هناك دراسة لعالم الاجتماع الأميركي إيريك أندرسون أن الزوج الذي لا يخون، هو زوج تأقلم مع علاقة زوجية مفروضة عليه من قبل المجتمع. ولكنه أضاف: «هذا لا يعني أن هذا الزوج غير مستعد لخيانة زوجته». وذهب عالم الاجتماع إيريك إلى أبعد من ذلك بقوله: إن الخيانة الزوجية للرجل في الحقيقة هي القاعدة، بينما الوفاء لامرأة واحدة هو الاستثناء أو الشواذ. وفي استطلاع للرأي أجراه مع نحو 120 رجلًا من جنسيات مختلفة عبر الإنترنت تبين أن 78 % منهم قد خانوا زوجاتهم فقط من أجل الخيانة وما أسموه بالحاجة الفيزيولوجية. العاطفة والحاجة! أوضح أندرسون في دراسته أنه يدافع عن أحادية العاطفة، أما الناحية الفيزيولوجية، فهي باعتقاده يجب أن تكون مفتوحة. وشرح ذلك بقوله: «من أجل رعاية عائلة، فالعاطفة يجب أن تكون أحادية، أي مركزة على الزوجة وأفراد العائلة»، لكنه وصف الناحية الفيزيولوجية للرجل بأنها لا تموت، وإنما تختلف من رجل لآخر. 90 % من الرجال الذين يخونون، حسب الدراسة، من أجل اللهو؛ لأنهم في الحقيقة يحبون زوجاتهم كثيرًا. وما يستغربه أندرسون في الأمر هو أنهم لا يريدون، ولا بشكل من الأشكال أن تقع زوجاتهم في نفس مطب الخيانة. هل هناك أمل؟ هناك إحصائيات عالمية تقول إن 80 % من النساء لا يستطعن العفو عن الأزواج الخائنين، و95 % من الرجال لا يقبلون ولا بشكل من الأشكال العفو عن الزوجة الخائنة. ولكن هل هناك أمل في إمكانية إصلاح العلاقة الزوجية بعد الخيانة؟ إنه سؤال كبير ومحير حاولت الاختصاصية الاجتماعية البرازيلية سارينا جيديس الإجابة عنه، وقالت: «إن الخيانة الزوجية تعتبر بالنسبة للكثيرين نهاية العلاقة الزوجية مباشرة بعد اكتشافها، لكن هناك من الأزواج من يعطون وقتًا أو فاصلًا للتفكير الجدي حول الموضوع. ويفكر كثيرون أيضًا بأنه من المؤسف وضع نهاية لعلاقة زوجية دامت سنوات بسبب خطأ إنساني يعتبره البعض قاتلًا، ويعتبره آخرون جزءًا من طبيعة البشر، وبخاصة طبيعة الرجل». الخيانة الزوجية، برأي سارينا تشبه إلى حد كبير الخطأ البشري الذي يرتكبه قائد طائرة ويؤدي إلى سقوط الطائرة. وتساءلت: «هل هذا الخطأ البشري كان متعمدًا أو حدث لأن الإنسان معرض لارتكاب الخطأ؛ لأن الخطأ البشري لقائد طائرة لا يمكن أن يكون متعمدًا ولكن الطائرة تسقط، وكذلك هو الأمر بالنسبة لمن يقع في مطب الخيانة الزوجية». استدراك الخطأ ليس كل خطأ بشري يجب أن يكون قاتلًا. واستدراكه وارد في كل المواقف. فقائد الطائرة يتمكن أحيانًا من إصلاح خطأ بشري ارتكبه أثناء التحليق فينقذ طائرته من السقوط. وكذلك هو الأمر بالنسبة لمن يرتكب الخيانة الزوجية. هذا الخطأ سيكون حتمًا قاتلًا إن لم يتم استدراكه والاعتراف به. وتابعت الباحثة تقول: «إن خطأ الخيانة الزوجية يكون قاتلًا بالفعل إذا ترافق بالكذب. ففي حالة المرأة التي يرتكب زوجها الخيانة يمكن أن يصبح الخطأ قابلًا للإصلاح إذا اعترف الرجل بالخطأ وإصلاح العلاقة الزوجية بعد الخيانة، يشبه إلى حد كبير مواجهة مشكلة عاطفية كبيرة، فإن كان الفرد عاطفيًا إلى حد مفرط فإن المشكلة العاطفية ستتغلب عليه، وإذا كان يفكر منطقيًا يصبح من الممكن مواجهتها والتغلب عليها». وبرأي الباحثة أنه ليس هناك مبرر على الإطلاق للخيانة الزوجية مهما كانت الأسباب. ولكن يبقى هناك دائمًا خيط رفيع من الأمل للإصلاح. وعلّقت: «جئنا لهذه الحياة لكي نصلح وليس