أنا من الأقلية التي انتمت و تنتمي و ستنتمي للثوار إلي ما شاء الله و بإيمان تام لا مجال للمزايدة فيه أو عليه . لكني أيضا من الأقلية فيهم التي فشلت أن تعادي كل المجلس العسكري علي المطلق الأعم ..ربما لأني أري في اختلافهم رحمة أو لأمل كاذب عندي . المهم أني لا أتردد في أن أكتب ما أحلم به لجميع الأطراف: "نحن" و "هم" و "الوطن" حولنا بمحافظيه بأطيافهم و سائر "الأقليات الأخري" فيه .. فكلنا أقليات .. لكن عن نفسي بما اني أقلية غير مؤثرة ..مين يعرف ؟ ربما تحقق حلمي الذي لا أخاف البوح به و الذي أقرب لخطة العمل منه للحلم . هو يحتاج لقراءة مدققة و طرح لآليات عمل علي الجانبين لان المطلوب في هذه اللحظة إنقاذ الوطن بأسره ، لا طرفي نزاع ،و هو ما يحتاج لكامل وعينا ..إن صدقت النوايا. معظم الخطر جاء من التخبط ،والذي لم يكن كله شرا . نعم جزء منه تم لصالح مشاريع دول و كيانات بعينها ،داخلية أو خارجية ( و في تصوري اختراق ما للمجلس ) لكن جزء منه ايضا تم لافشال بعض قيادات المجلس لهذه المخططات لسبب أو لآخر ، و هو ما قد يحسب لها في النهاية ،علي نحو ما ،لو صح تصوري. من هذه الأرضية أنطلق معتمدة علي استعداد جزء ،و لو كان الأقلية، من المجلس للتضحية الحقيقية في سبيل الوطن . ومن هذه الفرضية ايضا أطلب منهم مواجهة تحديات الوطن بشجاعة المقاتل الواجبة و علي النحو التالي : أولا: معالجة تبعات استخدام الجيش و الشرطة للقوة و العنف لحد القتل و إصابات العيون المتعمدة لثوار عزل أثناء المرحلة الانتقالية بصورة فردية و جماعية بهدف إخماد الثورة . هذه السياسة ،سواء كانت منهجية عامة أو تآمرية من مجموعة محدودة بالمجلس ،أثمرت عداء بينا مع شباب الثورة و رغبة في الانتقام لدي أهالي و أصدقاء الضحايا ، مع تحطيم لصورة الجيش الوطني في عيون و ضمير الأمة .بالطبع تولد علي الناحية الأخري لدي المسئولين المباشرين و غير المباشرين الخوف من العاقبة و الرغبة في التصعيد للإرعاب . لكن هذا لن يجد لأن الدم لا يأتي إلا بالمزيد من الدماء و ستتوالي التعقيدات إن لم تتم معالجة المشكلة فورا و وبصورة سليمة و سلمية . الحل عندي في الانتصار الفوري لأهداف الثورة المعلنة و للثوار بصورة واضحة و حقيقية ،و أن يكون الإعلام النزيه المتعاطف مع مبادئ الثورة و معانيها هو المعبرعن هذا الإتجاه الجديد ..هذا إن صدقت النوايا . لهذا لا أجد إلاالاعتذار المبطن و نوع من الاقصاء السلمي الصامت للعناصر المسئولة مباشرة عن قرارات عنف ما بعد الثورة ،متواكبة مع البدء في التحقيق أهداف الثورة الأساسية مع سرعة الانحياز لمطالب الشعب السياسية و الاقتصادية و الاصلاحات الواجبة من إعادة توجيه الدعم ..الخ . في هذا قد ينفع تفعيل إلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين ،ثم التصالح غير المشروط مع كافة رموز الثورة الحقيقيين و طلب الاستماع لمقترحات رموزها أمثال د البرادعي و د عبد المنعم أبو الفتوحو د محمد غنيم و د عبد الحليم قنديل و أحمد سيف الإسلامو د مني ميناو د رضوي عاشور و أستاذة سكينة فؤاد و غيرهم من الأجيال الأصغر من شباب المدونين و الصحفيين و الحقوقيين أمثالخالد علي و علاء عبد الفتاح و رشا عزب و زياد العليمي و غيرهم .. هذه الإجراءات قادرة علي إنهاء الاحتقان مع تحقيق امال الشهداء والمصابين في الثورة لانة لا ثوار يريدون مزيدا من الدماء ولا القيادات الحاكمة تحتملة. نشر بالعدد 591 بتاريخ 9 ابريل 2012