الرجل الغامض بسلامته يدير وزارة «الهلالى الشربينى».. يأتي في الثامنة صباحا لإدارة «التعليم» بالتعاون مع لواء قيادي بالديوان.. يطيح بقيادتين و11 قيادة في انتظار قراره باستبعادهم

تمر وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الآن، بحالة من الارتباك وذلك بعدما جاء ليحكمها أحد قيادات الجهات السيادية والتي أصبحت تتخذ كل قرارات الوزارة سواء كانت كبيرة أو صغيرة بما فيهم القرارات الخاصة بالثانوية العامة، وهذا ما أكده العاملين بالديوان وقالوا نصا:" أنه يوجد قيادة غامضة تحكم الوزارة .. وأمور الوزارة أصبحت خارجة عن الهلاليالشربيني " حتى أطلق عليه قيادات وعاملين الوزارة "الرجل الغامض".
تكشف "صوت الأمة" كواليس تحركات هذا الرجل داخل الديوان، فهو يأتيفي الساعة الثامنة صباحا، ولم يوجد لديه مكتب خاص به، على علاقة وثيقة بالإدارة المركزية للأمن بديوان الوزارة والتي تساعده أكثر في إدارة الوزارة ومعرفة ما يدور بداخلها، بالإضافة الى أنه قد طلب تقارير عن العاملين والقيادات داخل الديوان فى القطاعات المختلفة على رأسهم قطاع الكتب والشئون القانونية والإدارة العامة للامتحانات، لم يقف الأمر عن مطالبة التقارير فقط بل عمل على إرسال ملفات البعض منهم الى الجهات السيادية وجاء القرار باستبعادهم من منصبهم وعلى رأسهم محمود عبد الرازق أحمد محمود مدير الإدارة العامة للامتحانات، حيث أصدر الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم القرار الوزاري رقم 193 لعام 2016 لإنهاء انتدابه من الادارة، بالإضافة الى الإطاحة أيضا ب"جمال السيد سليمان عبد الله بنداري" رئيس الادارة المركزية للشئون المالية حيث أصدر الوزير قرار وزاري رقم 194 لعام 2016 لاستبعاده من وظيفته أيضا، حيث كانت تدور حوله علامات استفهام عديدة، وأكدت مصادر بالديوان أن هذا القيادي السيادي يقوم بعملية تطهير للوزارة بناء على تعليمات رئاسية حيث تعتبر قضية التعليم الآن أمن قومي بعد المهازل التي حدثت في امتحانات الثانوية العامة الماضية من تسريبات.
وكشفت مصادر خاصة داخل الديوان ل"صوت الأمة"، أن مراقبة القيادات والعمل على إعادة توزيعهم وإعادة النظر فيهم لم يقف فقط على تقديم ملفاتهم الى الجهات الأمنية والرقابية، ولكن قد وصل الأمر الى البحث المتعمق في الصفحات الشخصية لهم على موقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة التوجهات الخاصة بهم ومن يساعد على نشر الفوضى بالإضافة الى متابعة الصفحات الخاصة بالمعلمين وقيادات التربية والتعليم على الفيس بوك وعلى رأسهم صفحة " أحرار لمحاربة الفساد" والتي تضم جميع العاملين بديوان عام الوزارة ويساعده فى ذلك أحد خبراء الاتصالات .
وعقب علم بعض قيادات الوزارة بهذه المعلومة قاموا بغلق صفحاتهم الشخصية على الفيس بوك والتي كانت تحتوى على بعض الشعارات والمنشورات ضد الجيش والشرطة منهم (ط.م) و(م.د) أحد قيادات قطاع الكتب حتى لجأ البعض منهم الى عمل حسابات شخصية وهمية بأسماء سيدات حتى لا يظهرون في صورة واضحة أمام الرجل الغامض.
وأفادت المصادر أن بعض لواءات الوزارة أصبحوا في وضع غير قوى، حيث لجأت الدولة الى دخول جهة سيادية الى الوزارة مما يدل على أن بعضهم لم يكن يؤدى عمله على الشكل الأمثل، خاصة بعد أن علمت هذه الجهة أن أحد لواءات الوزارة يمنع دخول العاملين بالديوان الى الوزير أو التواصل مباشرة مع الوزير لعرض مشكلة ما أو عرض عليه قضة فساد بالمستندات، وقال أحد العاملين بالديوان ل"صوت الأمة"، أنه طلب مقابلة الوزير أكثر من 8 مرات في أمر هام يتعلق بالمطبعة السرية وتسريب الامتحانات، إلا أن كان الرد المعتاد عليه :" الوزير مش فاضي لو عندك أي مشكلة أكتبها في ورقة وإحنا هند لهاله"، الا أن الأمر كان يحدث به طرمخة داخل الديوان وداخل الشئون القانونية وكان أي ملف فساد يأتي خاص ببعض قيادات الوزارة يختفى كأنه لم يكن .
وعن علاقة الرجل الغامض بوزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني، قالت المصادر، أن الوزير قبل أخذ أي قرار خاص بالوزارة يرجع الى هذا القيادي، وهذا قد أكده الوزير في أحد اجتماعاته بمجلس النواب قائلا أنه لم يكن صاحب القرار وحده بينما يمر قراره بعدة جهات منها المخابرات العامة خاصة فيما يخص ملف الثانوية العامة، وأشارت مصادر ل"صوت الأمة" أن الوزير قد أعد قائمة بأسماء 11 قيادة بالتربية والتعليم لاستبعادهم من مناصبهم ولكنه في انتظار القرار الأخير من هذه الجهات السيادية حيث أكد الوزير للعاملين في إجتماع الفيديو كون فرانس هذا الاسبوع أن من الآن لا وجود للمتهاون والمقصر قائلا لهم :" الشغل مش بمزاجكم بعد كدا ونغير الدماء بين القيادات من خلال تغيرات قريبة".
وفى السياق ذاته أفادت المصادر أن هذا القيادي السيادي تستعد لمارثون امتحانات الثانوية العامة للدور الثاني والتي تبدأ 13 أغسطس القادم، وأكدت المصادر أنه قد أمر بطباعة أوراق امتحانات الدور الثاني داخل مطابع الجهة السيادية دون تدخل من المطبعة السرية والتي أصبحت خاوية على عروشها الآن والعاملين فيها "زي قليتهم" حسبما وصف البعض، وقد بدأ بالفعل في طباعة امتحانات الدور الثاني داخل هذه المطابع بالتعاون مع قيادات التعليم الثانوي الذين يشرفون إشراف خارجى فقط بل بوطن الأمور تبقى من اختصاص الجهات السيادية.