تشهد العلاقات القطريةالإيرانية تطوراً ملحوظاً، خاصة بعد حصار الدول العربية الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) لقطر، حيث يربط البلدين علاقات قوية في كافة المجالات حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين قطروإيران عام 2015 (5 مليار دولار)، وهناك مساعِ متبادلة وجدية بين قطروإيران من أجل رفع حصة التبادل التجاري بين الطرفين خاصةً بعد أن تم رفع العقوبات عن طهران. وعقب المقاطعة العربية الأخيرة لقطر من المرجح أن يزداد حجم التعاون التجاري، ويصل إلى مستويات غير مسبوقة، بعد أن أعلنت ايران عن استعدادها لتوفير سلع ومستلزمات لسد النقص لدى القطريين، طبقا لما جاء علي لسان مساعد الشؤون الاقتصادية لمحافظ بوشهر، سعيد زرين فر، الذي أكد أن المسافة قريبة بين بوشهر وقطر، مما تتيح تخصيص ميناء بوشهر كمركز للتبادل الاقتصادي بين البلدين بهدف تنمية الصادرات. وفي المجال العسكري، تطورت العلاقة في المجال العسكري وتظهر أكثر فأكثر، ففى عام 2010، زار حمد بن جاسم أمير قطر السابق طهران والتقى بالمرشد خامنئى، وخلال الزيارة وقع البلدين اتفاقية أمنية بين ممثلين عن الحرس الثوري وقيادات عسكرية قطرية، وفي نفس العام بدأ تبادل للزيارات بين البلدين، حيث زار وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدى قطر ووقع مع قائد أركان القوات المسلحة القطرية اللواء حمد بن على العطية على وثيقة التعاون الدفاعى بين البلدين. في ضوء العلاقات السياسية القطريةالإيرانية، تم وضع خطة لنقل المياه العذبة بالأنابيب من نهر كارون في إيران إلى قطر، ولكن بعد المقاومة المحلية في إيران، تم التراجع عن هذه الخطة، بحسب دراسة نشرها المركز العربي للدراسات والأبحاث. ومن جانبه، قال حسنى عماد ، الباحث في العلوم السياسية، إن الازمة القطرية تمثل نقطة التقاء بين ايرانوقطر ضد الدول العربيه والخليجية، حيث كلا الطرفان القطريوالإيراني تشاركا في تبني سياسات تدخلية في شؤون الجوار العربي والخليجي من خلال الخطاب الإعلامي المضاد للسياسات المصرية من قبل دولة قطر. وفيما يتعلق بجماعة الإخوان، أشار عماد إلى أن هذه العلاقة ظهرت في دعم التيار الإخواني في الدول العربية، وعلي رأسها مصر، وايران هي الأخري التي تستغل عامل السنة والشيعة للتدخل في شئون دول الخليج وتقسيم المنطقة في إطار الصراع والمنافسة بين إيران والدول الإقليمية الأخري لتوسيع مناطق نفوذهما وفقا لمشروعاتهما الإمبراطورية في المنطقة. وحول الأزمة الأخيرة، أكد أن المنطقة الآن تواجه واحدة من أخطر الأزمات، بين الدول العربيه وقطر، فهناك تغير كبير في سياسات الدوحه تجاه دولة إيران العدو الاساسي لدول الخليج العربي، لذلك لا نستبعد غدا ان نسمع تصريحات عن إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية في الدوحة علي خلفية القاعدة مما يؤدي الي الوصول بالمنطقة إلى حافة الهاوية أو نقطة اللاعودة. وظهر التقارب بين قطروإيران، عام 1992، حين ساهم الخلاف الحدودي بين السعودية وقطر على منطقة الخفوس، في تطبيع العلاقات الثنائية بين طهرانوالدوحة، بعدما استغل الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني ذلك الخلاف وأعلن مساندة إيرانلقطر، ما دفه الأمير القطري خليفة بن حمد آل ثاني، جد الأمير الحالي، إلى إرسال رسالة شكر له لموقفه الداعم لقطر، بالإضافة إلي توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة. الآن، وعقب المستجدات الأخيرة وإصرار الدول الخليجية على معاقبة قطر، وإصرار الدوحة على دعم جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات المسلحة المعادية للدول الخليجية، فمن المتوقع أن يحدث تقارب أكثر علانية بين قطروايران، وهو ما سينعكس بالطبع على العلاقات بين دول الخليج. وبعد تصريحات أمير قطر، تغير النهج الإعلامي الإيراني تجاه قطر، والذي كان دائماً ما يشن هجوماً عليها ويصفها بالدولة الراعية للإرهاب، وبدأت وسائل الإعلام الإيراني الترويج لأن قطر ضحية مؤامرات سعودية وأمريكية في المنطقة، فهل ستكون العلاقة الحرام بين إيرانوقطر إشارة البدء لإشعال حرب الخليج الثالثة؟.