كان ياما كان، يا سادة يا كرام، كان هناك مسلسلًا واحدًا في مصر يُعرَض في شهر رمضان، نعم، فما سمعته حقيقي، مسلسل واحد فقط في الشهر الفضيل، بالطبع لن يستيغ من هم دون العشرين عامًا هذه الحقيقة.. لكنها حقيقة. في عام 1981، عُرَضَ مسلسل «صيام صيام» للقدير يحيى الفخراني، في شهر رمضان، هي إحدى العادات الجديدة آنذاك، قبل أن تتحول الدراما المصرية إلى التكدس في هذا الشهر فقط، أصبح رمضان كالمغناطيس منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، يجذب المسلسلات والفوزاير وكل الأعمال الدرامية التي تتطلب جلوس المُشاهِد متخمًا أمام التلفاز ليشاهدها.
لم تُكُن المسلسلات كمثيلتها الآن، بل تمحور المسلسل حول فكرة صيام يحيى الفخراني، اسمه صيام هو الأخر للمفارقة، والذي لم يَصُم أي يوم في حياته، لتضعه الظروف في رهانٍ خاص أن يصوم هذا العام، وأن يتحمل كل شيء حتى يتم مهمته بنجاح.
من الملاحَظ أن فكرة عرض مسلسلات درامية في رمضان ارتبطت بناحية وعظية منذ البداية، فالمسلسل يدور حول فكرة دينية في إطار إجتماعي تمامًا، وينتهى النهاية السعيدة التي يتوقعها الجميع، يتعود «صيام» على الصوم ويترك ملذاته ونزواته، فيما يُعرِّفَه البعض بالمسلسل ذو الرسالة، جاءت مباشرة على عكس ما يتطلبه الفن عامةً، لكنها كانت مقبولة في «صيام صيام».
بكلمات الكبير سيد حجاب، وبلمسات العظيم عمار الشريعي، اللذان صنعا تتر المقدمة، نسترجع معًا قائمة طويلة من الفناني المشاركين في العمال وقتها، يحيى الفخراني، فردوس عبد الحميد، آثار الحكيم، مريم فخر الدين، عبد الرحمن أبو زهرة، بدر نوفل، صلاح السعدني، عبد الله فرغلي، وفاروق الفيشاوي، وجميل راتب.. رحل من رحل وبقى من بقى، لكن المسلسل بتفاصيله الجميله ورسالته البسيطة لم تَزَل حتى الآن، إذ أصبح أحد العلامات المميزة لدراما رمضان في مصر.