يبدو أن الأزمة الخليجية القطرية، جاءت في صالح الدولة الإيرانية، التي أعلنت من الساعات الأولى لتصاعد الأزمة ووقوفها مع الأمير تميم بن حمد، وجعلت من أذرعها الإعلامية المترامية في بعض الدول منصة دفاع عن الأمير القطري. وسائل الإعلام الإيرانية، التي كانت تتهم قطر بدعم الإرهاب في سوريا والوقوف بجانب الميليشيات المعارضة للنظام، باتت توصفها بأنها ضحية للصراع الخليجي، وارتفعت تلك النبرة بعد المفاوضات والصفقات الأخيرة بين الميليشيات الداهمة للنظام السوري والمعارضة له برعاية قطرية. العلاقات بين طهرانوالدوحة جيدة، فالأمير القطري هنأ الرئيس الإيراني حسن روحاني بفوزه برئاسة البلاد لدورة ثانية عقب الانتخابات التي جرت بوقت سابق من مايو الجاري، وبحسب ما أورده الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية، أن تميم، أجرى أمس السبت، اتصالًا هاتفيا بالرئيس روحاني. وأكد الرئيس روحاني، خلال الاتصال، بحسب موقع الرئاسة الإيرانية، على أن جميع الشروط مواتية لتوسيع أفق التعاون بين إيرانوقطر بالمجالات السياسية والاقتصادية وضرورة تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين. ووفقًا لما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية، أكد تميم على ضرورة توسيع العلاقات الثنائية خاصة مع عدم وجود أي عائق أمام تطويرها، مشيرًا إلى أن المفاوضات هي الطريق الوحيد لحل المشكلات في المنطقة. الاتصال جاء متأخرًا عن موعد فوز «روحاني»، لكنه جاء في توقيت يحتاج فيه تميم إلى الدعم، السياسي والإعلامي تحسبًا لعزلة قد تفرضها الدول الخليجية على قطر. في تقرير بثه التلفزيون الإيراني، قال إن قطر ضحية مؤامرات سعودية وأمريكية فى المنطقة، زاعمًا أن هناك مؤامرة تم طبخها وراء الستار بين الرياض وواشنطن بشأن قضية التطرف، كى يتم إغفال الدور السعودي في نشر الإرهاب وبدلًا منها تُتهم قطر. ودافعت وكالة تسنيم الإيرانية، عن الدوحة وزعمت أن تميم تراجع عنها إثر ضغوط سعودية، وزعمت وجود خلافات بين قطر والمملكة العربية السعودية، متابعة: «إن قطر مستاءة من تعزيز السعودية لدورها الإقليمي في المنطقة والتي تسعي لعزلة سائر الدول العربية على حد تعبيره، لذا تسعى قطر لانتهاج سياسة مستقلة للتقارب مع باقى الدول العربية». وبحسب الوكالة تحاول قطر إعادة تعريف دورها عبر تشكيل تحالفات جديدة في المنطقة ويمكن تفسير هذا من خلال علاقاتها الجيدة مع تركيا وروسيا وسعيها للتقارب من إيران، مشيرة إلى أن قطر كانت من بين الدول العربية التي أرسلت التهاني للرئيس حسن روحاني عقب فوزه بولاية رئاسية ثانية. تميم سبق وقال في تصريحات سرعان ما نفتها الوكالة القطرية، أن قطر لا تعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وإسرائيل، بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة. وشدد الشيخ تميم على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا وإيران في وقت واحد، نظرًا لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة. لم يقتصر الدعم الإيراني، على منابرها داخل طهران، بل طوعت قناة «الميادين» القريبة من الدولة الإيرانية، تقاريرها لصالح الدولة القطرية، وفي تقرير بعنوان: «قطر ترد على الإعلام السعودي والإماراتي: موقفكم يثير التساؤلات!»، استعرضت فيه التعامل القطري مع الأزمة ورفضها. كذلك موقع «المنار» المنبر الإعلامي لميليشيات حزب الله اللبنانية، تبنى نفس الخطاب، فالأمير القطرى اعتبر حزب الله بأنه حركة مقاومة. بعيدًا عن الخطاب الذي تتبناه إيران وحزب ضد إسرائيل، بأنها دولة احتلال وأن بإمكان رجال الخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية اجتثاثها من الأرض، غير أنها تغافلت العلاقات الجيدة بين الدوحة وتل أبيب، ما يعني أنها قضية يتاجر بها الجميع. اقرأ أيضًا: - قطر وحزب الله وإيران.. ثالوث الإرهاب في المنطقة (علاقات حرام)