فكرة مجنونة «طقت» في دماغي.. فذهبت إلي مستشفي الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية.. ومنذ أن سيطرت الفكرة علي «نافوخي» وحتي وضعت قدمي داخل المستشفي كان الرعب يسيطر علي.. قلبي بيدق ورجلي بتخبط في بعضها.. دا انا رايحة مستشفي المجانين يا جدع. ظلت الأفكار والكوابيس طوال أسبوع كامل تطير النوم من عيني دول ممكن يقتلوني.. حد يروح مستشفي المجانين أنا لو عملت كدا يبقي أنا أكيد مجنونة.. وظل صراع داخلي «أروح ولا لأ» وفي النهاية انتصرت - المغامرة علي الحكمة- وأخذت «حبيتين شجاعة» وذهبت للدكتور عبدالحليم قنديل وعرضت عليه الفكرة فانفجر من الضحك وقال لي: روحي بس أنا مش مسئول لو حصلك حاجة.. المهم سيبك من اللي فات لأن أنا دلوقتي في مستشفي المجانين بعد ما اتشهدت علي روحي. ورغم أنني كنت أظن أنه ربما يتم قتلي لكن الصدمة هي التي كادت تقتلني فاكتشفت أن ياما في مستشفي المجانين.. عاقلين.. شوف إزاي؟! دول ياخويا بيتكلموا في السياسة ولا نجوم التوك شو وفيهم مطربين ومبدعين ومشاريع أدباء بيكتبوا قصة قصيرة وشعر وسيناريوهات أفلام ومسرحيات كمان. معقول.. الكلام ده في مستشفي المجانين.. والله أنا قلت الناس دي عاقلين واحنا اللي لا مؤاخذة فينا مجانين. كان اللقاء الأول مع محمد فؤاد يوسف علي -35 عاماً- وهو مطرب المستشفي، حيث يسلي النزلاء بأغانيه التي تضفي جواً من السعادة عليهم.. محمد قال إنه كان «باحثاً» في أكاديمية البحث العلمي وأنجز بحثاً عن توليد الكهرباء من البحر، وبحوث أخري لحل مشاكل مصر وذهبت إلي رئاسة الجمهورية وطلبت منهم مقابلة الرئيس السابق مبارك.. فرفضوا لكنني عدت في اليوم التالي بغرض انجاز نفس الأمر فهددوني بالاعتقال اذا لم انصرف غير أنني تشاجرت معهم وصرخت بصوت عال: كيف يتم اعتقال باحث يحب وطنه ويريد أن يهدي لرئيس الدولة ابحاثه .. هذا نظام فاسد.. هذا نظام فاسد.. «وقتها انضربت علقة لم يأخذها حرامي» وتم ايداعي في مستشفي الأمراض العقلية. محمد لم يكتف بهذا القدر بل أكمل: طبيعي أن يكون هذا مصير مبارك لأنها نهاية كل ظالم وسوزان مبارك -دي سلعوة مصر- التي كانت تحكم مصر. وتدخل في الحديث عبدالوهاب الذي بدأ قائلاً: 17 سنة وأنا في المستشفي لأني كفرت بمبارك ونظامه وعلي فكرة احنا مش مجانين احنا ضحايا نظام فاسد وللأسف قامت الثورة وكأنك يا ابو زيد ما غزيت ولا رحت ولا جيت فكان الأولي أن تتم صياغة دستور للبلاد أولاً قبل الانتخابات لأنه لا يستقيم ان نبني عمارة أو ناطحات سحاب علي اساس من الطوب اللبن لكن صفقة المجلس العسكري مع اشاوس الاخوان والاخوة السلفيين اصحاب الدقون الطويلة والجلباب القصير أهم من مصر والمصريين. اما عبير رجب فقالت: الجنزوري «بياع كلام» والشيخ حسان غاوي شهرة والاخوان أسوأ من الحزب الوطني .