نازل بسيطة.. تحيط بها الأراضي الزراعية من ثلاث جهات.. وفي الجانب الرابع.. رمال تعلو فوق الرؤوس مكونة جبال شاهقة، إنها «ساقلتة» أحد مدن محافظة سوهاج. «ادخلوا البيوت».. هكذا علت صرخات الأمهات منادية على أطفالها، أمس الجمعة، عقب بدأ السيول والأمطار الغزيرة على قرية «ساقلتة»، -الجبل ينتفض ويثور- مشهد أثار الرعب في قلوب الأمهات.. رمال الجبل تهاجم القرية.. السيول تصطحب الأمطار وتغزو القري.. وبعض بضع ساعات سكنت بيوت «ساقلتة». «ساعات من الرعب والخوف من الغرق.. تعايشنا في بيوتنا».. هكذا بدأ وليد التوني من قرية الحاجر بساقلته وطالب جامعي روايته، قائلًا: «بدء اليوم طبيعي جدًا.. وكانت الأطفال تلعب أمام البيوت كالمعتاد.. ومع بداية الأمطار تعالت الأصوات منادية على الأطفال حتي يدخلوا المنازل». «تسونامي يهاجم ساقلتة.. مياه محملة بالرمال وكانها أمواج عاتية، تنزل من مرتفعات الجبال على منازل وأهالي القرية.. الظلمات تخيم على مركز ومدينة ساقلتة، والخمس قرى التابعة له».. هكذا قال طاهر فكري، أحد أبناء قرية «عرب بني واصل» شرق محافظة سوهاج، مشيرًا إلى أن الطبيعة لم تكتفي بإرسال «تسونامي ساقلتة»، بل ساقت إليهم أيضا حشرات وزواحف الجبال.. «مشهد الموت تجسد في شكل الهجوم الغادر للطبيعة علينا.. والذي صاحبها انتشار الأفاعي والعقارب»، موضحًا أن 11 شخصًا تعرضوا للدغات الزواحف السامة والتي خرجت من مساكنها في الجبال بسبب الأمطار. ويقول عبده الزهري أن كثير من الأهالي عجزوعن كسح المياه التي تدفقت داخل منازلهم وأتلفت محتويات هذه المنازل وتسببت في نفوق أعداد كبيرة من «الطيور، والماشية، والأغنام»، مشيرًا إلى أنهم طالبوا المعاونة في كسح مياه السيول، والدفع بعدد كافٍ من سيارات شفط المياه ليتمكنوا من العودة لمنازلهم وإنقاذ ما تبقى لهم من محتويات.