تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين: التمثيل العادل والفاعل للشباب داخل القائمة الوطنية من أجل مصر مطلب مشترك لكل الأحزاب    قواعد قبول طلاب شهادة النيل الثانوية الدولية بتنسيق الجامعات الحكومية    احذر.. الحبس وغرامة 100 ألف جنيه عقوبة الامتناع عن تسليم الميراث    محافظ الدقهلية: استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد بتخفيضات تصل إلى 30%    أسعار الكتاكيت والبط في بورصة الدواجن اليوم الجمعة 4 يوليو 2025    تعديلات الإيجار القديم وفرت الضمانات لملايين المستأجرين.. التفاصيل    جهاز المشروعات يتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدعم المشروعات الصغيرة    أجهزة المدن الجديدة تواصل ضبط وإزالة وصلات المياه الخلسة وتحصيل المتأخرات    وزير الكهرباء يتابع إطلاق التيار بمحطة محولات «روافع رشيد 2»    إعلام عبري: مقتل 3 جنود إسرائيليين في حوادث أمنية بقطاع غزة    ماركا: تشابي في أزمة أمام بروسيا دورتموند بسبب عودة مبابي    بالأسماء، إصابة 16 شخصًا بينهم 3 أطفال في انقلاب ميكروباص بأسيوط    مصرع عامل سقط من أعلى شجرة مانجو في قنا    حريق يلتهم محتويات شقة سكنية في العمرانية الشرقية| صور    ضبط 9 أطنان دقيق بلدي مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    مصدر أمني: جماعة الإخوان تواصل نشر فيديوهات قديمة    المسرح الوطني الجزائري يتجمل بالموسيقى العربية بالأوبرا فى عام أم كلثوم    هندسة القاهرة تشارك فى تطوير وتقييم أول جهاز تنفس صناعي مصري بالتعاون مع قصر العيني    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 145 مخالفة لمحلات لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    وزير خارجية السعودية: هناك تعزيز للتعاون الاقتصادي والثقافي على المستوى الشعبي مع روسيا    عمرو دياب يحيي حفلًا ضخمًا ب«مهرجان العلمين».. في هذا الموعد    باشاك شهير يقترب من ضم مصطفى محمد.. مفاوضات متقدمة لحسم الصفقة    صفقة نيكو ويليامز إلى برشلونة تدخل نفق التعقيدات.. والشرط "المرفوض" يعطّل الحسم    مصرع طفلة وإصابة 3 أشخاص صدمهم أتوبيس فى الدقهلية    إخلاء سبيل طالبة بالإعدادية تساعد طلاب الثانوية على الغش بالمنوفية    "صحة أسيوط" تُغلق 36 منشأة طبية خاصة في حملات تفتيش مكثفة بالمحافظة    أندية بالمنيا تهدد بالانسحاب من دوري القسم الثاني لكرة القدم للموسم الجديد    "الزراعة" إصدار 677 ترخيص لأنشطة ومشروعات الإنتاج الحيواني والداجني    18 يوليو.. أنغام تفتتح الدورة الثالثة لمهرجان العلمين الجديدة 2025    النائب هيثم الشيخ: نطالب بتمهيد الطريق أمام الشباب للتمثيل بالقائمة الوطنية    حمو بيكا يوضح حقيقة اعتزاله الغناء بعد وفاة صديقه المطرب أحمد عامر    برعاية المحافظ.. سائحون يشاركون في معرض التراث بمتحف شرم الشيخ    السنن النبوية والأعمال المستحب فعلها يوم عاشوراء    وزير الأوقاف يدين اغتيال الاحتلال مدير المستشفى الإندونيسي بغزة    محافظ الإسماعيلية يطلق مبادرة لتخفيض أسعار الأسماك وتنشيط السوق الجديد    شعار سوريا الجديد يشعل ضجة بين الرافض والمؤيد.. فماذا تعرف عنه؟    منتخب الهوكى يفتتح مشواره فى بطولة الأمم الثلاث الدولية بمواجهة كرواتيا    معركة حطين.. ما يقوله جرجى زيدان عن انتصار صلاح الدين الأيوبى    "ضريبة البعد" تتصدر تريند تويتر في مصر فور طرح ألبوم أصالة.. والأغنية من ألحان مدين    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ونظيره النرويجي    وظائف جديدة بمرتبات تصل 13 ألف جنيه في قطاع الكهرباء    مستوطنون يحاولون إحراق منزل جنوب نابلس.. وإصابات بالضرب والغاز خلال اقتحام بيتا    هل يجوز صيام عاشوراء فقط؟.. ماذا قال النبي وبماذا ينصح العلماء؟    