من حق الفنان الكبير عادل إمام أن يعلن رأيه بصراحة، ويقول للصحف إنه يؤيد تولي جمال مبارك للرئاسة، ومن حقه أيضا أن يقول مبرراته لهذا الاختيار.. لكن ليس من حق الفنان الكبير أن يقول لمحاوره عمرو الليثي في برنامج "واحد من الناس" باستخفاف وتهكم: «طب قول لي إنت تحب مين يكون رئيس جمهورية؟»«!!» هذا الاستخفاف والتهكم، يعني أن مصر لا يوجد بها من يصلح لتولي هذا المنصب سوي جمال مبارك باعتباره ابن الرئيس، وأنه متمرس سياسيا وموجود في قلب المعمل السياسي - علي حد زعم عادل إمام - وهذا افتراء علي مصر والمصريين، وكأن مصر لايوجد بها سياسي واحد، أو رجل قادر علي تولي هذا المنصب سوي جمال مبارك!. ثم يواصل الفنان عادل إمام تخاريفه في الحوار قائلا:«من حق جمال أن يرشح نفسه عن طريق الحزب لرئاسة الجمهورية.. وإيه المانع ده مواطن مصري».. ونحن نقول لعادل إمام.. لا يافنان.. جمال مبارك ليس مثل أي مواطن مصري - كما تقول - لكي يخوض انتخابات الرئاسة القادمة.. جمال مبارك أبوه رئيس الجمهورية، يعني علي رأس السلطة.. وهو - أي الرئيس - يحتكر السلطة منذ 28 عاما.. كل السلطات في قبضته.. يأمر فيطاع.. هذا معناه يافنان، لا توجد انتخابات ولا يحزنون.. فالدولة كلها - في هذه الحالة - ستكون في خدمة المرشح ابن الرئيس.. ومن ثم تفقد الانتخابات أهم عناصرها وهو الحياد بين المرشحين. يافنان قولها بشجاعة ولاتخجل.. قل إنك تؤيد توريث الحكم لجمال مبارك.. و«طظ» في الديمقراطية، والانتخابات الحرة والنزيهة. هذه التصريحات العجيبة التي يدلي بها فنانون وسياسيون كبار لتلميع جمال مبارك، وإظهاره علي أنه عبقري، تمهيدا لتوريثه الحكم، تجعلنا نطالب الرئيس مبارك بضرورة الإعلان عن تعيين نائب له.. خوفا من أن تدخل البلد في نفق مظلم لوحدث - لا قدر الله - أن أصيب الرئيس بأزمة صحية مفاجئة تجعله غير قادر علي إدارة الحكم.. وإذا كان مبارك - نفسه - ومن حوله يعللون عدم تعيين نائب للرئيس، بأنهم لا يريدون أن يفرضوا شخصا معينا علي الشعب لتولي الحكم، فأنا أقول لهم: إن هذا القول «حق يراد به باطل».. فما يحدث الآن هو تجهيز «طبخة» لتوريث الحكم لجمال مبارك، وهذا معناه أنهم يفرضون علينا جمال مبارك ليكون خلفا لوالده. مصر مليئة بالشخصيات الوطنية المخلصة القادرة علي انتشال البلاد من الخراب الذي نعيشه الآن بسبب سياسات نظام مبارك. اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة، هو واحد من أكفأ الشخصيات المصرية، وهو بالإضافة إلي أنه ابن المؤسسة العسكرية، درس العلوم السياسية في جامعة القاهرة وجامعة عين شمس، وحاصل علي درجة الماجستير في العلوم السياسية، وتولي جهاز المخابرات العامة منذ عام 1993 حتي الآن، وقد اختاره مبارك في السنوات الأخيرة مبعوثا خاصا له للقضية الفلسطينية، وقد رشحته الأوساط الدبلوماسية الغربية والعربية لخلافة مبارك.. وهو - أي عمر سليمان - واحد من أكثر المسئولين المصريين الذين يلقون احتراما وتقدير الشارع المصري، نظرا للنجاح المتواصل الذي سجلته المخابرات المصرية في عهده لمكافحة أنشطة التجسس التي تقوم بها المخابرات الإسرائيلية في مصر. إذا كان اللواء عمر سليمان يحظي بثقة الرئيس مبارك، واحترام الشارع المصري.. فلماذا لا يتم تعيينه نائبا للرئيس ؟.. شؤال يحتاج إلي إجابة.