كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، اليوم الثلاثاء، النقاب عن أن النائب الأول للرئيس الأفغاني عبد الرشيد دوستم حُرم من دخول الولاياتالمتحدة. وأوضحت الصحيفة، في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- أن دوستم، المتهم بارتكاب جرائم حرب، و الذي كان يتطلع لزيارة واشنطن لمناقشة أفضل السبل للتغلب على حركة طالبان، غير مرحب به في الولاياتالمتحدة. وقالت إن صعود دوستم لتولي منصب النائب الأول للرئيس الأفغاني، على الرغم من ماضيه، يعد مثالا على فشل أمريكا في الحرب الأفغانية المستمرة للعام ال15؛ إذ أن واشنطن من أجل هزيمة طالبان، أنشأت حكومة أفغانية ودفعت لها عشرات المليارات ليتواجد بين أركانها أمراء حرب وسماسرة سلطة ساعدوا على نشوء حركة التمرد في التسعينيات، والذين يقول عنهم مسؤولون أمريكيون إنهم يشكلون تهديدا كبيرا لاستقرار أفغانستان أكثر من المتمردين أنفسهم. وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين الأمريكيين وجدوا أنفسهم هذا الشهر في موقف غير عادي، إذ هددوا بحرمان دوستم «الرجل الثاني في أفغانستان» من الحصول على تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أنه تم تمرير الرسالة إلى الحكومة الأفغانية قبل أيام من توجه دوستم إلى نيويوركوواشنطن، ولتجنب مشهد مهين علني، ألغت الحكومة الأفغانية بسرعة وبهدوء زيارة دوستم المقررة. وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية لم تعلق سوى بالقول: لا يمكن مناقشة قضايا تأشيرات فردية لأسباب تتعلق بالخصوصية، ولكن لسنوات، كان هناك اتفاق واسع النطاق بين المسؤولين الأمريكيين حول دوستم، الذي لديه ماضي وحشي، لدرجة أنه ارتكب هذه الجرائم والآثام المزعومة بحق العديد من الأشخاص الذين كانت تعتمد عليهم الولاياتالمتحدة خلال الحرب في أفغانستان. ووصفته وزارة الخارجية بأنه "أمير الحرب الجوهري"، وحذر السفير الأمريكي السابق في أفغانستان جورج كارل ايكنبيري في عام 2009 من أن مجرد وجود دوستم في البلاد من شأنه أن "يعرّض الكثير من التقدم المحرز في أفغانستان للخطر". ولفتت الصحيفة إلى أن دوستم قال في مقابلة يوم السبت الماضي، ردا على سؤال حول زيارته الملغاة إلى الولاياتالمتحدة، إن الوضع الأمني الهش في البلاد قد تطلب منه إلغاء الزيارة التي كان من المقرر أن تتضمن كلمة يلقيها أمام الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة إزاء الاتجار بالمخدرات- وهو شيء اتهم دوستم بالتربح منه.