النزاع بين الجيش الأوكراني والجماعات الانفصالية الموالية لروسيا قرب حدود أوكرانيا مع روسيا قبل ثلاثة أعوام عندما أطاحت أوكرانيا برئيسها الموالي لروسيا وسط احتجاجات حاشدة تدعو إلى علاقات أكثر قربا مع الغرب، وقتل نحو 10 آلاف شخص في ذلك النزاع، وفقا لتقييمات الأممالمتحدة، بحسب «موقع فرانس 24». وجاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، لازكاء مزيدا من التعقيد، حيث أكد علي ضرورة اتخاذ روسيا أولى الخطوات نحو نزع فتيل النزاع في أوكرانيا، وذلك علي هامش لقاءه مع رئيس البلاد بيترو بوروشينكو، لعقد محادثات حول حل النزاع المستمر منذ سنوات بين الجيش الأوكراني والمتمردين الموالين لروسيا بالقرب من الحدود الروسية. وتسعى الولاياتالمتحدة، إلى إكساب الشرعية بالاضطلاع على دور أكثر نشاطا بالتعاون مع كل من أوكرانياوروسياوألمانيا وفرنسا، التي تتفاوض سعيا للسلام في شرقي أوكرانيا، بحسب ما أوردته وكالات الأنباء. وتتقرب واشنطن من أوكرانيا، وذلك من خلال تدريبات عسكرية، حيث أعلن الأسطول السادس للبحرية الأمريكية، إجراء مناورات بحرية تبدأ اليوم الإثنين وتستمر حتى 22 يوليو الجاري، مضيفة أن المهمة تأتي لإظهار التزام الولاياتالمتحدة بالدفاع الجماعي عن حلفائها وشركائها في حلف شمال الأطلسي في منطقة البحر الأسود، فهل تفسد واشنطن التهدئة والهدنة الأخيرة بقمة العشرين لوقف إطلاق النار؟. وأطلقت السلطات الأوكرانية في أبريل 2014، قبل مفاوضات مينسك، عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب ضد الجمهوريتين، في أعقاب ما سمي بثورة الميدان في كييف التي أطاحت بحكم فيكتور يانوكوفيتش، وأوصلت القوى اليمينية المتطرفة إلى السلطة، الرافضة للتكامل مع روسيا والمطالبة بدمج أوكرانيا في فضاء الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. يذكر أنه فى فبراير 2015، وقعت الأطراف المتحاربة للنزاع الأوكرانى فى دونباس اتفاقات مينسك للسلام من أجل وقف إطلاق النار فى المنطقة التى مزقتها الأزمة، وساعدت ألمانيا وفرنسا وروسياوأوكرانيا، كأعضاء نورماندى الأربعة، فى التفاوض على وقف إطلاق النار فى دونباس غير أن الهدنة انتهكت مرارا وتكرارا، وتبادلت قوات كييف وميليشيات دونباس بعضها البعض بانتهاكها.