مدحت العدل: الزمالك بحاجة إلى ثورة إدارية.. والاعتراض على تعيين إدوارد «كلام قهاوي»    الأمم المتحدة: فشلنا في حماية الشعب الفلسطيني    ننشر كل ما تريد معرفته عن «يوم عاشوراء»    رئيس وزراء إثيوبيا يوجه دعوة خاصة لمصر بشأن سد النهضة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 4-7-2025 في محافظة قنا    بعد ملحمة السيتى الهلال يطمع فى التأهل لنصف نهائى المونديال    رمضان السيد ينتقد تعاقد الزمالك مع جون إدوارد: النادي لا يحتاج إلى سماسرة    الصحة : نجاح جراحات لسيدتين من السودان واندونيسيا تعانيان من أورام بالرحم    «أوقاف شمال سيناء»: تنفيذ قوافل دعوية في 3 مراكز للشباب الأربعاء المقبل    الصحة بشمال سيناء: فرق طبية شاملة لشواطئ العريش حتى نهاية الصيف    تفاصيل استقالة كرم جبر وعمرو الشناوي من حزب الوعي    ترامب: برنامج إيران النووي دمر بالكامل وهذا ما أكدته وكالة الطاقة الذرية    يوم طار باقي 9 أيام، إجازات الموظفين في شهر يوليو 2025    ردد الآن| دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة 4 يوليو 2025.. اللهم أجرنا من النار، واصرف عنا كل مكروه، وأرض عنا يا أرحم الراحمين    أضرار النوم الكثير، أمراض القلب والاكتئاب وضعف المناعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع التسوية السودانية.. لماذا تدعمه واشنطن؟
نشر في صوت الأمة يوم 02 - 09 - 2016

رغم أن الجنوب أفريقي "ثابو أمبيكي" هو الوسيط الرسمي المفوّض من الاتحاد الإفريقي ومدعوم من مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى تسوية للحرب الأهلية في السودان، إلا أن المتتبع للمشهد السياسي يلحظ أن المبعوث الأمريكي "دونالد بوث" هو من يقود قطار التسوية على عثراته، وهو ما تتباين وجهات النظر المراقبين السياسيين، بشأن جدواه ودوافعه ومدى جدّيته.
والمفارقة في أمر "بوث"، أن الخرطوم هددت رسميا عند تعيينه في سبتمبر 2013، بعدم التعاون معه ما لم يهتم فقط ب"تطبيع العلاقات بين البلدين، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
ولم يكن موقف الخرطوم هذا سوى رد فعل على ما اعتبرته "تنصلا" من الإدارة الأمريكية إزاء تعهداتها لها سابقا ب"شطبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ورفع العقوبات الاقتصادية القاسية التي تفرضها عليها، نظير التزامها بتطبيق اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب".
وأشرفت واشنطن على اتفاق السلام المبرم عام 2005، والذي أنهى عقوداً من الحرب الأهلية، ومهّد لانفصال الجنوب عام 2011، بموجب استفتاء شعبي كانت الخرطوم أول من اعترف بنتيجته وبدولة "جنوب السودان" الوليدة التي تمخضت عنه.
لكن واشنطن لم تتخذ أي خطوات بشأن شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والمدرجة فيها منذ 1993، ولا رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة منذ 1997، ورهنت الولايات المتحدة تحقيق مطالب الخرطوم ب"وقف الحرب في مناطق أخرى هي جنوب كردفان، والنيل الأزرق، ودارفور، وتحسين سجل حقوق الإنسان وحل أزمة الحكم".
وبالفعل أعلنت الخرطوم رسميا في نوفمبر/تشرين ثاني 2013، رفضها منح المبعوث "بوث" تأشيرة دخول لأراضيها، بعد أن منحتها له في زيارته الأولى عقب تعيينه، حيث عزف كبار المسؤولين وقتها عن مقابلته خلافا للمبعوثين السابقين، وكان وكيل وزارة الخارجية وقتها "رحمة الله عثمان" هو أرفع مسؤول يجتمع به.
لكن بعد أكثر من عام، تحلّت الحكومة السودانية بمرونة وعادت لتستقبله بعدما أعلنت الولايات المتحدة تأييدها لعملية حوار وطني شامل طرحها الرئيس السوداني "عمر البشير" مطلع العام 2014.
ومع تعثر عملية الحوار هذه التي قاطعتها غالبية فصائل المعارضة الرئيسية، وسّع الاتحاد الإفريقي تفويض رئيس جنوب أفريقيا السابق "أمبيكي"، ليشمل المساعدة في إنجاح المبادرة.