لكي نخرب». بداية الإصلاح أشارت سارينا إلى أنه إذا وجد خيط من الأمل؛ لإصلاح العلاقة الزوجية بعد الخيانة فإنه يكمن في الحديث عنها بشكل عميق، وصادق وضمن إطار احترام متبادل بين الزوج والزوجة. فالزوجة تريد، بل تصر على معرفة الأسباب الحقيقية وراء خيانة زوجها لها؛ لكي تعرف إذا كانت هي مذنبة أيضًا في دفع زوجها باتجاه الخيانة نتيجة تقصير ما. فالحديث بين الزوجين يعتبر المفتاح، الذي يمكن أن يفتح باب إصلاح العلاقة، وبدء مرحلة جديدة. فالمذنب، أي مرتكب الخيانة الزوجية، يجب أن يعترف بالخطأ، ويبدي استعدادًا لتحمل المسؤوليات والعواقب الناجمة عن ذلك، ويتحدث بصراحة عن الأسباب التي أدت إلى ارتكابه للخيانة الزوجية. وتتمثل بداية الإصلاح أيضًا في أن يعتذر من خان، ويطلب العفو والسماح من الشريك أو الشريكة. ويعتبر هذا من الأمور الحاسمة، التي يمكن أن تضع العلاقة الزوجية من جديد في مسارها. عامل الوقت يعتبر هامًا جدًا لإعادة النظر في المواقف والتفكير والتأمل واتخاذ القرارات. فغالبية قرارات الطلاق بسبب الخيانة الزوجية تأتي متسرعة؛ لعدم محاولة الشريك الذي وقع ضحية الخيانة منح نفسه أو نفسها بعض الوقت للتفكير مليًا. وأضافت سارينا: «على من ارتكب الخيانة الزوجية التحلي بالصبر عندما يتعرض للانتقادات المستمرة من الشريك الآخر؛ لأن هذا بالضبط جزء من العقوبة التي يستحقها من خان. عليه، أي من خان، أن يعلم أنه سيكون هناك رد فعل قوي ضده من الشريك الآخر، ويتوجب عليه فهم ذلك، والابتعاد عن المواجهة، التي ستزيد حتمًا الوضع سوءًا. التعبير عن المشاعر قالت الباحثة الاجتماعية إن من خان، يجب أن يقول بصراحة فيما إذا كان هناك بقية للحب بينه وبين الشريكة، ويعترف إن كانت الخيانة جاءت بسبب ضعف أو زوال الحب. فإن لم تكن الخيانة الزوجية حدثت بسبب مشكلة في الحب فإن ذلك سيساعد حتمًا على وضع آمال حول إصلاح العلاقة الزوجية من جديد. ويجب أيضًا أن يعبر من خانه شريكه عن المشاعر، ويقول بصراحة إن كانت الخيانة قد قتلت الحب في قلبه أو قلبها. وأضافت الباحثة: «الكذب في هذا الأمر سيكرر الخيانة، ويهدم كل أمل في الإصلاح، وبدء مرحلة جديدة من العلاقة الزوجية». ما بعد الخيانة الزوجية 7 نصائح لإصلاح ما تهدم: - تمتعي بقدر كبير من الصبر ومساحة في القلب للعفو بشرط ألا تكون الخيانة قد دامت لفترة طويلة، وتدخلت فيها العواطف بين الزوج والمرأة التي خان معها زوجك. النزوة لا تدوم، وإن كانت خيانة زوجك لها لا تتعدى النزوة، فليس من الحكمة الحكم على العلاقة الزوجية بالإعدام. - لا تقومي بما يمكن أن يهدم العلاقة الزوجية حتى وإن كان السبب المعصية الكبرى المتمثلة في الخيانة الزوجية. - من يخن يشعر بالدونية؛ لأن من يثق بنفسه لا يشعر بالحاجة إلى خيانة زوجة ارتبط بها برغبته. فأعطي الثقة لزوجك، ولا تشعريه بالدونية إن كنت ذات مستوى اجتماعي وثقافي أعلى. - إن كان والد زوجك يخون حماتك، فاعلمي أن الأمر عند زوجك مجرد مغامرة، من هنا عليك معالجة الأمر، وتفهم الحالة النفسية لزوجك. - انتبهي إن كانت هناك محنة في زواجك، فالرجل عادة يأخذها ذريعة لارتكاب الخيانة. ومثل هؤلاء الرجال يعتبرون ضعفاء الشخصية وانتهازيين، فلا تجعلي المشاكل ممسكة بيد زوجك. - هناك رجال يعتبرون أن أفضل طريقة للانتقام من زوجة، جرح مشاعرها إن لم تلب مطالبه، فناقشي مع زوجك خيانته من هذا الباب.