لأنهم فقدوا الأمل في حملات الشرطة «الفشنك» المستفيدون يلجأون إلي الأمن الخاص لحمايتهم من العربان بعد الفشل الأمني الواضح في حماية المستفيدين من مشروع »ابني بيتك» من العربان الذين يفرضون »إتاوة» شهرية علي مناطق المشروع في كل المدن الجديدة تقريبا، طرح عدد من المستفيدين فكرة توفير الحماية الذاتية بعد أن فقدوا الأمل في حماية الشرطة لهم وبدأ حلمهم ببناء بيت آمن يتحول إلي كابوس، حيث اقترح مستفيدون من المشروع جمع عشرة جنيهات من كل مستفيد شهريا لتوفير حوالي عشرة آلاف جنيه وذلك للاتفاق مع شركة أمن خاصة لتوفير الحماية لهم ومواجهة العربان الذين لا يكترثون بالحملات الأمنية »الفشنك»، وكلما جاءتهم حملة كلما رفعوا قيمة الإتاوة علي المستفيدين وأكدوا لهم أن الحكومة لن تقدر عليهم، ويجد المستفيدون من المشروع أنفسهم في مواجهة العربان بمفردهم فيضطرون لدفع الإتاوة لهم. يقول أحمد سالم أحد المستفيدين من مشروع ابني بيتك: أقترح عمل مجموعة أمن خاصة لكل قطاع، بحيث تكون الحراسة علي مدار 24 ساعة، ففي كل منطقة عدد من القطاعات، كل قطاع يحمل حرفا هجائيا، وفي مدينة 6 أكتوبر مثلا الحرف الواحد به حوالي ألف قطعة، فإذا دفع صاحب كل قطعة عشرة جنيهات فقط سنجمع حوالي عشرة آلاف جنيه، وبذلك نستطيع الاتفاق مع شركة خاصة للأمن لتقوم بتعيين حوالي 16 فرد أمن بمرتب 600 جنيه، وهذا العدد يكفي لحمايتنا وحماية ممتلكاتنا أثناء العمل وبعده، وبهذه الطريقة نتخلص من مشكلة العربان الذين يجبروننا علي دفع إتاوات باهظة تصل إلي 300 جنيه شهريا. وأيدت مديحة سالم مستفيدة من المشروع الفكرة، قائلة إنه اقتراح جيد لأنه سيوفر الكثير مما يدفع للعربان، وأضافت: الأهم من ذلك أننا سننام مطمئنين لا نخشي سرقة مواد البناء أو هدم ما بنيناه، وأتمني أن يوافق كل المستفيدين من المشروع علي هذه الفكرة، وبذلك سنتوقف عن الشكاوي وسنوفر وقت ومجهود تحرير المحاضر في أقسام الشرطة لأنها لا تأتي بنتيجة، فقد مللنا من كثرة الشكاوي للمحافظ ولمدير الأمن وغير ذلك من الجهات التي تتجاهلنا.ويقول محمود وهبه إنه مر بتجربة مريرة مع العربان، حيث جاءه أحدهم للاتفاق معه علي الإتاوة بمجرد أن بدأ في بناء قطعة الأرض، ولكنه لم يستجب له متصورا أن الشرطة يمكن أن تحميه من العربان، وبدأت معاناته بعد ذلك، حيث تختفي مواد البناء من الموقع مهما كانت قيمتها، وحتي لو تركوها بعض الوقت، فإنهم بعد ذلك يعودون لتدمير ما تم بناؤه وهذا أقسي من سرقة المواد نفسها قبل البناء، ويضيف: تخيل أنك تذهب إلي مسكنك بعد أن تري بيتك وقد بدأت بعض ملامحه في الظهور، ثم تعود في اليوم التالي لتجد أنك عدت إلي نقطة الصفر.. فقد هدم العربان كل ما بنيته لأنك لم تخضع لهم وتدفع الإتاوة.. وإذا فكرت في الذهاب إلي قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة فلن تفيدك هذه الفكرة.. لأن الأمن غير قادر علي مواجهتهم إلا بحملات وهمية لا تأتي بنتيجة.. ويكون الحل الوحيد هو الخضوع لهم ودفع الإتاوة التي يبالغون فيها انتقاما من الذي يتجرأ ويرفض الدفع من أول مرة؛ لذلك أعتقد أن اقتراح جمع عشرة أو عشرين جنيها حتي لتوفير أمن خاص للمشروع، هو اقتراح رائع لأننا ندفع أكثر من ذلك بكثير مضطرين حتي نحمي أنفسنا وممتلكاتنا من العربان .