لم تكن اللحظات الأخيرة في اتمام التحالفات الانتخابية ، على نفس درجة حرارة العاصمة ، فبينما كان السقيع يغطي كل أرجاء القطر، كان الغليان يغلف كل تحركات التحالفات الانتخابية، جراء اسراعهم في خطواتهم لانجاز القوائم الانتخابية قبل غلق الموعد الرسمي للترشح، جراء تعثر بعض تلك التحالفات في ملء البنود المنصوص عليها في تشكيل القوائم ، كبند المرأة الذي سبب مشكلة لبعض الأحزاب والتحالفات، كحزب النور السلفي، الذي كان بندي المرأة والأقباط عائقين كبيرين أمام اتمامه لقوائمه، الا أنه كان أول المتقدمين بقوائمه لمقار اللجان العليا للانتخابات ، كذلك تيار الاستقلال الذي يترأسه أحمد الفضالي ، رئيس جمعية الشبان المسلمين، والذي لم يكن لديه ندرة في عدد المرشحات السيدات بقدر ماكان هناك حيرة لدى القائمين على التحالف في اختيار أسماء تكون عوناً لهم في العملية الانتخابية، اعتماداً على خبرتهم ومدى قبول الشارع لهم، ليقع في طريقه عدد من مرشحات حزب المحافظين ، الذي كاد الحزب أن يفوت عليهم فرصة الترشح بعدم اتمامه تحالف "الوفد المصري" الانتخابي . كان على رأسهم أمينة اعلام الحزب " نانيت نوار " ، التى كانت مدار حديث واشتباك التحالفات الانتخابية الأسبوع الماضي، بعد عرض مستقبل وطن عليها الدفع بها على المقاعد الفردية، والتكفل بحملتها الانتخابية،وعرض تيار الاستقلال عليها الترشح عبر قوائمهم مع التكفل أيضاً بمصاريف حملتها الانتخابية ، الا أن تفضيلها للترشح عبر القوائم، جعلها من نصيب " الاستقلال" ، ليتم الدفع بها في قائمة الجيزة، خلفها من نفس الحزب الشاعرة فابيولا بدوي، التى كانت من المفترض أن تشغل مقعد المصريين بالخارج في تحالف في حب مصر، وبعد انتقال "نانيت" الى " الاستقلال" حاولت الانضمام اليهم على غرارها، الا أن اتصال تلقته من بعض قيادات المحافظين ، جعلها تتراجع عن قرارها وتكتفي بعضويتها ب " المحافظين " كأمينة المصريين بالخارج. ومن نفس الحزب انضمت أمينة المرأة الدكتورة ليلى مغربي استاذة الموضة بأكاديمية القاهرة الجديدة للعلوم والفنون ، ومعهد السينما ومعهد الموضة بالهرم، الى تيار الاستقلال في اللحظات الأخيرة، بعد حضورها أكثر من جلسة تشاورية بين " نانيت " وأعضاء تيار الاستقلال، اقتنعت خلالها بوجود فرصة في المرور الى البرلمان عبر ذلك التحالف، ليتم الدفع بها بقائمة القاهرة، مع زميلتها في المحافظين أيضاً مارجريت فتحي رزق ، التى شغلت مقعد ممثل الأقباط بقائمة القاهرة في تيار الاستقلال ، شغلت مارجريت قبل انضمامها ل " الاستقلال " منصب مدير الاعلام بمكتب محافظ القاهرة ، وعضو مجلس محلى لدورتين متتاليتين بنفس المحافظة . لم تكن الأمور داخل تيار الاستقلال بمعزل عن باقى التحالفات ، فانضمام أربعة من حزب المحافظين الى التيار في الأيام الأخيرة ، خلق حالة احتقان لدى منسقة حركة "نائبات قادمات" ناهد شاكر، والتى كانت تتولى قبل انضمام نانيت ورفاقها من المحافظين اختيار السيدات المنتظر الدفع بهم عبر القائمة ، الا ان قيادة " نانيت" لفريق " المحافظين " غير من مجرى الأمور، وأقنع القائمين على تيار الاستقلال بالاعتماد على المنضمين الجدد ، على حساب داعمي ناهد شاكر ، التى يصفها كثيرون داخل الحزب ب" مقاولة الأنفار" ، نظراً للعبها دور الوسيط في جلب سيدات وعمال وأقباط الى تيار الاستقلال دون الوقوف على خلفية المرشحين ومؤهلاتهم لشغل تلك المقاعد ، على عكس فريق نانيت ، الذي مارس العمل السياسي قبل ترشحه للانتخابات عبر عدة قنوات ، كما أن علاقات الصداقة القديمة التى جمعتهم عبر تواجدهم سوياً كأعضاء دائمين بنادي الجزيرة ، المعروف اعلامياً بنادي " أولاد الذوات " ، جعلت منهم مركز قوة داخل التحالف .