سيطرت قوات الحكومة السورية على منطقة تسيطر عليها المعارضة على مشارف حلب السبت لتحكم الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة الواقعة بشمال البلاد فيما دمرت موجة مستمرة من الضربات الجوية المزيد من المباني. وجاء التقدم الحكومي الجديد فيما قالت الاممالمتحدة إن نحو مليوني نسمة في حلب، اكبر مدن سوريا التي كانت يوما المركز التجاري للبلاد، ليس بها مياه في اعقاب التصعيد في القتال خلال الايام القليلة الماضية. وسيطرت القوات الحكومية على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تسيطر عليه المعارضة فيما قصفت الطائرات الضواحي الشرقية التي تسيطر عيلها المعارضة من حلب لتقتل 25 شخصا على الاقل وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وقالت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة نشطاء اخرى ان 49 شخصا قتلوا اليوم السبت فقط. وقال المرصد ان عدد القتلى في حلب من المتوقع ان يرتفع حيث ان الكثير من الجرحى في حالة حرجة ومازال عمال الانقاذ يحفرون في الانقاض. وقال السكان ان القصف الاخير هو الاسوأ الذي شهدوه منذ سيطرت المعارضة على اجزاء من المدينة في عام 2012. ونقل عن مسؤول عسكري سوري لم يرد اسمه قوله في وسائل اعلام حكومية امس الجمعة ان الضربات الجوية وقصف حلب سوف يستمر لفترة طويلة "ويشمل هجوما بريا" على المناطق التي يسيطر عليها المعارضة. سقوط حندرات في ايدي القوات السورية مع المقاتلين الفلسطينيين الموالين للحكومة يبعد مقاتلي المعارضة عن طريق الكاستيلو وهو شريان رئيسي يؤدي الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من المدينة، والذي تسيطر عليه الحكومة الان. وقال ياسين ابو رعد وهو ناشط من المعارضة مقره محافظة حلب للاسوشيتد برس "اصبح فك الحصار من خلال طريق الكاستيلو صعبا للغاية". ونقل التلفزيون السوري الحكومي عن مسؤول عسكري سوري لم تحدد هويته تأكيده ان حندرات تمت السيطرة عليه وان العديد من المسلحين قتلوا. وقال ان الخبراء يزيلون المتفجرات من المنطقة. وشهد المخيم الذي يعد خاليا تقريبا ومدمرا الى حد كبير، قتالا عنيفا وقصفا شديدا خلال السنوات الاخيرة. وتم تبادل السيطرة عليه في الماضي بين القوات الحكومية وقوات المعارضة. ويأتي التقدم فيما فشل الدبلوماسيون في نيويورك في انقاذ وقف لإطلاق النار استمر نحو اسبوع، قبل ان يحل محله ما يقول السكان والنشطاء انه مستوى جديد من العنف. والقصف الذي بدأ يشتد في وقت متأخر من يوم الاربعاء يعد غير مسبوق حيث استهدف المناطق السكنية والبنية التحتية ومراكز الدفاع المدني. وقال دبلوماسي غربي كان يتحدث الى مجموعة من الصحفيين في بيروت انه كان هناك انطباع في نيويورك نتيجة للاجتماع مع الروس بانه لن يكون هناك هجوم جديد ولكن هناك رسائل متضاربة من الارض. وقال ان هناك تقاريرا عن تحقيق تقدم على الارض وبعض التعزيزات للقوات الحكومية والقوات المتحالفة معها هناك. وقال الدبلوماسي في اشارة الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة "اقول انه يبدو محتملا الى حد كبير ان تكون هناك هزيمة سريعة في شرق حلب. الطريقة الوحيدة للسيطرة عليها هي ارتكاب فظائع وحشية سيكون لها صداها لأجيال". واضاف "ستكون بالقطع مادة للاساطير والتاريخ". وتدهورت اوضاع المعيشة في المناطق الشرقية الي تعاني بالفعل الى حد كبير. وقالت هناء سنجر، ممثلة منظمة اليونيسيف في سوريا، إن الهجمات المكثفة تسببت في تدمير محطة مياه حي "باب النيرب" التي تزود نحو 250 ألف شخص بالمياه في المناطق الشرقية من المدينة التي تسيطر عليها المعارضة. وقالت إنه انتقاما لذلك، تم تعطيل محطة "سليمان الحلبي"، الواقعة شرق المدينة أيضا، ما تسبب في قطع المياه عن 1.5 مليون شخص في مناطق تسيطر عليها الحكومة غربي المدينة. وحذرت في بيان رسمي مساء أمس الجمعة أن "حرمان الأطفال من الماء يعرضهم لخطر تفشي أمراض كارثية تنقل عن طريق المياه."