قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه "يمكن مواصلة الطريق مع الاتحاد الأوروبي وروسيا معا، وأحدهما ليس بديلا عن الآخر، ونقوم بما تقتضيه مصالحنا"، مؤكدا عدم وجود تناقضات في السياسة الخارجية التركية. جاء ذلك في كلمة له، خلال مأدبة إفطار أقامها حزب العدالة والتنمية اليوم السبت، في ولاية أنطاليا غربي البلاد، وبعد أيام من بوادر تطبيع العلاقات بين أنقرة وكل من موسكو وتل أبيب، أوضح فيها أن بلاده تتبني سياسة خارجية متعددة الاتجاهات، وفقاً لتعبيره. ولفت جاويش أوغلو إلى أن تركيا "قطعت شوطاً هاماً في مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي، من أجل رفع التأشيرات عن المواطنين الأتراك". وأصدرت المفوضية الأوروبية، مايو الماضي، تقريرها الثالث حول سير المفاوضات بين تركيا والاتحاد، المتعلق بإلغاء التأشيرة، وجاء فيه أن أنقرة أوفت ب 67 مادة من أصل 72، خاصة بإلغاء التأشيرة، وتضمن التقرير قرار توصية برفع التأشيرة المفروضة على دخول الأتراك "شنغن" بحلول نهاية يونيو المقبل، في حال أوفت تركيا بالشروط الخمسة المتبقية. إلا أن إصرار أوروبا على تعديل قانون مكافحة الإرهاب في تركيا، أدّى إلى عرقلة إلغاء التأشيرة، إذ يؤكد مسؤولون أتراك، أنه لا يمكن تغيير قانون الإرهاب، لا سيما وأن البلاد تتعرض لهجمات منظمات إرهابية مثل "داعش" و"بي كا كا". جدير بالذكر أن بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، بدأت عقب إرسال الرئيس التركي رسالة إلى نظيره الروسي، بداية الأسبوع الجاري، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل. وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "إف - 16"، أسقطتا مقاتلة روسية من طراز "سوخوي - 24"، في نوفمبر الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبًا). وعلى خلفية حادث إسقاط الطائرة، شهدت العلاقات بين أنقرةوموسكو توترًا، حيث أعلنت رئاسة هيئة الأركان الروسية، قطع علاقاتها العسكرية مع أنقرة، إلى جانب فرض موسكو قيودًا على البضائع التركية المصدّرة إلى روسيا، وحظراً على بيع الرحلات السياحية والطائرات المستأجرة المتجهة إلى تركيا. وفيما يتعلق بالعلاقات مع التركية الإسرائيلية، واتفاق تطبيع العلاقات الذي توصلتا إليه قبل أيام، أوضح جاويش أوغلو، على هامش مأدبة الإفطار، أن تلك العلاقات شهدت قطيعة، لمدة 6 سنوات، على خلفية مقتل 10 مواطنين أتراك، في هجوم إسرائيلي على سفينة مرمرة عام 2010، مشيرا إلى "تنفيذ إسرائيل للشروط الثلاث التي وضعتها بلاده". وأضاف بهذا الخصوص "نعلم جيدا ما نقوم به، تم الإعتذار (في إشارة إلى الشرط الأول)، وستدفع التعويضات إلى مواطنينا (الشرط الثاني)، والأهم سيرفع الحصار عن إخوتنا في غزة (الشرط الثالث)، وسترفع العوائق أمام إيصال مساعداتنا الإنسانية والتنموية إلى هناك (غزة)". وتوترت العلاقة بين البلدين، عقب هجوم إسرائيل على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية، في 31 مايو/آيار 2010، وأسفر الهجوم، الذي وقع في المياه الدولية، عن مقتل 9 ناشطين أتراك كانوا على متن سفينة "مافي مرمرة"، فيما توفي آخر في وقت لاحق، متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء ذلك الهجوم. وفي 22 مارس 2013، قدم نتنياهو، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي آنذاك (أردوغان)، اعتذارًا باسم إسرائيل بشأن قتلى ومصابي الهجوم، وقَبِل أردوغان الاعتذار باسم الشعب التركي.