بدأت كثير من الشركات العمل في سوق السيارات المصري خلال عقد السبعينيات وبمرور السنوات تطور عمل تلك الشركات وحصلت كثير من الشركات علي مكانة تستحقها نتيجة الجهد االذي بذلته لكسب ثقة عملائها. وعلي العكس مما قامت به غالبية الشركات العاملة في السوق المصري خلال العقد الماضي، وقع مركز التنمية والتجارة وكلاء بيجو في مصر في أخطاء عديدة، ففي التسعينيات كان قرار تجميع سيارات بيجو محليا أمرا رائعا حيث جاء في وقت كان الموديل حديثا عندما قامت الشركة بتجميعه. أضاف الأمر لبيجو في عهد وجيه اباظه، وجاء أبناؤه ليس ليضيفوا إلي رصيده بل ليعودوا بإنجاز والدهم إلي الوراء من خلال تجميع موديلات إنتهي عمرها الإفتراضي منذ سنين طويلة. فموديل "بارس" الذي تهلل له الشركة حاليا بعد أن بدأت تجميعه ليس سوي نسخة مجددة من موديل 405 وهو أمر مضحك حيث أن الشركة لم تفكر حتي في الدخول بمفاوضات جادة لتجميع موديل 406 الأحدث - وإن كان هذا الموديل هو الأخر قد توقف تصنيعه في فرنسا بل لم تفكر الشركة أيضا في تجميع موديل 206 الأصغر والأنسب للسوق المحلي وكأن حجم وكيل بيجو في مصر لدي الفرنسيين لا يتجاوز مجرد السماح لهم بتجميع موديلات إنتهي عمرها الإفتراضي وصارت متأخرة عن غيرها من الموديلات بجيلين. بل علي ما يبدو لم تنجح الشركة في تلك الخطوة بعدما تأخر تسليم الدفعة الأولي من الموديل. والمؤلم أنه بدلا من الأإستعانة بموديل من موديلات بيجو الجديدة والدخول في مفاوضات جادة لتجميعها في مصر، إتجه أبناء وجيه أباظة شرقا لأيران للتفاوض معهم علي تجميع موديل منتهي الصلاحية. ولم تسمح بيجو لوكيلها في مصر بتجميع بيجو 206 رغم أنها تسمح للشركة الأيرانية بتجميعها. ربما كان الأفضل لبيجو تجميع موديل 504 الأستيشن الذي ظلت نيجيريا تنتجه حتي سنوات قليلة مضت ما دامت مصرة علي تجميع موديلات قديمة. أما بالنسبة للموديلات الجديدة التي تطرحها الشركة في مصر فقد حاولت المنافسة بها في شريحة أعلي من الشريحة الحقيقية لها في أوروبا وفشلت تلك المحاولة فشلا ذريعا فجاءت مبيعات الشركة هزيلة لا تتلائم مع التاريخ الحافل لتلك الماركة الفرنسية في مصر. ولا ندري السبب في الأسعار المبالغ فيها لسيارات بيجو المطروحة في السوق المحلي هل هو الرغبة في الكسب السريع أم إضفاء هالة من الفخامة علي معروضات الوكيل لا تتوافر علي أرض الواقع لتلك المعروضات. في الوقت الذي تسعي فيه كافة الشركات العاملة في السوق المصري لإغراء عملائها وكسب ثقتهم، يسعي أبناء وجيه أباظه بشكل غير مباشر لتطفيش هؤلاء العملاء بشكل غير مباشر. المتوقع أن المستقبل سيحمل أخبارا غير سارة لوكيل بيجو في مصر خلال الفترة المقبلة خاصة علي ضوء الإنكماش الذي يعاني منه سوق السيارات خلال الفترة الحالية وهو أمر بات واضحا من ضعف الإقبال علي سيارات بيجو المطروحة في أسواقنا المحلية. وبدا واضحا أن الفترة المقبلة ستشهد تدهورا ملحوظا في أداء الوكيل الذي تعاني شركته الأم من مصاعب بالجملة نتيجة الأزمة المالية العالمية بينما سبق التراجع في أدائه ظهور تلك الأزمة التي يستعلل بها بطبيعة الحال لتفسير فشله الذريع في السوق المصري