أكد المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، أن قمة عمان، مثلت أهم القمم العربية منذ القمة التأسيسية في أنشاص في عام 1945، موضحًا أنها تنعقد في فترة مفصلية ومرحلة حرجة، بسبب ما تشهده المنطقة حتى الآن من تداعيات ثورات الربيع العربي، وما إلى ذلك. وقال لبوابة «صوت الأمة»: «القمة نجحت في جمع القادة العرب في اجتماعات ثنائية أذابت الجليد الذي كان يعتري العلاقات العربية العربية؛ أهمها القمة السعودية المصرية التي جمعت الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه الرئيس السيسي، وذلك استمرارًا لمنهج السياسة السعودية الحريصة على لم الشمل العربي، ورأب ما قد يعتريها من تباين في وجهات النظر». وأضاف أن «القمة السعودية المصرية تمثل ضمانة لمستقبل العمل العربي المشترك وأمنه وتقوية لصوته في المحافل الدولية، كما ستسهم في توحيد وتقريب وجهات النظر، ما يسرع من حل كثير من الملفات الدامية في منطقتنا، ويحصنها من أن تكون ميدان استقطاب ونزاع دولي». وتابع المحلل السياسي السعودي بأن العرب جميعهم كانوا ينتظرون لقاء الملك سلمان والرئيس المصري لما لهذه القمة من دور في جمع بقية العرب. ولفت «آل عاتي» إلى أن عدم ظهور أى بوادر لنوايا دولية لمواجهة ما تشهده منطقتنا العربية من أحداث دامية، يُزيد المسؤولية على دول الجامعة العربية لأن تسهم بشكل فعال في حل قضاياها والحفاظ على أمنها بإرادتها السياسية وقوتها الذاتية، مُضيفًا أن «القمة تشهد وتؤكد تمسك العرب بالسلام في الشرق الوسط، ومبدأ حل الدولتين، ما سيجعل اسرائيل والقوى الدولية الداعمة لها أمام المجتمع الدولي بأكمله، أيضًا القمة ستسفر عن موقف عربي واحد ضد التدخل الإيراني السافر في الدول العربية». وتابع برؤيته حول أن القمة ستؤكد موقف موحد تجاه حل الأزمة اليمنية، مبنيًا على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216. فيما يبقى الملف السوري مختلفًا حياله عربيًا، مما سيجعل هذا الملف عرضة للتدخلات الدولية والإقليمية، على حد تعبيره. وعن ملف الإرهاب يرى «آل عاتي» أن القمة أبدت فيه شجاعة وحماس ملموس دوليًا، قائلًا: «طالما كانت الدول العربية في الصف الأول لمكافحة الارهاب، الذي أوجدته إيران في بعض دولنا ودعمته أيضًا في دول أخرى». يذكر أن فعاليات القمة العربية ال28، قد انطلقت في منطقة البحر الميت بالأردن صباح اليوم الأربعاء، بمشاركة 16 من القادة والزعماء العرب. وتتناول مجمل الملفات والقضايا العربية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وتأتى على رأس أعمال القمة، الأوضاع فى سوريا وليبيا والعراق واليمن، والقضية الفلسطينية، ومواجهة الإرهاب، والتصدى للتدخلات الإيرانية. وأيضًا ستتطرق إلى سبل تفعيل العمل العربي المشترك على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، إلى جانب التعاون في المجالين الاقتصادى والاجتماعى.