أكد خبراء أمنيون في شؤون الجماعات الإسلامية، أن لجوء الإرهابيين إلى استهداف المسيحيين في العريش، يعبر عن حالة من اليأس ناجمة، عن الضربات المتتالية التي يتلقونها من قوات إنفاذ القانون المشتركة للجيش والشرطة بسيناء. وقال الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين السابق، بجامعة الأزهر، فرع أسيوط، إن استهداف العناصر الإرهابية للأقباط، يمثل تحولا خطيرا، في استراتيجيات عمل هذه الفئة المنحرفة. وأشار في تصريح ل«صوت الأمة»، إلى أن هذا النوع من الجرائم، وما سبقه من استهداف للكنائس، يدل على أنهم يرمون بالورقة الأخيرة، هادفين لإثارة الفتنة، بعد أن باءت جميع محاولاتهم السابقة، لدفع المجتمع إلى الاقتتال، بالفشل الذريع. على صعيد مواز أكد اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، وجود حالة من التحول في تكتيك عمل الجماعات المسلحة بشكل عام، وفق استراتيجية واضحة، بدأت باستهداف الأجهزة الأمنية، وأعقبها استهداف الاقتصاد كالسياحة، والبنوك، وبعدها استهداف الرموز الممثلة لذلك، وأهمها المختلفين في الدين؛ بهدف تدمير مقدرات الدول المستهدفة. وأوضح في تصريح ل«صوت الأمة»، أن المبدأ النفعي المعروف بالغاية تبرر الوسيلة، هو الذي يحكم تحركات الإرهابيين، وبالتالي فهم يقدمون على كل ما يحقق أهدافهم، وهو ما بدا واضحا باستهداف دور العبادة الخاصة بالمسيحيين، قبل أن يتجهوا لاستهداف المسيحيين أنفسهم، كمحاولة لاختراق تمكاسك المجتمع، عبر إثارة الفتنة الطائفية. وأشار إلى أن مصر تشهد مرحلة خطيرة من مراحل التطور الإرهابي، وهى الاغتيالات العشوائية، وهو إن دل على شئ فإنه يدل على أن الإرهابيون الجدد لهذه الجماعات من الشباب تتخذ من العنف العشوائي منهجا، لهدم الدولة. وأوضح علام، أن استهدافهم المسيحيون ودور العبادة من كنائس ومساجد يعتبر ضمن أدبياتهم لأن هذه الأماكن لا تدين لهم بالولاء، وبالتالي تخرج من قدسيتها وحرمتها. ولفت إلى أن هذه الأفكار الخبيثة ينفذون بها أجندات تسعى للإساءة إلى الإسلام، وخلق الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية أو التي بها أقليات دينية.