موقفًا صارمًا، اتخذته العراق، بعد وصول 150 جنديًا تركيًا إلى مدينة الموصل، بالقرب من معقل تنظيم داعش، تمثّل في مطالبة العراقلتركيا بسحب قواتها، خلال 48 ساعة، مهددة إياها باتخاذ كل الخيارات المتاحة، لتضغط على تركيا حتى تسحب قواتها من الموصل. خبراء عسكريون وعلاقات دولية، يوضحون ل«صوت الأمة»، الخيارات المتاحة لدى العراق، في حال انتهاء مهلة 48 ساعة دون سحب تركيا قواتها. أكد اللواء محمد مطر مدير أمن شمال سيناء الأسبق، أن المهلة التي منحتها بغدادلتركيا، بشأن خروج قواتها من الموصل خلال 48 ساعة، تحدي لطموح تركيا للبقاء في العراق، والتي كانت تقصف شمال العراق، والآن أصبح هناك تطور جديد أن تقيم تركيا مثل «كلب الحراسة» لأمريكا والحلف الأطلنطى في المنطقة، وهدف أمريكا نشر قوات برية لها فى بغداد. وأضاف مدير الأمن، في تصريحات خاصة ل«"صوت الأمة»، أن هناك منافسة قوية بين روسياوأمريكا على بغداد، بغرض من يفرض سيطرته وليس من أجل مصلحة العراق، وهذا صراع نفوذ. وأكد «مطر»، أنه إذا لم تغادر القوات التركية الأراضي العراقية خلال المهلة المحددة سوف تلجأ بغداد لمجلس الأمن، وأي قرارات يصدرها مجلس الأمن لا تنفذ إلا على الدول المقهورة، فقراراته شكلية، مشيرًا إلى أن العراق ليس باستطاعته أكثر من هذا، لأنها لا تملك جيش قوي حاليًا وأغلبه انضم لتنظيم داعش الإرهابي. وأضاف الخبير الأمنى أن الأكراد فى العراق لديهم استقلال ذاتي، بسبب بيعهم للبترول دون تصريح الحكومة العراقية، وتركيا تدربهم عسكريًا، وتمنحهم الأسلحة، فالمصالح مشتركة بين أكراد العراقوتركيا. من جانبه قال اللواء حسام سويلم، الخبير الإستراتيجي، أن بغداد سوف تطالب مجلس الأمن بخروج القوات التركية من أراضيها إذا انتهت مهلة ال 48 ساعة دون مغادرة بغداد، وسوف تضغط علي مجلس الأمن بإيعاذ من إيران التي لا تريد تواجد تركيا فى العراق. وأكد الخبير الإستراتيجي، في تصريحاته ل«صوت الأمة»، أن التحرك القوي لرئيس وزراء العراق نتيجة ضغوط إيران، لأنها تريد العراق منفردة لها. وأوضح «سويلم»، أن تركيا الآن أصبحت في موقف سيئ بعد أن انتقدت تدخل روسيا فى قضية سوريا، رغم أن تركيا الآن تنتهك الأراضي العراقية، مشيرًا إلى أن الجيش العراقي ضعيف. وقال الخبير الاستراتيجي، أن روسيا سوف تطلب من مجلس الأمن تطبيق الفصل السابع لفرض عقوبات على تركيا، إذا لم تغادر القوات التركية الموصل، مشيرًا إلى أن أمريكا تريد وجود القوات التركية في العراق. على صعيد متصل، استبعد السفير رخا أحمد، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن تكون روسيا وراء قرار بغداد بإمهال تركيا 48 ساعة لمغادرة أراضيها، مشيرًا إلى أن العراق دولة مستقلة لها حدود وسيادة، وليس من حق أى دولة أخرى أن ترسل قواتها إلا بإذنها. وأكد «رخا» في تصريحاته ل«صوت الأمة»، أن ما فعلته تركيا، انتهاكًا لسيادة الدولة وتدخل سافر، قائلًا: "ماذا يعنى أن تُدرب تركيا قوات داخل الأراضي العراقية، بدون تصريح من الحكومة المركزية في بغداد وهذا نوع من الفوضى". وصرّح السفير أن العراق تمارس حقها برفض وجود عناصر تركية داخل أراضيها، كما الحال لو كان الوضع في مصر أو أي دولة أخرى، فما فعلته أنقره مخالف للقانون الدولي، مضيفًا أن حدود العراق مباحة بالنسبة لتركيا بعد أن ساعدت الجرحى من عناصر التنظيم الإرهابي، وأمدتهم بالمساعدات الطبية والأسلحة. وأشار السفير، إلى أن داعش تسيطر على محافظتين في العراق ومحافظتين في سوريا، فانتهزت تركيا الفرصة ودخلت العراق، وهذا موقف مرفوض.