خلال ستينيات القرن الماضى، ظهر نوع جديد من السيارات القوية التي تمتعت بشعبية كبرة لفترة قصيرة وهى الموديلات الفاستباك التي جمعت فى ملامحها بين السيارات القوية والبوني كار. وفى الواقع لم يكن شكل السيارات الفاستباك جديدا خلال عقد الستينات حيث ظهر لفترات قصيرة قبل وبعد الحرب العالمية الثانية ببعض سيارات شيفروليه وبويك وكان يسمى طوربيدو باك. ولكن كانت معالم التصميم في السيارات الفاستباك خلال الستينات أكثر وضوحا حيث إندمج الزجاج الخلفي مع المؤخرة المنحدرة بخط متواصل من منتصف السقف وحتى حاجز الصدمات الخلفى. ظهرت موستنانج فاستباك في عام 1965 وظهر معها موديل بلايموث باراكودا بزجاجها الخلفى الكبير ذى الشكل الملتف. وطرحت شركة أمريكان موتورز أيضا موديل مارلين فى نفس العام. وكان موديلا موستنانج وباراكودا يعتمدا على مكونات لسيارات مدمجة بينما إستخدمت سيارة أمريكان موتورز موديل رامبلر كلاسيك الكبير كأساس لها. عندما دخلت دودج إلى عالم السيارات الفاستباك رأت أن تحذو حذو أمريكان موتورز، وإستخدمت هيكل متوسط الحجم لتطوير موديل تشارجر فاستباك. وكان ذلك يعنى تمتع الموديل بمساحات رحبة لأرجل الركاب مقارنة بالموديلات الأخرى ولكن كان السقف المنحنى يحول جون توفير مساحات كبيرة للرؤوس. فى الواقع كانت دودج تشارجر من أجمل السيارات الفاستباك شكلا حيث ينساب السقف الطويل وينحدر بنعومة بين طرفين مدببين صغيرين فى المؤخرة لينتهى بالمصابيح الخلفية التى إمتدت بعرض السيارة. وفى المقدمة إمتدت الشبكة بعرض المقدمة وأخفت المصابيح الأمامية فى طرفيها، وكان ذلك هو الإستخدام الأول للمصابيح المخفاة من كرايسلر منذ طرح سيارات دى سوتو عام 1952 التى لم يكتب لها البقاء كثيرا. ولأن الموديل كان يعتمد على سيارة متوسطة الحجم ، لم تكن تشارجر سيارة صغيرة حيث إعتمدت على قاعدة عجلات بلغ طولها 2،97 متر وبلغ الطول الإجمالي لها 5،17 متر. ولم تكن السيارة خفيفة أيضا حيث بلغ وزنها 1810 كجم. وتطلب هذا الوزن توفير محركات قوية حيث كان المحرك الأساسي V8 بكامات علوية وسعة 5200 سى سى وبلغت قوة هذا المحرك 325 حصانا. ولعشاق الأداء القوى، قامت الشركة بتوفير محرك هيمى V8 سعة 7 لترات بلغت قوته 415 حصانا، وهو محرك كرايسلر الشهير الذى حقق ضجة هائلة عندما ظهر عام 1951. واستمر ظهور هذا المحرك حتى عام 1958 عندما إستبدلته كرايسلر بمحرك V8 تقليدى كان أخف وزنا و أقل كلفة. ولكن عادت كرايسلر لإستخدام محركات هيمى عام 1964 عندما إحتاجت لمحرك قوى وكبير لتستخدمه فى سيارات السباق. حققت دودج تشارجر نجاحا كبيرا في عامها الأول حيث بيع من موديل عام 1966 حوالي 37300 نسخة. ولكن سرعان ما تراجعت المبيعات خلال العام التالى ولم تتجاوز 15788 نسخة. ولم يستمر الطابع الفاستباك للموديل حيث أعادت دودج تصميم السيارة عام 1968 وتخلت عن شكلها القديم مع الإحتفاظ ببعض الملامح ومنها النوافذ الخلفية الصغيرة، كما إحتفظت السيارة أيضا بالشبكة الأمامية العريضة، ولكن تم إستبدال المصابيح الخلفية العريضة بأربع مصابيح دائرية. توافر لموديل عام 1968 محرك ذى ست سلندرات سعة 3700 سى سى ولكن لم يختر هذا المحرك سوى عدد قليل من العملاء، حيث فضلت الغالبية طراز RT الذي زود بمحرك ماجنوم V8 سعة 7 لترات وصلت قوته إلى 375 حصانا. وكانت تلك السيارة التى إستمر طرحها حتى عام 1970 أساسا لموديل تشارجر دايتونا بجناحه الخلفى المرتفع. خلال تلك الفترة عادت دودج للمشاركة في السباقات. وفي الواقع كان سبب ظهور النسخة الفاستباك عامى 1966-1967 هو إعتقاد مهندسى الشركة أن الشكل الفاستباك سيكون أسرع من الأشكال التقليدية على حلبات السباق. ولكن ذلك لم يكن صحيحا على أرض الواقع، وكذلك الحال بالنسبة للنسخة المعدلة لعام 1968 وبعدها إكتشف خبراء الديناميكا الهوائية أن السبب فى ذلك هو شكل الزجاج الخلفي والشبكة الأمامية. ولهذا تم تطوير نسخة خاصة أطلق عليها تشارجر 500 جهزت بشبكة أمامية عادية وزجاج خلفى تقليدى. وكانت تلك النسخة أسرع من سابقاتها وأدت بشكل مباشر إلى ظهور موديل تشارجر دايتونا الأعلى سرعة. أعيد تصميم تشارجر عام 1971 وبدأت السيارة تبدو كبونى كار كبيرة. وتوقف طرح محرك هيمي عام 1972. وفى عام 1974 قضت أزمة البترول والتشريعات البيئية الجديدة ورسوم التأمين على تشارجر الحقيقية تماما، ولكن إستمر الإسم على شكل سيارة مستنسخة من موديل كرايسلر كوردوبا ذات السقف المعدنى الثابت.