يعد مصطلح «الخلايا العنقودية»، أحد المصطلحات الشهيرة بين المهتمين بشؤون الجماعات الإرهابية، بينما يحمل ذكريات عنيفة لدى رجال الأمن، لارتباطه بالمجهود الهائل الذي يبذلونه، والخطورة الشديدة التي يتعرضون لها، من أجل الكشف عن أعضاء الخلايا العنقودية. والأسئلة الذي تطرح نفسها الآن، هي ما معنى الخلايا العنقودية؟ وما سر خطورتها؟ وما خريطة الخلايا العنقودية لداعش في مصر، إن كان لها وجود. الخلايا العنقودية، أخطر أنواع الخلايا الإرهابية، بهذه البداية طرح الدكتور زكريا حسين، استاذ العلوم الاستراتيجية، رؤيته لخلايا الإرهاب المتنوعة، مشيرا إلى أن مكمن خطورة هذا النوع من الخلايا، في أمرين، الأول أنها عادة ما تضم العناصر شديدة الخطورة، المراد إخفاء هويتها لأكبر فترة ممكنة. وأضاف ل«صوت الأمة»، أن الأمر الثاني، هو أنه يصعب كشف أعضاء الخلية العنقودية، لتشكيلها المعقد، الذي يعتمد على مبدأ أمني قديم مفاده: المعرفة على قدر الحاجة.
وأوضح حسين، أن المبدأ المشار إليه يقتضي تكوينا خاص للخلايا العنقودية، بحيث تضم قائدا أعلى يرأس مجموعة مقسمة إلى خلايا، كل منها لا تزيد عن 6 أفراد بالضرورة، ولها قائد لا يعرف عناصر خليته سواه، أما هو فيرتبط بقائد واحد، يصل بينه وبين القائد الأعلى. ولفت إلى أن هذا النظام يوفر أقصى درجات الأمان للعناصر الإرهابية عن وقوعها في قبضة الأمن، قائلا: «بحكم أنها العناصر العاملة على الأرض، فهي الأقرب إلى السقوط، وبالتالي فإذا سقطت لا يخسر التنظيم أكثر من 6 عناصر، لا يعرفون إلا قائدا واحدا، وعلى هذا تنقطع سلسلة المعلومات عنده، فلا يمكن للأمن أن يتوصل لباقي خلايا التنظيم، أو قائده الأعلى"».
ولمزيد من الإيضاح قال استاذ العلوم الاستراتيجية، إن الخلايا العنقودي إن مصطلح الخلايا العنقودية يشير إلى تكوين خلايا مترابطة، لكل خلية منها قائد، لا يعرفه إلا من ينقل الأوامر إلى أفراد الخلية، وكل قادة الخلايا تجمعهم خلية قيادية، يقودها شخص واحد، يتلقى الأوامر من القائد الأعلى، وينقلها إلى باقي قادة الخلايا، الذين ينقلونها بالتالي إلى خلاياهم. وأشار إلى أن استخدام تنظيم داعش للخلايا العنقودية، كوسيلة للوجود، والتخفي، بالدول التي تنتشر بها عناصره، يرجع إلى طبيعة هذه الخلايا، موضحا أن خريطة الخلايا العنقودية، تكشف عن أن سوريا، والعراق، هي المورد الأول لهذه العناصر إلى باقي الدول العربية، ومن بينها مصر. وأوضح أن خلايا العناصر الإرهابية تنقسم إلى 8 أنواع أساسية هي فردية، وعنقودية، وقيادة، و دعم لوجستي، وتدريب، وتسليح، وتسكين وتمويل، وتنفيذ. ولفت حسين إلى أن أجهزة الأمن المصرية، كشفت عددا كبيرا من الخلايا العنقودية في سيناء، وعدد من المحافظات الأخرى، كما كشفت خلايا مسلحة، وانتحارية، استغلت مرحلة الفوضى الأمنية لتزرع نفسها في قلب مصر، واستغلت توترات الحدود في أثناء، وعقب الثورة الليبية، لتهريب الأسلحة، والمعدات الثقيلة، إلى داخل البلاد، تمهيدا لشن عمليات إرهابية عنيفة، تستهدف القيادات السياسية، والشخصيات العامة، وحتى المباني، والمنشآت الحيوية، بما فيها وحدات ومعسكرات، الجيش المصري، لإحداث فوضى عارمة في مصر، تمكنها من هدم النظام القائم، وفرض سيطرتها وفكرها على البلاد والعباد.