خبر مفاجئ لمتابعي الشأن الإيراني، ومسيرة العملية الإنتخابية المُقررة بطهران في مايو المقبل، بإعلان وسائل إعلام إيرانية محلية عن تقديم الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، لأوراقه لخوض انتخابات الرئاسة، على الرغم من منعه من قبل المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي. رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، محمد عباس ناجي، يرى أنه ربما نوعًا من التحدي من قبل «نجاد» للمرشد الأعلى وتيار المحافظين الأصوليين، موضحًا أنهم رشحوا 5 من تيارهم، أهمهم حميد رضا بقائي. وقال لبوابة «صوت الأمة»: «أكثر شخص مستفيد من ذلك الأمر هو الرئيس الحالي، حسن روحاني، لكن الأمر لازال في بدايته لأن مجلس صيانة الدستور، سينظر في ملفات المرشحين، ما يعني أنه يمكن أن يتم استبعاد بعضهم». فيما قال الباحث بمركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، أحمد فاروق لبوابة «صوت الأمة»: «على الرغم من تفاجئ البعض من تسجيل محمود أحمدي نجاد اسمه من أجل الترشح في انتخابات الرئاسة الإيرانية، إلا أن الأمر كان متوقعًا إلى حد ما بالنظر إلى الإشكالية المطروحة بشأن مرشحه للرئاسة حميد رضا بقائي، والتخمينات بشأن رفض أهليته»، مضيفًا «خامنئي لم يمنع صرفًا نجاد من الترشح، وإنما أوصاه فقط بعدم الترشح حرصًا على الأوضاع في المجتمع، ولذلك لم يرى حرجًا من عدم اتباع الوصية». فيما يرى الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية أن غرض «نجاد» من ترشحه، ربما يتمثل في مساومة النظام بقبول مرشح من تياره سواء «بقائي» أو اسفنديار رحيم مشائي، بعدما تواردت الأنباء أيضًا عن تسجيل الأخير، وهو نائب أحمدي نجاد الأول، والذي اعترض عليه «خامنئي» قبل ذلك، ورفضه مجلس صيانة الدستور في انتخابات 2013. وتابع: «بعض النواب السابقين في المجلس اعتبروا أن أحمدي نجاد بفعلته هذه يكتب نهايته، لأن طوال العقود السابقة لم يجرؤ أحد على مخالفة أي كلمة سواء توصية أو منع، أو أي مسمى أخر، والمعترضين أو من يتجاوز الخطوط الحمراء؛ سيواجهون على الأقل مصير مير حسين موسوي ومهدي كروبي.. أيضًا ربما تأتي خطوة نجاد من قبل النظام لتحذير الغرب وككارت للضغط عليهم؛ إلا أن هذه الفرضية ضعيفة في ظل ترشح إبراهيم رئيسي». وأضاف «فاروق»: «إلى الآن الكرة في ملعب مجلس صيانة الدستور المخوّل له وظيفة دراسة أهلية المرشحين، وإلى الآن إذا استمرت الأوضاع بشكلها الحالي في ظل وجود رئيسي وبقائي وأحمدي نجاد وحسن روحاني- على افتراض ترشحه في الانتخابات الرئاسية -، فاللعبة لصالح الإصلاحيين بشكل عام وروحاني بشكل خاص، نظرًا لتفتت أصوات الكتلة المحافظة، والدعم القوي لروحاني الذي يلقاه من تياره بجانب بعض رجال الدين، وستشهد إيران انتخابات حامية بين التيارات المختلفة، وهي الرؤية التي يرغب النظام في إيصالها للخارج». وقال بأن «جبهة إبراهيم رئيسي هى الأرجح، في حال رفض أهلية بقائي ومشائي وأحمدي نجاد، لأن التسريبات بشأن حكومة رئيسي المرتقبة تشير لدخوله في تحالفات مع أبرز مرشحي الرئاسة سواء داخل جمنا أو خارجها، وأبرزهم محسن رضائي، وباقر قاليباف، ورستم قاسمي، وأيضًا مهرداد بذرباش». وكان الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد أعلن بحسب صحف إيرانية محلية، اليوم الأربعاء، عن ترشحه لخوض الإنتخابات الرئاسية الإيرانية، والمُقررة في 19 مايو المقبل.