حذرت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية الواسعة النفوذ والتابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، كلا من الولاياتالمتحدة، وتايوان، من أنها لن تتوانَ عن الانتقام إذا ما أصرا على استفزازها واستمرارها في تحدي سياسة «الصين الواحدة». ونصحت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم الإثنين، واشنطن، بأنه إما أن يقوما بضبط أنفسهما أو يتم إجبارهما على فعل هذا، وذلك في رد فعل لها على توقف رئيسة تايوان تساي إينغ وين، في هيوستن بالولاياتالمتحدة، في بدء رحلة تقوم بها لوسط أمريكا لزيارة 4 دول هناك ترتبط بتايوان بعلاقات دبلوماسية وهي هندوراس، ونيكاراجوا، وجواتيمالا، والسلفادور، وأيضا ما تم إعلانه عن نيتها أن تتوقف في سان فرانسيسكو في طريق عودتها من الرحلة. وأشارت الصحيفة إلى استبعاد فريق الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لاحتمالات أن يكون هناك لقاءً بين تساي وترامب خلال توقفها مرتين في بلاده حتى يتم تجنب القيام بالمزيد من الاستفزازات للصين بعد الغضب الشديد الذي أبدته من حدوث اتصال تليفوني بين الجانبين، هنأت خلاله تساي، ترامب عقب إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وكذا من تصريحات ترامب المناهضة لسياسة «الصين الواحدة». وحذرت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية، التي تعكس آراء ومواقف الحكومة الصينية بشكل غير رسمي، رئيسة تايوان من أنها ستواجه عواقب كل خطوة استفزازية تقوم بها ضد الصين وذكرتها بأن رد الصين على مكالمتها مع ترامب جاء من خلال قطع دولة ساو تومي وبرنسيب لعلاقاتها الدبوماسية مع تأيبيه ونبهتها إلى أن هناك قائمة بالمزيد من الدول التي تتخذ خطوات مماثلة في المستقبل. وذكرتها أيضا بأن رد بكين على قيام الكونجرس الأمريكي قبل نهاية العام الماضي بالتصديق على قانون يسمح للمسؤولين العسكريين الأمريكيين بزيارة تايوان، كان بإرسال حاملة الطائرات الصينية للإبحار قبالة شواطئها ودفع المقاتلات الصينية للقيام بدوريات حولها، وألمحت إلى أن هذا لن يكون نهاية المطاف حيث أن هناك توقعات بأن تلجأ الصين إلى ممارسة المزيد من الضغوط العسكرية على تايوان. وطالبت الصحيفة، الحكومة الصينية، بالوقوف ضد النزعة الاستقلالية السائدة لدي القيادات السياسية فى تايوان حاليا، وذلك بتوجيه ضربات موجعة ضد تايوان على الصعيد الاقتصادي وعدم الاكتفاء بمحاصرتها دبلوماسيا أو الضغط عليها عسكريا. وقالت إنه على القيادات السياسية في تايوان، الإدراك بأن تحركاتهم للاستقلال ستكلفهم ثمنا غاليا فوق ما يستطيعون تحمله. أما فيما يتعلق بالولاياتالمتحدة، فقالت الصحيفة إنه بالرغم من أنه لا حاجة للصين للتضحية بعلاقاتها معها في سبيل تايوان، خاصة وأن تصريحات ترامب المتعلقة بسياسة «الصين الواحدة» جاءت وهو ما زال لم يتول الحكم بعد، ولكن الأمور لن تكون على نفس الحال بعد توليه الحكم. وحذرت من أن بكين ستكون مستعدة تماما للدفاع عن مواقفها وسياساتها إذا ما حاول ترامب بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة أن يهدد سياسة «الصين الواحدة» بأي شكل، وقالت إن الأمور تصل إلى حد أن تقوم الصين بقطع علاقاتها بالولاياتالمتحدة لترى ما إذا كان الناخبون الأمريكيون سيقفون بلا حراك ويدعمون رئيسهم الذي انتخبوه وهو يدمر العلاقات الصينيةالأمريكية ويهدد استقرار منطقة آسيا-المحيط الهادئ بأسرها. وجددت الصحيفة ما أكدت عليه مرارا الخارجية الصينية، ووزير الخارجية الصيني، بأن احترام سياسة «الصين الواحدة» هو قاعدة أساسية ترتكز عليه العلاقات الثنائية كما أنه مبدأ جوهري تنص عليه البيانات المشتركة الثلاثة التي وضعت الأسس السياسية للعلاقات الصينيةالأمريكية.