زار وفد سياسي لحزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي صالح، العاصمة الروسية موسكو قبل أيام، برئاسة الأمين العام المساعد للحزب ووزير الخارجية السابق أبو بكر القربي. والتقى الوفد، بنائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل باغدانوف، وطالب موسكو بالاضطلاع بدروها من أجل وقف الحرب، والدفع لاستئناف المفاوضات، ووقف التصعيد العسكري في اليمن وبحث التطورات السياسية. وكان وفد لجماعة الحوثيين قد زار موسكو قبل حوالي شهرين والتقى بنائب وزير الخارجية الروسي لمناقشة الملف اليمني. وتعمل السفارة الروسية في اليمن في مدينة صنعاء، في حين أغلقت غالبية الدول سفاراتها بعد سيطرة الحوثيين عليها، ويلتقي دبلوماسيون روس قيادات في حزب صالح ومن الحوثيين أحيانًا في صنعاء، وتحتفظ روسيا بعلاقات دبلوماسية جيدة مع طرفي الصراع في اليمن، وباركت روسيا عبر سفيرها في اليمن، فلاديمير ديدوشكين، انتصارات القوات الشرعية في المخا. وأكّدت عضوة الحوار الوطني سميرة زهرة، أن روسيا كان لها دور رئيسي في منعطفات تاريخية عدة في اليمن كان أبرزها خلال فترة حكم الحزب الاشتراكي لليمن الجنوبي قبل الوحدة اليمنية عام 1990، حيث كان نظام الحكم في اليمن الجنوبي مرتبط بروسيا بشكل كبير، وفي معظم المجالات، مشيرة إلى أن حلفاء روسيا في اليمن الجنوبي هم حاليًا الحزب الاشتراكي والحراك الجنوبي ولهما موقف واضح ضد انقلاب الحوثيين ويدعمان الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي. ولفتت زهرة، إلى أنّ روسيا كان لها دورا مهما في اليمن الشمالي قبل الوحدة وكان لها تأثير سياسي بارز، كما أنها تملك علاقات سياسية وتمد ذراعيها في اليمن الآن. وأشارت إلى أن روسيا تعترف بشرعية الرئيس هادي وسمحت بتمرير القرار 2216 في مجلس الأمن، الذي يدين الحوثيين ويطالبهم بالإفراج عن المعتقلين وتسليم السلاح، بالرغم من ذلك تحتفظ روسيا بعلاقة جيدة مع صالح والحوثيين، منوهة بأن روسيا كانت مؤيدة للحوار الوطني الذي عقد بين القوى اليمنية قبل الحرب. وأوضحت زهرة، أن عدم تصادم روسيا مع التوجهات السعودية بخصوص الملف اليمني في المحافل الدولية وعلاقة روسيا الجيدة مع إيران واحتفاظها بعلاقات ممتازة مع القوى اليمنية جنّب اليمن صراعًا دوليًا روسيًا أميركيًا ويزيد من الوضع تعقيدًا ويمكّن روسيا من لعب دور سياسي مهم بأي حل سياسي في اليمن. وتعتقد زهرة بأن روسيا تهمها سوريا وتدخلها الإيجابي في اليمن له مقابل، موضحة أن هناك تقارب روسي أمريكي كبير في اليمن وإجماع على حل سياسي يشمل الجميع ويضمن مشاركة الجميع في المرحلة المقبلة. ويرى المحلل السياسي عادل الصامت، أنّ روسيا لا ترى أنّ هناك حليفًا في اليمن يستحق أن تغامر عسكريًا أو سياسيًا لأجله كون الأطراف اليمنية ارتباطها الإقليمي أكثر من الدولي ويبقى الدور الدولي مؤثر في اليمن لكن التأثير الإقليمي هو الفاعل والمحرك. ويشير الصامت، إلى أن تدخل روسيا العسكري في سورية كون النظام السوري هو آخر حليف استراتيجي للروس في المنطقة، إضافة إلى امتلاك روسيا لقواعد عسكرية في سورية، كما أن نظام بشار الأسد هو الشرعي بحسب الدستور السوري، بينما في اليمن القوات الأميركية موقعة عدد من الاتفاقيات العسكرية مع السلطات اليمنية منذ عقود وتتواجد في السواحل اليمنية إضافة إلى تواجد محدود في قاعدة العند الجوية، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يمتلك شرعية مستندة لمرجعيات دولية ما يجعل التدخل العسكري الروسي لصالح الحوثيين وصالح مستحيلًا في اليمن، كما أن التدخل الروسي لصالح الشرعية لن يمثل سوى استنزاف عسكري لروسيا دون مكاسب تستحق، وهو الأمر الذي يجعل الروس يلعبون دورًا سياسيًا فقط في اليمن ودورهم إيجابي ويحضّون بقبول من جميع الأطراف.