******** جشع المقاولين وراء تعثر «ابني بيتك»بأسيوط عبد اللطيفبدأ مشروع ابني بيتك في قنا الدخول إلي مرحلة الاحتضار، خاصة بعد اصطدام المستفيدين من المشروع بالصعوبات التي تجعل مسألة البناء والانتهاء في المدة الزمنية المحددة من الوزارة أمرا صعب المنال. يقول محمود أحمد إبراهيم إن المشروع يعاني من عدم توافر مواد البناء اللازمة مما يؤدي إلي ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه بالإضافة إلي قيام هيئة مياه الشرب بتحصيل رسوم باهظة من المستفيدين، مشيرا إلي مشكلات أخري كمخلفات الحفر وارتفاع أجور العمال وعدم وجود المياه وصعوبة الحصول عليها مما يعرض المستفيدين لعدم القدرة علي التنفيذ في الوقت المحدد وبالتالي ضياع الدعم المادي المقدم من الدولة. ويضيف: لقد قامت الهيئة القومية لمياه الشرب بتحصيل رسوم توصيل المياه إلي المنازل ولكن فوجئنا عند استلام الإيصال بأن توصيل المياه مؤجل حتي انتهاء الشركة المنفذة من استكمال مرافق المشروع بما فيها الوصلات المنزلية، ولا نعرف لماذا تحصيل هذه المبالغ الآن إذا كانت الشركة تؤجل التوصيل أصلا؟ ويقول محمود عبد الحميد عبد الله إن مشكلة مخلفات الحفر تستحق التوقف عندها، حيث يضطر المستفيدون إلي رفعها لمكان بعيد ثم إعادتها مرة أخري . ******** 6 اشتراطات لمواجهة شركات النصب والتزوير بجهاز 6 أكتوبر واجهت شركات «بيزنس» ابني بيتك في مدينة 6 أكتوبر أزمة خلال الفترة الماضية وذلك بعد كشف وقائع تزوير في الأوراق الخاصة بعمل الجسات وشهادات الإشراف الهندسي، حيث لجأت بعض الشركات الوهمية إلي «ضرب» توقيعات المهندسين لإيهام المستفيدين من المشروع بعمل جسات للأرض، وذلك للحصول علي أموالهم، حيث كانت هذه الشركات تعرض عمل الجسة وشهادة الإشراف بمبلغ 450 جنيها وهو مبلغ يقل عن المبلغ الذي يحصل عليه الجهاز في حالة عمل الجسات بنحو 150 جنيهاوقد تقدم عدد من المهندسين بشكاوي لجهاز المدينة يؤكدون تزوير توقيعاتهم وأختامهم علي تقارير الجسات وشهادة الكوارث وخطاب مراجعة الاستشاري والنوتة الحسابية وشهادة الإشراف، واصفين الذين يفعلون ذلك بأنهم «أشخاص غير شرفاء»، وقد أدت شكاوي المهندسين إلي تشدد الجهاز في مراجعة هذه الأوراق، حيث وضع الجهاز ستة اشتراطات أولها وجود السجل الأصل عند تقديم شهادة الإشراف بعد اعتمادها من نقابة المهندسين علي أن تكون موقعة ومختومة من المهندس المشرف وتكون صفحات أصل السجل الهندسي مختومة من نقابة المهندسين الرئيسية، كما قام الجهاز بالتنسيق مع نقابة المهندسين بمراجعة شهادات الإشراف وتقارير الجسات وتقارير الكوارث لبيان صحتها من عدمه، محذرا من أنه في حالة ثبوت التزوير سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك. وقد أدت إجراءات جهاز مدينة 6 أكتوبر إلي اختفاء عدد من شركات النصب علي المستفيدين من مشروع ابني بيتك، حيث اقتصر الأمر الآن علي شركة واحدة ما زالت تمارس نشاطها مقابل 650 جنيها لتقرير الجسات وشهادات الإشراف الهندسي، وقد اضطرت هذه الشركة إلي إرسال بعض مهندسيها الشباب إلي الجهاز لإقناع المستفيدين من المشروع بالتعامل معها، وإن كانت تقارير الجسات وشهادات الإشراف كانت مكدسة علي الأرض بسبب مواجهة مشاكل مع الجهاز. ******** .. والصعوبات تهدد المشروع بالاحتضار في قنا أكد النائب ياسر عمر رئيس لجنة الإسكان بمحافظة أسيوط أن مشروع ابني بيتك الذي يرعاه الرئيس مبارك هدفه الأساسي مساعدة الشباب في الحصول علي منزل عصري، مشيرا إلي أن الفكرة عظيمة ولكن التنفيذ اصطدم بجشع كبار المقاولين الذين لا هم لهم سوي الثراء والاستفادة من المشروع ولو علي حساب شباب مصر. وقال عمر: إن الرئيس مبارك كلف الحكومة بسرعة دراسة توفير أراض جديدة لهذا المشروع خاصة في الأراضي المتاخمة للمدن الكبري، مشيرا إلي حرص الرئيس علي حل مشكلة الإسكان في مصر. وطالب رئيس لجنة الإسكان بأسيوط بضرورة معاقبة المقاولين الذين يبالغون في أجورهم ويحاولون استغلال الشباب المصريين الباحثين عن حقهم في تملك منزل مناسب للمعيشة فيه، محذرا من أن التراخي في مواجهة جشع بعض المقاولين وفرض المزيد من الرقابة علي بعض الذين يستغلون الفرصة للنصب علي المستفيدين من المشروع سيؤدي إلي تعثر المشروع وعدم تحقيق المرجو منه.