وكان "أمبيكي" يتوسط أصلا بموجب تفويض أفريقي ودعم من مجلس الأمن الدولي، لتسوية القضايا الخلافية المترتبة على الانفصال بين الخرطوم وجوبا، علاوة على تسوية النزاع بين الخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية/قطاع الشمال، الذين يحاربون في مناطق متاخمة لجنوب السودان.
لكن جهود "أمبيكي" لم تفلح في إحداث اختراق مع رفض "البشير" لشروط المعارضة، وعلى رأسها "إلغاء القوانين المقيّدة للحريات، والإفراج عن المعتقلين، ووجود آلية مستقلة لإدارة الحوار".
ووسط هذا التعثر نشطت حركة المبعوث الأمريكي بشكل واضح منذ مطلع العام الحالي، بعقده سلسلة من الاجتماعات بين قادة الحكومة والمعارضة.
وتجلت مجهودات "بوث" في توقيع الحركات المسلحة قبل ثلاث أسابيع خارطة طريق، طرحها "أمبيكي" وحظيت بتأييد المجتمع الدولي وذلك بعد أشهر من رفضها، حيث وقعت عليها الحكومة بشكل منفرد في مارس الماضي.
وبناء على الخارطة عقدت في أديس أبابا مفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة تحت مسارين، الأول يضم الحكومة وحركة العدل والمساواة التي يتزعمها "جبريل إبراهيم" بجانب حركة تحرير السودان بزعامة "أركو مناوي" واللتين تحاربان الحكومة في دارفور منذ العام 2003 .
وشمل المسار الثاني الحركة الشعبية/قطاع الشمال، التي تحارب في ولايتي "جنوب كردفان" و"النيل الأزرق" المتاخمتين لجنوب السودان منذ 2011 .
وكانت المفاوضات تهدف لوقف العدائيات وتمرير الإغاثة للمتضررين ومن ثم الاتفاق على أجندة لحوار أشمل يضم أحزاب المعارضة لمناقشة القضايا القومية، وعلى رأسها أزمة الحكم وإصلاح الاقتصاد.
لكن الوسيط "أمبيكي" أعلن بعد أيام، تعليق المباحثات لأجل غير مسمى، بعد فشل الطرفين في التوصل لاتفاق حيث تعثر مسار "دارفور" بسبب رفض حركتي إبراهيم" و"مناوي" طلب الحكومة تحديد مواقع قواتهما كشرط للتوقيع على وقف العدائيات.
وكان الخلاف الأساسي في مسار "جنوب كردفان" و"النيل الأزرق" رهن الحركة الشعبية توقيعها على وقف العدائيات ب"إقرار مسارات من داخل وخارج البلاد" لتمرير المساعدات، وهو ما رفضته الحكومة التي اشترطت تمريرها عبر الداخل فقط بدعوى "السيادة".
وفيما لم يعلن أمبيكي موعدا جديدا لاستئناف المفاوضات، وصل المبعوث الأمريكي الخرطوم أمس الأول الثلاثاء، واجتمع مع رئيس الوفد الحكومي "إبراهيم محمود قبيل"، كما سيعقد اجتماعات مماثلة مع قادة الحركات المسلحة لتقريب وجهات النظر.
وفي تفسيره لما سبق، قال "شمس الدين ضؤ البيت" مدير "مشروع الفكر الديمقراطي" وهي منظمة غير حكومية، أن "عناصر في المجتمع الدولي، من ضمنها واشنطن باتت متوترة من طول المشكل السوداني، لأنه يحدث توترات في الإقليم وتداعيات نزوح ولجؤ".
وأضاف "ضؤ البيت" في حديثه للأناضول، أن جهود المبعوث الأمريكي "تصب في اتجاه تسوية الأزمة بالضغط على الطرفين لإيقاف الحرب الذي بات أولوية للمجتمع الدولي" خشية توظيقها لصالح الارهاب.
وفيما رجّح أن تفضي هذه الجهود لتسوية، شدد على أن "العنصر الحاسم لحل الأزمة السودانية لا بد أن يكون الإرادة السياسية الداخلية وليس حلا يفرضه الخارج".
لكن "حاج حمد محمد خير" أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، يرى أن التحركات الأمريكية "زوبعة في فنجان، لأن واشنطن مهتمة بمصالحها وليس مصالح الشعب السوداني الحقيقية".
وأضاف "واشنطن تملك كثير من الأوراق التي تضغط بها على الحكومة التي عادة ما تنفذ مطالبها (أمريكا) دون الحصول على مقابل، لذلك تريد الإدارة الأمريكية تسوية تضمن استمرار النظام مع تغييرات ديكورية".
ورأى "حمد" في إفادته للأناضول "على المعارضة أن تفهم أن التغيير الذي تريده واشنطن هو تغيير يفضي إلى تقوية النظام لأنه يضمن لها مصالحها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.