أعلن وزير العدل اللبناني أشرف ريفي استقالته من الحكومة اليوم الاحد، قائلا إن ميليشا حزب الله تهيمن على الحكومة كما تضر بعلاقات بيروت مع الدول العربية. ريفي من أشد منتقدي حزب الله في لبنان وتأتي استقالته اليوم الأحد بعد يومين من تعليق السعودية صفقات قيمتها أربعة مليارات دولار لتسليح ودعم قوى الأمن اللبنانية. وجاء التحرك بعد فشل لبنان في دعم المملكة السنية في خلافها مع ايران، الداعم الرئيسي لحزب الله. ودعم مجلس التعاون الخليجي القرار السعودي ما اثار مخاوف بان القرار يمكن ان يكون له تداعيات الاف اللبنانيين العاملين في دول الخليج. يشهد لبنان انقساما طائفيا يعكس الانقسام الإقليمي الأوسع بين القوتين السعودية السنية وإيران الشيعية، وهو منذ فترة طويلة ساحة للحروب بالوكالة. وجاء القرار السعودي بعد ان رفض جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني ان يدعم القرارات السعودية ضد ايران اثناء اجتماعين لوزراء خارجية الدول العربية والاسلامية. وباسيل هو رئيس الحركة الوطنية المسيحية الحرة، حليفة حزب الله. وقال ريفي في بيان اعلان استقالته، إن باسيل تجرأ بطلب من حزب الله على الاساءة للمملكة العربية السعودية". واضاف "ما وصلت اليه الامور جراء ممارسات دويلة «حزب الله» وحلفائها لم يعد مقبولا، والاستمرار في هذه الحكومة يصبح موافقة على هذا الانحراف". وكان حزب الله هو الفصيل الوحيد الذي ظل مسلحا بعد انتهاء الحرب اللبنانية الاهلية التي اندلعت بين عامي 1976 و1990 وينظر اليه بصفة عامة على انه اقٌوى من الجيش اللبناني. وقال «ريفي» إن هناك طرفا مسلحا يهيمن على قرار الحكومة". واضاف "اطالب الحكومة بالحد الادنى بتقديم اعتذار للمملكة وقيادتها وشعبها". وللبنان حكومة وحدة وطنية منذ 2014 حيث ضمت حزب الله وحركة المستقبل المدعومة من السعودية التي يترأسها رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري. وعاد الحرير الى لبنان في وقت سابق من الشهر الجاري. وقضى جانبا كبيرا من السنوات الخمس الماضية خارج البلاد بعد ان اسقطت حكومته على يد حزب الله وحلفائه في اوائل عام 2011. ويعد رئيس الوزراء تمام سلام حليفا قويا للسعودية ودعا المملكة الى اعادة النظر في قرارها. ومن المقرر ان يعقد ائتلاف 14 آذار اجتماعا في وقت لاحق اليوم الاحد. ولم يكن واضحا ما اذا كان سيتم اتخاذ المزيد من الخطوات. ولبنان بلا رئيس من انتهاء فترة رئاسة ميشال سليمان في مايو ايار 2014. وفشل البرلمان منذ ذلك الحين في انتخاب رئيس جديد بسبب الافتقار الى النصاب. وخاض ريفي ايضا حملة الشهر الماضي ضد الافراج عن وزير الاعلام السابق ميشال سماحة وهو حليف مقرب من الرئيس السوري بشار الاسد. وأدانت محكمة عسكرية لبنانية سماحة بالتخطيط لتفجيرات بأوامر من سوريا وحكم عليه في مايو ايار بالسجن اربع سنوات ونصف. ووافقت المحكمة الشهر الماضي على الافراج عن سماحة بكفالة مائة الف دولار. ومنع من مغادرة البلاد في انتظار إعادة محاكمته. وحاول ريفي دون جدوى ان يحيل القضية الى محكمة اخرى، قائلا ان محاولاته اعاقها حزب الله. وارسلت الجماعة الشيعية المسلحة الالاف من مقاتليها لدعم الاسد في الحرب الاهلية السورية. وقال ريفي "لن أقبل بأن اتحول الى شاهد زور، ولن اكون غطاء لمن يحاولون السيطرة على الدولة والمؤسسات".