حذرت منظمة اوكسفام الخيرية من أن الصراع المدمر في اليمن والذى يدخل عامه الثانى بعد يومين أدى الى ظهور أزمة مصرفية تنذر بخطر يدفع الملايين نحو المجاعة. وأوضحت المنظمة في بيان أصدرته اليوم أن استمرار الحرب وتدمير المزارع والأسواق وتفاقم أزمة الوقود المستمرة منذ فترة طويلة أدى إلى انخفاض معدلات الإنتاج الزراعي وشح في الإمدادات التموينية وارتفاع باهظ في أسعار الغذاء وتضرر طرق الامداد الرئيسية ومستودعات المعونة الغذائية والمركبات التي تحمل الإمدادات الإنسانية مما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء. وأشارت الى أنه مع دخول النزاع عامه الثاني أصبحت المصارف الدولية أكثر ترددا في توفير الائتمان للمستوردين مما يعني أن التجار في اليمن قد يضطرون إلى وقف استيراد الشحنات الغذائية.. كما عجز البنك المركزي اليمني عن تحقيق استقرار الأسعار في سوق المواد الغذائية في اليمن الذى يستورد 90% من غذائه .. الامر الذى أدى إلى ارتفاع في الأسعار على نحو يؤثر على ربع السكان الذين وصلوا فعلا إلى حافة الموت جوعا. وأضاف البيان أن المنظمة أجرت مسحا ميدانيا بشأن الغذاء في فبراير الماضى شمل 250 شخصا في شمال غرب اليمن أظهر أن ثلثي الأسر اليمنية تقريبا تعتمد على الائتمان المالي / الاستدانة / لشراء الأغذية ولكن عددا قليلا من الناس يقدرون على تسديد ديونهم فتزايدت عدم رغبة المقرضين بتقديم القروض للأسر الفقيرة مما جعل اليمنيين الاكثر فقرا لا يملكون القدرة على التكيف أمام هذه الأزمة المالية لفترة طويلة حيث أكد جميع من شملهم المسح الذى اجرته المنظمة أنهم ينفقون شهريا أكثر مما يكسبون . وأكد البيان أن الصراع الذى يضاف إلى الأزمة المتفاقمة والموجودة بالأصل وهي عبارة عن تراكمات كارثية أدى إلى خلق واحدة من أكبر حالات الطوارئ الإنسانية في العالم اليوم اذ يعانى ما يقرب من 14.4 مليون نسمة من الجوع أي أكثر من نصف عدد السكان ولن يكون بمقدورهم تحمل اعباء ارتفاع أسعار الغذاء إذا عجز المستوردون عن مواصلة التجارة نتيجة لشلل النظام المالي الذي يلوح في الأفق. وأوضح أنه حتى قبل الازمة الحالية كان اليمنيون يعانون بالفعل من مستويات كبيرة جدا من الحاجة الإنسانية الماسة.. ففي يونيو الماضى صنفت 10 محافظات من أصل 22 محافظة في اليمن بأنها تبعد خطوة واحدة عن المجاعة وتحتاج إلى مساعدة عاجلة لإنقاذ الأرواح.. وبعد مرور 8 أشهر لم يحدث سوى ازدياد تفكك الوضع ففى سبتمبر الماضى أصبحت مستودعات 64% من أصحاب الأعمال تعاني من شح حاد في المخزون والباقون ليس لديهم مخزون يكفى لاكثر من شهرين. وذكر تقرير اوكسفام أن تعز التى تشهد معارك يومية لم يعد بها خضروات ولبن الاطفال وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 200% في بعض المناطق وأكد كثيرون أنهم يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم لتوفير ما يكفي من الغذاء لأطفالهم.. فيما قال البعض أنهم ظلوا دون طعام لمدة 36 ساعة في فترات النزاع المكثف. واضاف التقرير أن البنك المركزى توقف في الشهر الماضى عن ضمان أسعار الصرف لواردات السكر.. محذرا من أن البنك قد يكون على وشك القيام بنفس الاجراء بالنسبة لسلعتي الأرز والقمح.. وأشار الى أن عدم الاستقرار في القطاع المالي يثير توتر المستوردين ومن المرجح أن يؤدي إلى تقليص تدفق السلع الاساسية إلى البلاد ما يدفع إلى ارتفاع في الأسعار بشكل اكبر. وحثت اوكسفام المجتمع الدولي على تقديم دعم عاجل إلى البنك المركزي اليمنى وبقاء جميع الطرق البرية والبحرية والجوية إلى اليمن مفتوحة للسماح بتدفق منتظم وثابت للإمدادات التجارية من المواد الغذائية والوقود والأدوية من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية. وخلص التقرير الى أنه بدون تحقيق السلام فان اليمن يواجه خطر الانزلاق نحو المجاعة. يذكر أن منظمة اوكسفام هى منظمة خيرية بريطانية بدأت كمؤسسة صغيرة عام 1942 تحت اسم /لجنة أوكسفورد للإغاثة من المجاعة / ونمت لتصبح اليوم إحدى أكبر المنظمات الخيرية الدولية المستقلة في مجالي الإغاثة والتنمية.. وتدار أوكسفام اليوم كاتحاد دولي يضم 15 منظمة تعمل كلها في أكثر من 90 بلدا مع منظمات محلية شريكة من أجل التوصل إلى حلول دائمة للفقر وتقديم المساعدات الإنسانية والعمل التنموي.