إستعادت قوات النظام السوري وحلفاؤها السيطرة على ثلث الأحياء الشرقية لمدينة حلب على الأقل خلال الساعات ال24 الماضية، في حين فر آلالاف من سكان هذه المناطق الى احيائها الغربية. وفر نحو عشرة الاف شخص من احياء حلب الشرقية نحو المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وحي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة الاكراد، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد. واوضح المرصد ان "نحو عشرة الاف مدني فروا من حلب الشرقية منذ ليل السبت، مضيفا ان ستة الاف على الاقل من بينهم اتجهوا الى حي الشيخ مقصود، فيما اتجهت البقية الى مناطق خاضعة لسيطرة النظام في حلب. تأتي سيطرة قوات النظام على عدد من احياء شرقي حلب في اطار هجوم بداته منتصف الشهر الحالي لاستعادة الاحياء الشرقية وتضييق الخناق على الفصائل المعارضة. واعلن المرصد انه بعد سيطرة قوات النظام السوري مساء السبت على مساكن هنانو اكبر احياء شرقي حلب، تمكنت الاحد من السيطرة على خمسة احياء اخرى هي جبل بدرو وبعيدين والانذارات والسكن الشباب وعين التل. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان الفصائل المعارضة تكون بذلك "قد فقدت 30% على الاقل من الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرتها". كما تتواصل المعارك في حي الحيدرية وحي الصاخور الذي في حال سقوطه سيمكن قوات النظام من قطع شرقي حلب الى قسمين شمالي وجنوبي. واوضح عبد الرحمن ان التقدم السريع ياتي "نتيجة خطة عسكرية اتبعها النظام في هجومه وتقضي بفتح جبهات عدة في وقت واحد، بهدف اضعاف مقاتلي الفصائل وتشتيت قواهم". تزامنا مع تقدم قوات النظام، تمكن المقاتلون الاكراد الاحد وفق المرصد من "السيطرة على جزء من حي بستان الباشا، كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وحي الهلك التحتاني" وهما منطقتان مجاورتان لحي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية. وبحسب عبد الرحمن، "استغل المقاتلون الاكراد المعارك التي تخوضها الفصائل للتقدم من الشيخ مقصود والسيطرة على هاتين المنطقتين". - فرار السكان نحو غرب حلب- وهي المرة الاولى، بحسب المرصد، التي ينزح فيها هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ 2012، حين انقسمت المدينة بين احياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام. وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد لعشرات المدنيين معظمهم نساء واطفال لدى وصولهم الى مساكن هنانو حيث كانت حافلات بانتظارهم لنقلهم. وتظهر في احد المشاهد امرأة تجر عربة طفل وقربها ثلاثة اطفال، ويمكن سماع دوي الاشتباكات من منطقة مجاورة. واستأنفت قوات النظام في 15 تشرين الثاني/نوفمبر حملة عسكرية عنيفة ضد الاحياء الشرقية، تخللها هجوم ميداني على اكثر من جبهة وغارات كثيفة على مناطق الاشتباك والاحياء السكنية. وتتهم قوات النظام الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من الخروج من الاحياء الشرقية لاستخدامهم "دروعا بشرية". - "الركوع او التجويع" - اعتبر ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي، احد ابرز الفصائل المقاتلة في حلب، في تصريحات لفرانس برس، ان نزوح المدنيين من شرق حلب "امر طبيعي جداً بعد حملة القصف الجوي والاجتياح البري وتدمير منازلهم وحرمانهم من كل مقومات الحياة في احيائهم ومناطقهم". ويأتي خروج المدنيين بعد اسبوع عنيف من المعارك في مساكن هنانو، قبل استعادة قوات النظام السيطرة عليه وعلى الاحياء الاخرى. واتهم اليوسف "النظام والروس والايرانيين بأنهم قرروا ابادة الثورة في ثاني اكبر مدن سوريا عبر اتباع سياسة +الارض المحروقة+ مستفيدين من العجز الدولي الناجم عن التعطيل الاميركي". اضاف "على مرأى ومسمع الاممالمتحدة ومجلس الامن، يتم تطبيق سياسة التجويع او الركوع دون اي التزام بمواثيق حفظ السلم والامن الدولي". - فصل الاحياء الشرقية - وتعمل الفصائل في حي الصاخور حاليا وفق اليوسف على "تعزيز نقاط الدفاع عن المدينة والاهالي"، لكنه اشار الى ان "الطيران يدمر كل شيء بشكل منهجي" محذرا من انه "اذا لم يتم حظره، فسيدمر الطيران ما تبقى من مدينة حلب، حيا تلو اخر". وقال مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام ابو عبدالله لفرانس برس ان "العمل العسكري في مساكن هنانو اعتمد على قوات خاصة وكان متقنا اذ بدأ من المنطقة الاقل كثافة سكانية وعلى اكثر من محور، بحيث لم تكن لدى الجماعات المسلحة القدرة على التصدي وساهم بانهيار خطوطها الدفاعية". منذ بدء الهجوم قبل 13 يوما، احصى المرصد مقتل 225 مدنيا بينهم 27 طفلا جراء قصف وغارات على شرق حلب، فيما قتل 27 مدنيا بينهم 11 طفلا في غرب المدينة جراء قذائف الفصائل.