· فلاح يصرخ: ياريس مش لاقيين ميه نتوضا .. وآخر: مكسبي 8 جنيه من فدانين ونص المكان.. وادي النطرون.. المرحلة الثالثة.. قرية عزير التابعة لمشروع مبارك القومي لشباب الخريجين. انتقلت إليها «صوت الأمة» لترصد المهازل والكوارث التي نزلت بمشروع الرئيس.. فاكتشفنا قرية مهجورة.. بها أكواخ لا منازل.. محطة مياه مهجورة أكلها الصدأ.. مجاري مياه جافة.. زراعات ناشفة تالفة تقف منحنية علي أرض تشتاق إلي مياه وتحتاج لرجال يقدرونها.. الآلاف من الآفدنة والمحصلة النهائية.. محاصيل تالفة.سمع أهل القرية بمجيء «صوت الأمة» فإذا بالاكواخ المهجورة تفتح لنكتشف أن بها من يقطنها وأنهم مجموعة من الفلاحين المعدمين.. خرجوا علي كلمة «أمل».. خرجوا علي رجاء أن يسمع أحد صوتهم. خرجوا بدموعهم ليرووا لنا مآساتهم مع الدولة التي قطعت عنهم شريان الحياة - المياه - فأصبحوا يشربون من آبار صنعوها بأنفسهم لأن محطة المياه معطلة منذ تركيبها وأكلها الصدأ لتتحول في النهاية القرية إلي مدينة أشباح . بداية أكد عبد العال عبد الصمد - رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية بقرية عزير أن القرية ضمن مشروع مبارك القومي لشباب الخريجين ومراقبة الانطلاق والذي يضم حوالي 16 قرية. وأننا هنا منذ حوالي 11 سنة.. وبالنسبة للتعامل مع هيئة الكهرباء كان حتي 5 سنوات يأتي محصل كهرباء القرية ويحصل بإيصالات من الأهالي ولكن اتفقت وزارة الكهرباء مع الضرائب العقارية علي أن يدفع الأهالي لها وهو ما حدث إلي أن وقع خلاف بعدها لم تعترف هيئة الكهرباء بالنوبارية بالأموال التي دفعها الأهالي للضرائب العقارية ومن هنا بدأت المشاكل في تحصيل الكهرباء والتي بناء عليها يتم ري الأرض. فالمياه تأتي مرة أو مرتين كل شهر فقط وهو ما أدي إلي إتلاف الزراعات. ورغم أننا خاضعون لمشروع مبارك إلا أن مشروع التنمية الريفية ذا التمويل الإيطالي هو الذي يصرف علي القرية وسبق له أن بني مسجدا وهذه السنة بني مدرسة لم تعمل إلي الآن.. وأشار عبد العال إلي أن الفلاح يصرف علي قطعة الأرض التي حصل عليها «فدانين ونصف» 3 آلاف جنيه.. بينما يحصل منها علي 1500 جنيه فقط، أي أنه يخسر 1500 جنيه كل زراعة بسبب عدم ري الأرض.. ومطلوب منه دفع إيجارات للجمعية الزراعية والكهرباء وإطعام أولاده وشراء أسمدة وتقاوي للمحصول القادم.. فمن أين له بذلك؟ أضاف عبد العال : قريتنا بها 1500 فدان وبجوارنا أراضي مستثمرين عرب.. الميه عندهم كل يومين ونحن لا نحصل إلا علي الفائض منها وما يحدث لنا يحدث في قري الصديق يوسف والد مراتي والصفا والمروة وأم المؤمنين.. وعلي مبارك وقري أخري أي حوالي 16 قرية تقريبا. وينهي عبد العال حديثه قائلا: قدمنا شكوي لمدير عام هيئة الري ووكيل وزارة الري وحررنا والدمراني رقم 4ج لسنة 2009 إداري الإمام مالك ضد مسئول هندسة الكهرباء بالصفا والمروة ولكن دون جدوي.وأكد كرم رشاد: المفترض أن يعطي فدان الأرض 15 إردبا والآن يعطي 4 فقط نتيجة أن الزرع يخرج غير صالح فأصبح الأردب يباع ب 220 جنيها - وأنا مستأجر فدانين ونصف مقابل 2500 جنيه أخسر فيها كل موسم حصاد 1700 جنيه بسبب ما ينفق عليها خاصة الكيماوي، حيث نشتري الشكارة الواحدة ب 90 جنيها. وللعلم كان معي وأصدقائي 10 أفدنة تركناها «بايرة» ولم نزرعها من الخسائر التي نتكبدها سنويا. وأضاف المواطنان فؤاد سلامة وأحمد سعيد: إن المياة تأتي مرة كل 15 يوما يتركونها يوما واحدا فقط ولا تكفي حاجتهم واثناء الري يتم قطع الكهرباء عن أجهزة الري، فلا ترتوي الأرض، فضلا عن أن المياه غير صالحة ويصرخ عبد المنجي عز من الغربية - وتركها ليستقر في مشروع مبارك : أنا بقول للريس لو اشتغلنا خدامين أحسن لنا.. مياه للشرب فاسدة ،مياه للزرع مفيش .. ناكل إذاي ونشرب إزاي!؟ إحنا مش لاقيين ميه نتوضي وطالبين مننا فلوس الكهرباء. نعمل إيه؟ويقسم أحمد فكري قائلا: أرباحي من المحصول الأخير 8 جنيهات أخذنا قطعة أرض أنا وصديقي لزراعتها.. بعد نهاية المحصول زرعناها قمحا وفولا، وقطعت الهيئة الكهرباء عنا مرتين متتاليتين فضاع المحصول بالكامل بعد التعب وصرف السماد .