لوتس كيوان - محمد بدوي تدور هذه الأيام صراعات خفية ومعلنة بين أجهزة الدولة المصرية وبين منظمات أقباط المهجر التي اعتادت استغلال زيارة الرئيس مبارك لواشنطن كمناسبة ترفع فيه مطالبها متعمدة احراج الرئيس أمام الرأي العام الأمريكي بهدف الحصول علي مكتسبات ربما تحقق لهذه المنظمات أو القائمين عليها شعبية لدي أقباط الداخل والخارج، وهو ما يهدد زيارة مبارك وربما يؤثر في النتائج التي يأمل النظام الحصول عليها من واشنطن. من أشهر حلقات هذا الصراع هو ما فعله موريس صادق - محام مصري مقيم بأمريكا - الذي أرسل إلي البيت الأبيض خطابا مفتوحا يعدد فيه مطالب الأقباط ويستعرض ما اسماه انتهاكات لحقوق المواطنة في مصر بدءا من المادة الثانية بالدستور الخاصة بتطبيق الشريعة الإسلامية وحتي فهمه لفقرات من خطاب لمبارك نشرتها جريدة الأهرام.. ربما يكون موريس صادق لا يمثل إلا نفسه حتي لو تستر خلف لافتة هو صانعها باسم منظمة أقباط الولاياتالمتحدة.. ولكن الخطورة هي ما يعده اتحاد المنظمات القبطية في أوروبا - الذي تم تشكيله مؤخرا من 15 منظمة قبطية - فقد علمت «صوت الأمة» أن مدحت قلادة - المتحدث الإعلامي للاتحاد - موجود في مصر حاليا في زيارة غير رسمية بحجة حضور ندوة نظمها مركز «الكلمة» ولكن في الحقيقة ينسق الجهود مع النشطاء الأقباط لتوحيد المطالب التي يجب رفعها في وجه مبارك أثناء زيارته المرتقبة لواشنطن. «صوت الأمة» حصلت علي تصريحات خاصة من قلادة أكد فيها أن مشاكل الأقباط في مصر لم تحل وضرب مثلا باعتقال الأمن ل 35 قبطياً في سمالوط، كما أشار إلي التعنت في اصدار تصاريح بناء الكنائس وغيرها من حقوق المواطنة التي يري أن تطبيقها بيد مبارك شخصيا ولذلك افصح قلادة أنهم يعدون بيانات تفضح كل هذه الممارسات وتقدم إلي الكونجرس الأمريكي عند زيارة مبارك كما سيتم نشرها في كل الصحف الأمريكية والأوروبية في ذات الوقت وصولا لما اسماه «قلادة» فضح النظام المصري أمام الرأي العام العالمي. ورفض قلادة رفضا باتا التعاون مع اللجان التي ترسلها مصر رسمياً للتفاوض مع الأقباط في الخارج بهدف أن تمر زيارة مبارك بسلام ووصفها باللجان التحذيرية! الأجهزة المصرية تعلم هذه النوايا وتعمل علي اجهاض محاولات احراج مبارك في واشنطن ولجأت في ذلك إلي عدة محاور بدأت بالاتفاق مع متخصصين في الحملات الانتخابية والعلاقات العامة للقيام بحملة تجميل للنظام المصري أمام الرأي العام الأمريكي وحمايته من هجمات المنظمات الحقوقية الأمريكية، وهو ما كشفته مجلة «نيوزويك» هذا الأسبوع في تقرير يؤكد أن مصر اتفقت مع خبير أمريكي يدعي «بودستا» للقيام بحملة التجميل قبل زيارة مبارك خصوصا فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان التي يزعم الأقباط تفردهم بالتعرض لها وآخرها ما أثير حول القس متاؤس عباس وهبه الذي صدر ضده حكم بالسجن المشدد 5 سنوات بتهمة الاشتراك في تزوير وثيقة زواج فحاولت مجموعة من عدة منظمات حقوقية زيارته في محبسه ولكن السلطات رفضت.. وهو الأمر الذي لا يقبله العقل الأمريكي. وعلي جانب آخر تستمر الإدارة المصرية في ارسال وفود ولجان بهدف التفاوض مع الأقباط في أمريكا لمحاولة الوصول إلي فترة تهدئة أثناء زيارة مبارك، ويمثل في هذه الوفود بعض الشخصيات القبطية المرتبطة بالنظام المصري ولكن وقائع الأحداث تؤكد فشل هذه اللجان في الحصول علي نتائج ايجابية. أفشل هذه المحاولات ما قام به منير فخري عبدالنور الذي أعدوا لها اجتماعاً في جامعة «جون هوكين» بواشنطن لم يحضره سوي 25 فردا أغلبهم من الأمريكيين، حاول عبدالنور في الاجتماع تسويق فكرة المساواة التي يتبعها النظام المصري «العادل» بين المسيحيين والمسلمين مدللا بالمراكز الحساسة والمهمة التي تسند للأقباط في الدولة المصرية! ولكن الحضور من الأقباط واجهوا منير بهجوم شديد عليه شخصيا وعلي تورطه في الدفاع عن نظام «ديكتاتوري» يستخدمه لتجميل ما لا يجمل، حتي أن الاجتماع انفض بعد 45 دقيقة فقط، ليبدأ انصراف الحضور ليجلس عبدالنور وحيدا مع منظم الاجتماع ومندوب السفارة المصرية في واشنطن. يبقي أن موقف الكنيسة المصرية - ظاهريا علي الأقل - يدعم زيارة مبارك وإن كان في الواقع لا ينعكس هذا الدعم في أي محاولات تقوم بها الكنيسة لتمهيد الأرض أمام مبارك في زيارته لبلاد العم سام.