مظلوم: الزيارة بالغة الأهمية وتتواكب مع ظروف عصيبة بالمنطقة المنيسي: الملف الاقتصادي صاحب الأهمية الأولى في الزيارة أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين على أن الزيارة المرتقبة والتى ستمتد لخمسة أيام لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر بالغة الأهمية، وبخاصة أنها تأتى فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أن العلاقات الوطيدة بين مصر والمملكة العربية السعودية تعتبر صمام للأمان العربي وركيزة أساسية للتضامن العربي والوحدة العربية المشتركة، واصفين الزيارة بالتاريخية لأنها المرة الأولى التي يقوم فيها خادم الحرمين بزيارة مصر، ومتوقعين أن تشمل عددًا من الملفات الهامة، والتي من أبرزها مكافحة الإرهاب والملف الاقتصادي والوضع في اليمن وسوريا، بالإضافة إلى مواجهة تمدد النفوذ الإيراني، آملين أن تضع الزيارة حلولاً عاجلة وفصولاً مهمة لوأد الصراعات والفتن الطائفية المندلعة بالمنطقة . زيارة هامة تأتي وسط ظروف عصيبة وفي هذا الصدد قال اللواء جمال مظلوم، مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، إن الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر بالغة الأهمية لسبيين، أولهما أنها المرة الأولى التي يقوم بها الملك سلمان بزيارة مصر، وثانيهما أن الزيارة تتواكب مع ظروف عصيبة ومعقدة تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي في ظل مساعي المملكة العربية السعودية ومصر في البحث عن صيغ آنية وعاجلة للتعامل مع العديد من الملفات الساخنة ولوضع حلول عاجلة وآنية إزاء دول شقيقة مثل سوريا واليمن، قائلاً: " الزيارة تاريخية بكل المعايير، لأنها تعتبر تتويجًا للعلاقات الوطيدة بين الدولتين، سيما أنها تأتى فى أعقاب مناورات "رعد الشمال" لتوجيه رسالة قوية للرد على أى تهديدات وشيكة على السيادة العربية وتهدد المنطقة العربية". وأكد "مظلوم" فى تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن هناك آمال عريضة وطموحات كبيرة معلقة على الزيارة خاصة فى هذه اللحظة الحرجة والفارقة من تاريخ العالم العربى بما يشهده من تحديات جسام وتشاحن اقليمى على أشده لتعارض المصالح، موضحًا أن كل هذه التحديات لا يمكن مجابهتها والتعامل معها إلا إذا وقفت الدولتان مصر والمملكة فى خندق واحد". كما لفت إلى أن هناك العديد من الملفات التي تنتظر الرئيسين على مستوى القمة، مرجحًا أن يكون الملف الخاص بالإرهاب والتنظيمات الإرهابية على قائمة الملفات المطروحة للنقاش والتباحث، مشددًا على ضرورة حل الملفات الشائكة فى ليبيا وسوريا واليمن، ومتوقعًا أن يحتل الملف الإقتصادى دورًا مهما، بعدما أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز، توجيهاته قبل أسابيع بزيادة استثمارات المملكة في مصر لأكثر من 30 مليار ريال، أي حوالي 8 مليارات دولار، بالإضافة إلى توفير احتياجات مصر من النفط على مدار السنوات الخمسة المقبلة. وأشار "مظلوم" إلى أن تشكيل قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات والمخاطر الحالية بات ضرورة ملحة، خاصة فى ظل التباطؤ الشديد بسبب بعض الخلافات فى وجهات النظر بين مصر والمملكة. الدولتين صماما الأمان العربي من جانبه، قال أحمد المنيسي، الباحث والمحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة، مهمة للغاية، لافتا إلى المنطقة العربية يتوقف استقرارها على مصر والسعودية بإعتبارهما صماما الأمان العربى الأخير، مشيرًا إلى أن زيارات الرئيس السيسى للسعودية فتحت فصولاً جديدة للتعاون والتكاتف من أجل مجابهة التحديات والمخاطر بمنطقة الشرق الأوسط، قائلاً: "الزيارةعلى الجانب السياسى تؤكد على الدور الهام الذى تضطلع به البلدين لخدمة الأمن القومى العربى وتحقيق آمال الشعبين فى الرخاء، وترد على كل الادعاءات القائلة بأن هناك توترات واختلافات فى الرؤى ووجهات النظر حيال عدد من القضايا والملفات لاسيما تعثر بروتوكول القوى العربية المشتركة".
وتوقع المنيسى أن تتطرق الزيارة إلى عدد من الملفات، أبرزها ملف التنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب الدولي خاصة وأن السعودية تعانى من توترات في الجنوب تدعمها إيران وتغذيها، مرجحًا أن الملف الاقتصادي سيكون له أهمية كبرى خلال الزيارة، خاصة وأن السعودية وقفت إلى جانب مصر خلال الفترة الماضية أكثر من أى وقت مضى، وأن ذلك له العديد من الدلالات على المستوى اللإقليمى لتعزيز روح التضامن والوحدة العربية، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن تلعب المملكة دور الوسيط لإغلاق ملف الخلافات المصرية مع تركيا وقطر تحت مظلة من احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل فى الشئون المصرية واحترام إرادة الشعب المصرى بعد ثورة 30 يونيو. وأوضح المنيسى أن المناورات المشتركة "رعد الشمال" التى استضافتها المملكة فى أراضيها الشهر الماضى، خطوة على مسار الوحدة العربية المشتركة، لاسيما وأن هناك تحديات وتجاذبات بالمنطقة وتدخلات من بعض الأطراف الإقليمية تهدف إلى تطويع الإرادة العربية لخدمة مصالحها، وأن الزيارة ستكون ركيزة أساسية على طريق التضامن العربى.