بينما كانت أنظار السبع تحالفات الانتخابية التى تم تدشينها عالقة بحكم المحكمة الدستورية في دعاوى بطلان تشكيل القوائم الانتخابية، كان هناك في جانب بعيد عن الأنظار جماعة تتحرك بخطوات خفية ثابتة من أجل اختراق المعمعة الانتخابية، جماعة وجدت في حكم تأجيل الاجرائات الانتخابية فرصة سانحة لترتيب الأوراق وتشكيل لوبي يدافع عن مصالحهم الاقتصادية، في الفترة المهمة المقبلة، رافعين شعار واحد يعبر عن هدفهم من المشاركة في حرب تكسير العظام علي ال 120 مقعد المخصص للقوائم الانتخابية، فبشعار " الاقتصاد قبل البرلمان " قرر 140 رجل أعمال بمختلف القطاعات الصناعية، تشكيل قوائم يخوضون بها الانتخابات المقبلة، معتمدين بشكل أساسي في ذلك على مشاركة المرشحين عبر القائمة ب240 مشروع سيعلن عنهم حال اتمامهم للأربع قوائم . حضر أول اجتماعات ذلك التحالف 140 من رجال الصناعة والاستثمار، بمحافظة المنيا،على غير عادة كل التحالفات الانتخابية التى تم تدشينها ، والتى اتخذت من القاهرة وأطرافها مقراً دائماً لاجتماعاتهم وتحركاتهم، الا أن حرص تلك المجموعة على سرية تحركاتهم، وبعدها عن أعين الصحافة والاعلام ، وتمركز صاحب فكرة التحالف رجل الأعمال عيد لبيب، عضو مجلس الشورى السابق، بعروس الصعيد خلال تلك الفترة، كان له الكلمة الفصل في منافسة المنيامحافظات العاصمة، كشاهد على تحركات القوى السياسية المنتظر تشكيلها البرلمان المقبل . استطاع " لبيب" الذي تربطه علاقات صداقة قوية بعدد كبير من رجال الأعمال ، في اقناع المهندس حسب الله الكفراوي، وزير الاسكان الأسبق ، بالانضمام الى التحالف عارضاً عليه مهمة المنسق العام، ليظهر في الصورة وزير اسكان حكومة "الجنزوري" ابان فترة رئاسة المخروع محمد حسني مبارك، كبديل للمستشار الاقتصادي للرئيس الحالي، الذي اختفي عن المشهد بعد هجوم عدد من الأحزاب عليه أمام رئيس الجمهورية ، وتدشين قائمة " في حب مصر " بقيادة اللواء سامح سيف اليزل، وباقى أعضاء القائمة التى كان اختارهم الجنزوري لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة تحت اسم " القائمة الوطنية الموحدة". استطاع " الكفراوي" خلال يومين فقط من تولي مهمته الجديدة من ضم عدد من رجال الأعمال كرجلى الأعمال حسين عثمان واسماعيل عثمان، أبناء عائلة " عثمان أحمد عثمان" مؤسس شركة المقاولون العرب ، أحد أكبر شركات المقاولات في الشرق الأوسط، بالاضافة الى رجل الأعمال حسن علام صاحب شركة " النصر للمقاولات " ، الى التحالف الانتخابي الجديد، الذي قرر فضلاً عن المنافسة على مقاعد القوائم ، الدفع بعدد من المقاولين الصغار على بعض المقاعد الفردية، التى يستطيعون تحقيق نجاح فيها يذكر، كما نجحوا في ضم عدد من الكوادر العمالية، ليبقى أمام التحالف بعض العوائق الممثلة في ضم ممثلين للمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة ، والتى تكفل " الكفراوي " بالتغلب عليها خلال الفترة المقبلة . وعلى الجانب الآخر ، يواجه تحالف " في حب مصر " بعض الخلافات التى قد تعصف بآماله في دخول الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتى كان على رأسها تهديد مرشحي الوفد، والمؤتمر بالانسحاب من التحالف حال عدم اعادة النظر في الحصص المخصصة لكل منهما في القوائم التى تم التقدم بها ، حال الحكم ببطلان تشكيل تلك القوائم، بالاضافة الى الانشقاق الذي ضرب حزب المصريين الأحرار ، بسبب تزعم أسامة الغزالي حرب رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار تيار الداعمين للانسحاب من قائمة " في حب مصر " ، في وجه القيادي بالحزب عماد جاد، زعيم الفريق المؤيد للبقاء بالقائمة، والذي حاول اقناع رجل الأعمال نجيب ساويرس خلال الأيام القليلة الماضية ، بأن " الغزالي حرب " يحاول اخراجهم من " في حب مصر " بدافع مشاركتهم مع الوفد والمؤتمر ، في اعداد قائمة جديدة يتزعمها عمرو موسى، مرة أخرى، الأمر الذي يهدد فرص الحزب في اتمام أي قوائم، كما فشل الوفد والمؤتمر والتجمع تحت رئاسة "موسى " قبل ذلك في اتمام قوائم خاصة بهم . وفي نفس الاتجاه، دب خلاف كبير بين مرشحي قائمة " في حب مصر "، بقطاع غرب الدلتا، على مصادر تمويل القائمة ، حيث رفض رجل الأعمال فرج عامر تمويل القائمة ، طالباً من كل مرشح دفع مبلغ 750 ألف جنيه كتبرع لتمويل القائمة ، الذي كان من المنتظر تكفل كلاً من فرج عامر وسحر طلعت شقيقة رجل الأعمال طارق طلعت مصطفى ، تمويلها، الا أن توقف العملية الانتخابية غير من مجرى الأمور ، الأمر الذي ابدى اعتراضه عليه كلاً من عبير الزقم وأحمد قرقورة ، مرشحي البحيرة بالقائمة ، مما يهدد بقائهم بالقائمة .