طالب الدكتور صلاح سلام، نقيب أطباء شمال سيناء، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، بتغيير استراتيجية مواجهة الإرهاب فى سيناء، واعادة النظر فى التعامل الأمنى مع الأهالى، مؤكداً فى حواره ل«صوت الأمة» أن أهالى سيناء يدفعون الثمن غالياً فهم ضحايا للعمليات الإرهابية، كما أن حملات الاعتقالات العشوائية تطال أبرياء من بينهم، وانتقد «سلام» المطالبات الإعلامية التى تعقب العمليات الإرهابية ب«دك سيناء» وتهجير أهلها، وهذا يزيد احتقان الأهالى. منتقداً زيادة ساعات حظر التجول فإلى الحوار. حدثنا عن الأوضاع فى سيناء بعد العملية الإرهابية الأخيرة؟ = الحديث عن سيناء «قديم جديد» وسيظل هكذا إلى أن تتغير الاستراتيجية لفهم مايدور فى سيناء، واعادة النظر فى التعامل الأمنى مع الأهالى، فللأسف الشديد فى أعقاب كل هجمة من الجماعات الإرهابية تخرج أصوات تطالب بدك سيناء أو تهجير أهلها، ما يزيد احتقان الأهالى الذين يتحملون الآلام والعذاب من حظر تجول وقطع أرزاق ووقوف بالساعات الطويلة فى المعديات . كيف يعيش أهالى سيناء فى هذا الظروف الصعبة ؟ = كان هناك بعثة من المجلس القومى لحقوق الانسان فى سيناء لرصد معاناة أهلها رصدت تجمعات النازحين من أماكن الأحداث فى منطقة الشيخ زويد ورفح وسكنوا فى العراء وتركوا أملاكهم، وفقدوا أطفالهم وشبابهم، فالناس فى سيناء يدفعون الثمن وكل يوم يسقط شهداء أما عن طريق القصف الأمنى أو الضرب العشوائى من قبل الجماعات المتطرفة، فبجانب سقوط شهداء من الجيش والشرطة فى العملية التى استهدفت الكتيبة 101 سقط 14 شهيداً و14 مصاباً من المدنيين ، فالضريبة التى يدفعها اهالى سيناء تفوق التى تدفعها قوات الجيش والشرطة. هل تؤيد تهجير أهالى سيناء للقضاء على الإرهاب ؟ = القضية ليست فى التهجير، فأول ناس ستهجر بل وستسبق الاهالى هم التكفريين ومن ثم سيبدأون عملياتهم فى الأماكن التى نزحوا إليها فهم لن يغلبوا فى ايجاد الاسلحة، وفنحن كنا نرى السيارات المحملة بالجرينوف وهى تعبر إلى أرض سيناء على مرأى ومسمع الجميع، فأى شخص يفكر فى سيناء من خلال المكاتب المغلقة لن ينجح لأن أهلها أدرى بشعبها، فمن يريد تنميتها لابد أن يستعين بأهلها حتى لايحدث أى اهدار للمال العام، فقد أهدر مال كثير فى ترعة السلام ولم نجنى ثمارها حتى الآن، وخط السكة الحديد سرقت قضبانه وبيعت لمصانع عز وغيرهم من المشاريع التى لم تنفذ بعد. كيف دخل الإرهاب إلى سيناء ؟ هناك خطأ كبير يرتكب فى سيناء يدفع العديد من الأهالى للانضمام إلى الجماعات المسلحة وهو القبض على الأبرياء ، وبالتالى يكونوا أكثر حنقا على الدولة من المتطرفين أنفسهم ، بالاضافة إلى الاشخاص الذين كانوا ممنوعين من دخول مصر فى عهد المجلس العسكرى ومن تم الافراج عنهم فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى كل هؤلاء استقروا فى سيناء لانها الملاذ الآمن بالنسبة لهم وبدأوا فى تكوين جيش لمواجهة الدولة إذا حدث أى خلاف سياسى، والبيئة التى سمحت لهم بذلك هى إهمال سيناء . هل تتفق مع استمرار حظر التجول فى سيناء ؟ = كل العمليات الإرهابية تتم خلال حظر التجول، لأن الجماعات الإرهابية تعلم جديدا ان فى هذا التوقيت بالذات لن يمر إلا عناصر الجيش والشرطة وبالتالى يكونوا صيد سهل للجماعات الارهابية، بالاضافة إلى ان حظر التجول أدى إلى زيادة الأسعار على ناس ليس لديهم أى موارد للرزق. وأنا أقول إلى متى الصبر «للصبر حدود» فحن نثمن ما يحدث من تضحيات يقدمها الجيش والشرطة، ولكن شعب سيناء شريك للقوات المسلحة والشرطة بدليل من يقتل منهم يوميا، لذلك لابد من احترامنا واعطائنا حقنا ولكن التضيق والقبض العشوائى ليس فى صف الدولة المحترمة فأبسط حقوق الحياة ليست موجودة، شعب سيناء لن يترك سيناء لم يتركها تحت بطش الاحتلال. كيف تتعامل القبائل مع من انضم من أبنائها للجماعات الإرهابية؟ ليس لهؤلاء الإرهابيين علاقة بالمجتمع، فهم يعيشون فى الجبل «كالمطاريد فى الصعيد»، بل أن اهلهم بيشمسوهم «وهى تعنى بالمعنى القبلى انه ليس مسئول عنه فى الدم والعرض فهو خارج نطاق القبيلة ولا يمت لها بأى صلة وهؤلاء يشكلون أعداد قليلة بين هؤلاء الجماعات الارهابية . هل تعلم قوات الجيش والشرطة بأماكن تمركز الجماعات الارهابية ؟ = لا لأن قوات الجيش والشرطة يحاربون أشباحاً فسيناء كبيرة وعدد سكانها قليل وبالتالى يصعب تحديد أماكنهم. هل توقعتم بحدوث العملية الإرهابية الأخيرة؟ = لا يستطيع أحد توقع أى تفجير فهى متوقعة دائماً فأنت تحارب عدو غير منظور وبالتالى لابد أن يكون هناك نوع من الحذر. رسالتك للحكومة؟ = «أوعوا تظلموا» لأن سيقبض عليه وهو مظلوم سيخرج هو وعائلته ضد الدولة، ولن يستطيع يلومه، وأطالب بجبر الضرر لكل من تضرر جراء ما يحدث وبشكل سريع، لامتصاص الاحتقان حتى تضمن هؤلاء فى صف الدولة. هل يخشى أهالى سيناء من التعاون مع الامن ؟ = قطعاً هناك البعض يخشى التعاون مع الجيش خوفاً من بطش الجماعات الإرهابية، فأكثر من 200 شخص لقوا مصرعهم على يدها التكفيرية بحجة أنهم يتعاملون مع القوات المسلحة والشرطة، وبالتالى هناك الكثير يفضل الصمت لعدم وجود حماية كافية له. بصفتك نقيب اطباء شمال سيناء .. هل ترى أن هناك مستشفيات كافية لاستقبال الضحايا الذين يسقطون كل يوم بسيناء ؟ = المكان الوحيد الذى يستقبل المصابين أثناء العمليات هو مستشفى العريش العام، وطبعا كل يوم فى مصابين لايسمع عنهم أحد، فمستشفى رفح والشيخ زويد تغلق مبكراً لأن الوضع هناك لايسمح بوجود اطباء داخلها ، ورغم ذلك فإن مستشفى العريش العام لها 7 سنوات تحت التجديد، وللأسف الأطباء يحجمون عن الذهاب لشمال سيناء خوفا من العمليات الارهابية. ما الأماكن التى يمكن أن تتواجد بها الجماعات الارهابية من وجهة نظرك ؟ = جبل الحلال وجبل الخاتمية وجبل أم خشيب وادى البروك ووادى الموت، أرى أن الحلول ليست أمنية فقط فلا توجد دولة قضت على الإرهاب بشكل نهائى.