قال وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر، الذي وصل إلى تركيا الجمعة، إنه سوف يبلغ القادة الأتراك بأنه من المهم احترام سيادة العراق. لكنه لم يقل بأنه سوف يضغط على الأتراك ليسحبوا أي قوات تعمل في العراق بدون دعوة من بغداد. تأتي لقاءات كارتر المتوقعة في أنقرة مع كبار القادة ومسؤولي الدفاع وسط تصاعد التوترات بين تركياوالعراق بشأن العمليات في شمال العراق، ومع تقدم القوات المتحالفة لاستعادة الموصل من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. وقال كارتر للصحفيين المسافرين معه إلى تركيا، "كان لدينا نقاشات طويلة مع الجميع حول ذلك - حول احترام السيادة العراقية في سياق إدارة الحملة المضادة لداعش". وأضاف "من المهم جدا لجميع أعضاء الحملة المضادة لداعش المشاركة في هذه الطريقة المتكاملة. هل سأتحدث مع الأتراك حول ذلك؟ بالطبع". لم يتضح مدى القوة التي ينوي كارتر اتباعها في نقاشاته مع القادة الأتراك أو التأثير الذي يمكن أن تحدثه في الوضع. وقال كارتر إن الأمر الرئيسي هو "إبقاء تركيز الجميع على هذا الهدف وهو هزيمة داعش (الدولة الإسلامية)... لان ذلك تهديد لنا نحن الثلاثة". تزايد الخطاب الغاضب بين العراقوتركيا مع استمرار بلورة حملة الموصل. تبادل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاهانات. وفي وقت سابق هذا الأسبوع احتشد آلاف من اتباع رجل دين شيعي خارج السفارة التركية في بغداد، وطالبوا بإنهاء "الاحتلال" التركي. كانوا يشيرون إلى تواجد نحو 500 جندي تركي في قاعدة شمالي الموصل يقومون بتدريب المقاتلين السنة والأكراد منذ ديسمبر/ كانون أول الماضي. تقول بغداد إن الجنود هناك بدون اذن وطالبتهم بالانسحاب، وهو ما ترفضه أنقرة وتصر على أنها سوف تلعب دورا في تحرير المدينة. وتدرب القوات التركية القوات الكردية الموالية للزعيم الكردي مسعود بارزاني. في نفس الوقت، تنظر الولاياتالمتحدة أيضا إلى تقارير عن ضرب الطائرات والمدفعية التركية الأكراد السوريين في شمال سوريا يوم الخميس، ما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 200 منهم. وقال كارتر أيضا إن لديه القليل من التفاصيل عن الحادثة، ولا تزال هناك تساؤلات حول إجمالي الضحايا وما إن كانوا من القوات الكردية التي تدعمها الولاياتالمتحدة أم لا. ++وأبلغ وزير الدفاع التركي فكري إشيق، كارتر أن تركيا تتوقع من الميليشيا السورية الكردية مغادرة بلدة منبج السورية غدا، وأن تنسحب إلى شرق نهر الفرات، كما وعدت. ونقل مسؤول تركي عن إشيق قوله لكارتر "لا يمكننا الوثوق بكلمة منظمات إرهابية، لا يمكننا معرفة ما سيقوم به (المسلحون الأكراد) غدا". واشترط المسؤول تكتم هويته لأنه غير مخول بمناقشة الحديث علنا. وكانت القوات الكردية السورية مصدرا للتوتر بين تركياوالولاياتالمتحدة، الحليفين في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتعتبر الولاياتالمتحدة الجماعة المسلحة - وحدات حماية الشعب - القوة الأكثر فعالية في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وتقول تركيا إنها امتداد لجماعتها الكردية المسلحة المحظورة والتي كانت قد نفذت سلسلة من الهجمات الدموية في تركيا في السابق، وتعتبرها تركيا منظمة إرهابية. وقال كارتر إنه يريد أيضا أن يتحدث مع القادة الأتراك عن الجهد الجاري لتأمين الحدود التركية مع سوريا. وعززت تركيا من عملياتها العسكرية الجوية والبرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ومؤخرا كانت قادرة على المساعدة في استعادة بلدة دابق ذات الرمزية الكبيرة من تنظيم الدولة الإسلامية. وقال كارتر إن ذلك كان "نصرا كبيرا للغاية".